"خشى أقاربه لمسه".. اللحظات الأخيرة فى حياة العقاد
حياة الكتاب والأدباء والمفكرين مليئة بالأسرار والحكايات التي لا يعرف معظمها إلا بعد رحيلهم، ومن بين هؤلاء كان الأديب عباس العقاد.
فقد كشف كتاب "الأيام الأخيرة في حياة هؤلاء" للكاتب حنفى المحلاوي الصادر عن دار المعارف، الأيام الأخيرة في حياة الأديب الراحل فقال: "يقترب بنا أنيس منصور أكثر وأكثر حيث اللحظات الأخيرة من حياة العقاد فيقول واصفًا ذلك: "وفي الساعة الثانية صباحًا نهض الأستاذ من فراشه وذهب حافيًا إلى دورة المياه، وهى أول مرة يجد نفسه قادرًا على النهوض دون مساعدة، وأن يقف دون أن يتساند على الجدران، وأن يذهب إلى المخدة، ثم جلس الأستاذ على المقعد المجاور إلى السرير.
وتابع الكتاب: “وحاول أن ينادي أحد، ولكنه لم يستطيع أو لم يرد ذلك، ومدد ساقيه تحت السرير ووضع يده على جانبه الأيسر، ومال بكل جسمه إلى اليسار وارتطمت يده ببعض الزجاجات فسقطت، فسمع أهله وأبناء أخيه ذلك، فسارعوا إلى غرفة الأستاذ واقتربوا منه ولم يجرؤ أحد أن يلمسه، وتقدم الأستاذ عامر العقاد ولأول مرة في حياته يلمس الأستاذ ويمسك يده”.
وأكمل: "فوجد القلب يدق ببطء شديد وأسرع إلى التليفون فطلب منه الدكتور يس عليان أن يعطيه كورامين، وكانت المرة الأولى في حياة أحد من أقارب الأستاذ أن يقترب منه أكثر أو أن يلمس ذراعه أو عنقه أو رأسه ويقدم له دواء وهو يرتجف فهو يخشى إذا صحا الأستاذ أن يغضب وجاء دكتور عليان بعد دقائق، وتقدم إلى الأستاذ ومد يده يجس النبض وخرج يبكى "البقاء لله"، مات الأستاذ، ولا أحد يعرف بالدقة ما الذي حدث بعد ذلك".
وتناول الكاتب أيضا قاله الطبيب الخاص بالراحل العقاد: "ويضيف الدكتور ياسين عليان طبيب العقاد الخاص عن الحالة الصحية للعملاق العظيم قائلًا: "لقد سافر العقاد في الشتاء الماضي ليمضى هناك شهرًا كاملًا في أسوان كعادته كل عام، ولكنه لم يقض غير أسبوع واحد فقط، عاد بعده في حالة نفسية شديدة السوء، وسألته عن حاله فقال: "لقد عدت حزينًا وعندما استفسرت منه عن السبب أكثر، فقال: "لقد سافرت لأستمتع بالشمس هناك، فإذا بي أفاجأ بأنهم يبنون منزلًا جديدًا يقابل منزلى فحجب الشمس عني".