المطران عطا الله حنا يستقبل وفدًا من أبناء الرعية الأرثوذكسية
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح اليوم الأربعاء، وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية في بيت ساحور، بكاتدرائية مار يعقوب بعد أن ساروا في طريق الآلام وصولا إلى كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم ومقدما لهم التهنئة بمناسبة حلول عيد القيامة المجيد والذي نحتفي به يوم الأحد القادم.
وقال إننا في هذا الأسبوع العظيم المقدس وما بين الشعانين والقيامة إنما نكثف من صلواتنا ومن أدعيتنا ونسأله تعالى أن يفتقدنا دائما بالرحمة وان يتجنن على البشرية كلها.
وتابع: “العالم كله يعيش في حالة اضطراب ومظاهر الانحلال والابتعاد عن القيم الروحية باتت ظاهرة منتشرة في كل مكان وهنالك حرب في أوكرانيا نصلي إلى الله من أجل أن تتوقف حقنا للدماء ووقفا للخراب ولكننا في نفس الوقت نعرب عن تعاطفنا وتضامننا مع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التي تستهدفها المنظومة الغربية والتي يمثلها في أوكرانيا زيلنسكي حيث إنهم يريدون فرض كنيسة أرثوذكسية على مزاجهم ووفق أهوائهم ومصالحهم وهذا لن يحدث، فنحن لا نعترف بأي كيان كنسي مصطنع يراد له أن يكون بديلا للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الحقيقية والقانونية والشرعية”.
وأضاف: “نرفض اضطهاد واستهداف هذه الكنيسة ونعتقد بأن هذه الكنيسة التي تربطنا وإياها أواصر المحبة والصداقة والعلاقة الوطيدة منذ سنوات سوف تنتصر لأن الرب هو حاميها وأساقفتها وآباؤها يتحلون بالروحانية والوداعة والصبر في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها. أما نحن هنا في فلسطين فما زالت معاناة شعبنا مستمرة ومتواصلة وشهداءنا يرتقون في كل يوم والفلسطينيون يعذبون في كافة تفاصيل حياتهم وأنتم من بيت ساحور إلى القدس مررتم من خلال البوابات العسكرية والأسوار العنصرية ولكن إرادتكم وعزيمتكم جعلتكم تصلون إلى هذا المكان لكي تضيئوا شمعة في أقدس مكان في هذا العالم ولكي تصلوا من أجل أن تتحقق العدالة في هذه الأرض وأن يسود السلام الحقيقي”.
وواصل: “نحن قوم لا نؤمن بالحروب ولا ننادي بها ولا يمكن لنا أن نؤيدها بأي شكل من الأشكال كما أننا نرفض مظاهر العنف والعنصرية والكراهية والتطرف فالإنسان لم يخلق لكي يكون قاتلا بل خلقا لكي يكون داعية للمحبة والإخوة والرحمة وما ينقصنا في هذه الديار هو أن تتحقق العدالة وأن ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية الكاملة مثل باقي شعوب العالم في هذه البقعة المباركة من العالم”.
واستكمل: المسيحيون الفلسطينيون يستهدفون كما هو حال كل شعبنا الفلسطيني فكما يستهدف المسلمين في مقدساتهم نستهدف نحن أيضا في مقدساتنا وأعيادنا وتسرق منا أوقافنا في إطار مؤامرة ممنهجة لتهميش وإضعاف الحضور المسيحي في هذه البقعة المباركة من العالم.
وتابع: انظروا إلى باب الخليل وأبنيته التاريخية التي يسع المستوطنون لسرقتها كما وفي أماكن أخرى إذ يعملون على طمس المعالم المسيحية وإضعاف الحضور المسيحي في الأرض التي انطلقت منها المسيحية إلى سائر أصقاع العالم.
وتحدث عن روحانية الأسبوع العظيم المقدس وما يحمله من رسائل كما تحدث سيادته عن النور المقدس والذي نتمنى أن يضيء ظلمة هذا العالم وأن يمنح صحوة ضمير لمن فقدوا إنسانيتهم وضميرهم مقدما التهنئة لأبناء كنيستنا بعيد القيامة وهو عيد الانتصار على الموت وما زال القبر المقدس ماثلا أمامنا وهو خير شاهد على هذا الحدث العظيم.