أسماء يحيى الطاهر عبدالله: فى شهر أبريل فقدت أبى مرتين
شهد شهر أبريل ذكرى ميلاد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، وفي نفس الشهر ذاته، كانت ذكرى رحيل صديق عمره القاص يحيي الطاهرعب الله، رحلة طويلة جمعتهما، مع الإبداع والسفر من الجنوب إلى القاهرة، ليصبحا أبرز الأصوات الإبداعية فيها كلا في مجاله، وفي نفس هذا المسار من النجاح والألق، جمعتهما الطرق والحياة، وبعد رحيل يحيي الطاهر عبدالله، بقت أسماء يحيى الطاهر عبدالله ، والتي عاشت وتربت في بيت الأبنودي حتى انفصل عن المخرجة عطيات الأبنودي، والتي اكملت مسيرة المحبة مع أسماء لتكون الأبنة الأولي والأخيرة لعطيات الأبنودي.
كتبت الناقدة والأكاديمية الدكتور أسماء يحيي الطاهر عبدالله، عبر صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك تتذكر تلك السنوات في السطور التالية:
أبريل ذكرى ميلاد الشاعر عبدالرحمن الأبنودي
قالت أسماء يحيي الطاهر عبد الله: “شهر أبريل بقى شهر الآلام بالنسبة لي لأن فيه ذكرى ميلاد ووفاة بابا وكمان ذكرى ميلاد ووفاة أبويا الثاني الشاعر الأبنودي، اللي رباني لمدة خمس سنين بعد وفاة بابا إلى انفصل عن أمي عطيات الأبنودي”.
وأضافت أسماء: "رغم آلام فقد الأب للمرة الثانية بقطعه علاقته بيا وللمرة الثالثة بوفاته إلا إني اتعلمت مقاومة الوجع باستحضار الذكريات الجميلة. هيفضل علمني درس مهم جداً يمكن فهمته وأدركت قيمته متأخر".
الأولى رغما عني
وتابعت: “كانت عادتي في المدرسة أطلع من الخمسة الأوائل بس مش الأولى، وكان دائماً يفضل يناديني حسب ترتيبي: يا ثانية .. يا ثالثة.. وأنا في رابعة ابتدائي لأول مرة طلعت الأولى على الفصل وبمجموع كمان ٤٠٠ من ٤٠٠، طبعاً روحت البيت طايرة من الفرح وبأقول له يا بابا طلعت الأولى طلعت الأول، فلقيته بص لي قال لي: ومين قال لك إني عايزك تطلعي الأولى.. ما فهمتش طبعاً وزعلت".
واستكملت: “الشهر اللي بعده طلعت الثالثة.. اللي بعده طلعت الأولى ثاني روحت البيت المرة دي معيطة، قالي: مالك يا بنتي سقطتي؟ لأ.. جبتي كحك؟ لأ .. أمال مالك؟، انفجرت في العياط: ما تزعلش مني يا بابا طلعت الأولى غصب عني، قعد يضحك طبعاً وقال لي أنتي ما فهمتيش قصدي. أنا قصدي إنه مش عايز يكون هدفك وبس تطلعي الأولى وتقعدي تصمي المواد كده وخلاص، لأن أنت مختلفة عن زمايلك بتعملي حاجات تانية مهمة هما مش بيعملوها.. بتحضري ندوات وتشوفي أفلام ومعارض ومسرحيات.. فمش مهم خالص تطلعي الأولى أو ما تطلعيش.. المهم تبقى فاهمة ومختلفة".
عبد الرحمن الأبنودي علمني درس عمري
واختمت: “أعتقد ده كان درس عمري.. فهمته أمتى بقى واستحضرته؟ لما نهجت من كتر الجري وما بقيتش عارفة أنا بجري ليه أساساً، بقى المشهد ده ينط لي في الذاكرة كل ما أجري.. وحالياً مش فارق خالص أكون الأولى فارق أكون كويسة بالنسبة لي مش بالنسبة لحد ولا عشان حد.. ومش حاسة بتهديد إنى لازم أثبت أي حاجة، حقيقي رغم كل الألم أنا محظوظة بكل الناس اللي ربنا رتب وجودهم في حياتي..ألف رحمة ونور على أرواحهم جميعاً”.