أمين عام بيت العائلة فرع الإسكندرية: الأزهر حائط صد أمام الأفكار الهدامة (حوار)
- زيادة عدد لجان الفتوى لـ10لجان في الإسكندرية ولجنة المصالحات تمكنت من حل قضايا ثأرية بالمناطق النائية
- تواجد الازهر بداخل المؤسسات يشعر الأفراد بالطمأنينة والسكينة ويسد الطرق أمام أصحاب الإغراض الدنيئة
يمتلك الأزهر الشريف جناحًا دعوياً، يُعد صمام الأمان في نشر المحبة والسلام، وغرس المواطنة لضمان الوحدة الوطنية بين النسيج الوطني الواحد، والتي ظهرت بشكل أكبر في المناسبات الدينية، والتي يأتي منها: شهر رمضان المبارك.
ويُعتبر الأزهر الشريف، حائط السد المنيع، في مواجهة الشائعات والتحريض ضد الإسلام والرد على كافة الأديان، أجرت الدستور حوارًا صحفيًا مع الدكتور إبراهيم الجمل، مدير عام وعظ الأزهر الشريف و رئيس لجنة الفتوى، وأمين عام بيت العائلة فرع الإسكندرية، الذي أكد أن الشق الدعوي للأزهر الشريف يعمل على تصحيح المفاهيم، ونشر المنهجية الوسطية والاعتدال، والتصدي لأصحاب النفوس الضعيفة، والأغراض السياسية الدنيئة وعدم إعطاء فرصة لنشر الفكر المتشدد أو المتسيب.
وأضاف في حواره لـ«الدستور» أن وعظ الأزهر والدعوة والإعلام الديني لديه عدة مهام بنشر الثقافة الإسلامية في كافة الهيئات والمؤسسات الحكومية، حيث أن دوره ليس مقتصرا فقط على المساجد، بل بجميع النواحي الاجتماعية وإلى نص الحوار:
- ما الخطة الدعوية لوعظ الأزهر وما الجديد خلال شهر رمضان؟
خطة الدعوة ووعظ الازهر هي خطة مكثفة، حيث أن طبيعة عمل الوعاظ والواعظات، هو عمل ميداني، والسير بخط سير، ليس له مكان محدد يتاح له التردد على كافة الهيئات والمؤسسات من مراكز الشباب قصور الثقافة المستشفى المدارس الجامعات، الندوات بالتضامن الاجتماعي دور الأيتام والمسنين الجمعيات، بالإضافة إلى قطاعات الأمن المركزي وأقسام الشرطة، وكل واعظ تشتمل خطته على هذا التنوع داخل المحافظة بالكامل، بالإضافة إلى المساجد وخطبة الجمعة، و المؤسسات التي يتردد عليها الوعاظ تكون بناءً على طلبها وبالتنسيق المسبق معها في الموعد المناسب لها، والموضوع المناسب لطرحه، فكل مؤسسة بها من قضايا تهم الأمن القومي المصري.
وفي شهر رمضان بشكل خاص خاصة هناك تكثيف للخطة الدعوية والتي تتضمن الملتقى الفكري بالمساجد الكبري، ويتميز بأنه عالي المستوى يشارك فيه حملة الدكتوراه والماجستير والأئمة الكبار أصحاب الخبرة، والتوعية الرمضانية والتي تكون دروس عصرًا وتشمل كافة المساجد بالمحافظة، والمنبر الثابت وهو برنامج بالتنسيق بين الأزهر الشريف والأوقاف طوال العام، ويزداد مرتين اسبوعيًا رمضان، بجانب مبادرة اطلقها معهد البحوث الإسلامية من خلال الأمانة العامة للدعوة والإعلام الديني، تسمى التأصيل الأخلاقي من شأنه برامج جديدة تضخ للتوعية في رمضان، بالإضافة لخطبة الجمعة، ودروس للسيدات تشارك، وتشارك الواعظات، في كل شيئ ما عدا خطبة الجمعة.
- كم عدد الوعاظ والواعظات بالإسكندرية وكيف يتم تدريبهم؟
عدد الوعظ الرجال بالإسكندرية ما يقرب من 150واعظ، بالإضافة إلى 14واعظة وهن الدفعة الأولى، و هناك دراسات للدفع بدفعات أخرى من الواعظات، حيث يوليهم فضيلة الإمام الأكبر اهتمام ورعاية خاصة، وهو جزء من التساير مع العصر أن يكون للمرأة دور فكري وثقافي بأن المرأة معنية بالتربية والنشء، كما تراعى ظروفهن.
أما التدريب يتم بأكاديمية الأزهر الشريف لتدريب الأئمة والوعاظ والدعاة، أعلى مستوى وبها الأساتذة المتخصصين وتطرح أهم القضايا العصرية والفكرية التى يمكن أن تواجه الأفكار الهدامة، وتدرب الوعاظ على مستوى الجمهورية بشكل دوري، كل الوعاظ ينالوا جميع التدريبات.
- كم متوسط عدد الندوات والدروس وماذا عن القوافل الدعوية ؟
تستعين المؤسسات المختلفة بالأزهر في التوعية داخل المؤسسات للموظفين، ورعاة العمل والمواطن، ويشمل ذلك أماكن كثيرة ومختلفة ومتفرقة، حيث يصل متوسط عدد الندوات والدروس ما بين 150ندوة ودرس يوميًا، ليصل في الأسبوع لأكثر 1000ندوة.
أما القوافل الدعوية فهي تخص المناطق النائية، ويكون لها برنامج مكثف، وموضوعات محددة يتم التركيز عليها منها موضوعات آنية سواء دينية أو ثقافية معرفية أو أمنية تهم الأمن القومي ومجابهة الشائعات ومواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة، بالإضافة لوحدة لم شمل الاسرة، والتي تهدف لسلامة وبناء الأسرة، وهي معنية بالتدخل للإصلاح في حالة الخلاف بين الزوجين شريطة أن يكون هذا من الطرفين أو من طرف واحد ويكون التدخل سري للغاية وبضوابط معينة ومن يتدخل للإصلاح يكون لديه تأهيل سواء من الوعاظ أو الواعظات.
- وكم عدد لجان الفتوى بالإسكندرية؟
الفتوى هو مجال غاية في الأهمية، وأصل أصيل من رسالة الازهر الشريف، وأصل أصيل أيضًا من الخدمات المقدمة للجمهور والمجتمع، وشيئ لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لدور الأزهر الشريف داخل المجتمع فالإجابة عن التساؤلات والاستفسارات، شيئ مهم جدًا وهنا كانت توجيهات فضيلة الإمام الأكبر وقيادات الأزهر الرشيدة بتوسيع رقعة لجان الفتوى، فلم يعد كالسابق لجنة واحدة بالمحافظة، أصبح لدينا 10أفرع بمحافظة الإسكندرية من باب التسهيل والتيسير على المواطنين سواءً لقرب المكان على الأفراد أو إتاحة الفرصة لطرح الاسئلة.
- كيف يتم اختيار أعضاء لجان الفتوى؟
عضو لجان الفتوى يتم اختياره بعناية، حيث يتقدم لاختبار وتدريب لأنه سوف يتصدى لأسئلة الناس وهو شيئ ليس سهل، فهو أمر جلل وليس سهل،
والاسئلة تكون متنوعة فكرية وثقافية، وفي العبادات والمعاملات وأكثر الاسئلة هي القضايا الموجودة بالمجتمع، وأخطر ما يهدد المجتمع اسئلة قضايا الطلاق، ثم الاسئلة في الميراث والحج والعمرة الصلاة والزكاة، وفي شهر رمضان عن الصيام وأكثر ما يتعرض له الإنسان في رمضان سواء كان للمفطرات والمستحبات.
وإذا تعرض المفتي لسؤال جديد أو فيه شيئ من الصعوبة يتم تصعيده للجنة الرئيسية وإذا كان هناك إشكال ايضا يتم تصعيده للجامع الازهر.
-هل هناك صفات خاصة لمن يقوم بالافتاء.. وما الأمور التي يجب على المفتي مراعاتها؟
طبيعة الأزهر الشريف المنهجية الوسطية والاعتدال وليس الغلو أو الشطط، أو التساهل أو التسيب انما مراعاة مقاصد الشريعة، والجمع والضم بين التراث الإسلامي الثري الضخم الكبير والرؤية العصرية النافعة التي تراعي مقتضى الحال، وتراعي واجب الزمان في الأمر الواحد فكل ذلك يجب أن يكون ملم به شخصية المفتي، يكون عنده المصادر والمشارب والأهلية حتى يستطيع أن يدلو بدلوه لما هو يفتي فيه.
الفتوة تختلف عن الحكم، فالحكم ثابت لا يتغير إنما الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص والاحوال، وتختلف من شخص لآخر لأن المفتي فيها يكيف المسألة ويحاول أن يأتي بإجابة من خلال القرآن والسنة والفهم والاستنباط الصحيح ويراعي فيها ما جاء في القرآن والسنة وما جاء عن طريق سلفنا الصالح من الصحابة كما أنه يراعي مقتضى الحال الأمور العامة في الحياة، ويراعى القواعد الفقهية في القضايا الجديدة، فهناك قضايا جديدة تعرض لا بد أن ننظر فيها لأنها قضايا مستحدثة منها التحول الجنسي والاجهاض، الخلع، وغيرها تحتاج إلى نظر وتأهيل حتى تأتي مواكبة ومتفقة مع المصادر الشرعية ومراعاة مقتضى الحال بالنسبة للفرد والأسرة والجماعة.
- كم متوسط عدد الفتاوى التي تستقبلها اللجنة بالإسكندرية يوميا؟
تستقبل اللجان فتاوى عديدة ومتنوعة، ومتوسط عدد الفتاوى باللجنة الرئيسية، يصل في اليوم الواحد بين300إلى 500 أو أكثر سواء هاتفية أو مكتوبة أو مباشرة، وفي شهر رمضان تكثر الأسئلة عن الأمور الخاصة بالصيام والصلاة وفي الأيام الأخيرة تكون عن زكاة الفطر والأمور الخاصة بها.
- هناك بروتوكولات مع العديد من المؤسسات فما الدور الذي يتبناه الجناح الدعوي بها؟
دور الجناح الدعوى بالأزهر الشريف هو الانتشار الميداني وسط الجماهير، لغرس الوعي والثقافة المعتدلة لكي يكون هناك تعايش من جانب الأزهر مع المجتمع لأن الأزهر جزء لا يتجزأ وهو قبلة العالم للعلم والمعرفة، والبروتوكولات مع المؤسسات لها أهمية كبيرة جدًا أولًا لثقل الوعي لدي العاملين بالمؤسسات فلابد أن يكون العامل على وعي بأهمية دوره والثواب الذي سوف يلقاه على دوره، وأهمية بناء بلده وبناء حضارته وأهمية أن يكون مشارك فعال أمام الله والناس وما يفعله سوف يجزى عليه، و الوعى هو أول نقطة في رفع الإنتاج وجودة أداء الخدمة وصالح العمل بداخل المؤسسة، تصحيح الوعي وحب الوطن، وهناك هدف أساسي أيضا أن يقوم كل واحد منا بدوره.
فلا بد أن يقوم الشيخ بدوره فحركة الحياة ليست قاصرة على المسجد، فهناك حل المشكلات لبعض الأفراد داخل المؤسسات، وتقديم خدمة للجماهير المترددين على المؤسسة نفسها.
- كيف يواجه الأزهر الفكر المتطرف وتوطيد التعايش بداخل المؤسسات؟
التواجد الازهري بداخل المؤسسات يشعر أفراد المؤسسة بالطمأنينة والسكينة، والهدف هنا هو التواجد لتوعية وتصحيح المفاهيم، وأن ألا ندع فرصة لأصحاب النفوس الضعيفة، والاغراض السياسية الدنيئة لأخذ دور ليس مناط به، وعدم إعطاء فرصة لنشر الفكر المتشدد أو المتسيب، فالأزهر إنما هو منة من الله سبحانه وتعالى حبا بها العالم ومصرنا الغالية، والأزهر ليس له ناقة ولا جمل ولا يسعى للحصول على سلطة ولا يتملق إنما هو مؤسسة على الحياد وتعمل من أجل الدين إنما هناك بعض التيارات تعمل من أجل اغراض أخرى، وتواجد الازهر في المؤسسات يسد هذه الأبواب تماما،
- 12عامًا مرت على تأسيس بيت العائلة.. كيف ساهم في توحيد النسيح المجتمعي بالإسكندرية؟
بيت العائلة هو كيان راقي هادف، واكب العصر لأن خصوم البلاد يريدون أن يشقوا الصف، ويريدون أن يكون هناك تفتت داخل المجتمع الواحد، ليلتفوا من الخلف للتدخل في السياسات وأحوال البلاد فكان لابد أن يكون هناك تصدي وهذا التصدي ليس ماديًا، بل من خلال التصدي الفكري، فالأمن الفكري لايقل عن الأمن السياسي والغذائي فهناك عقول بسيطة تعبث بها عقول مغرضة ببث الشائعات والفرقة والنزاع ومن بين هذه القضايا وينتج عنها إنهاك القوى وبذر بذور الفتنة، وبيت العائلة انشأ من أجل مجابهة مثل هذه التحديات الفكرية، فدور بيت العائلة هو وئد هذه الأفكار في مهدها، وبث روح الانتماء وروح المحبة والسلام، ورفع صوت مصلحة الوطن العليا، وإذا كانت مصر في أمان فسوف ينعم الجميع بالأمان مسلمين وغير مسلمين.
كم عدد لجان بيت العائلة في الإسكندرية؟
هناك 9لجان لبيت العائلة في الإسكندرية كل لجنة لها دور على سبيل المثال في التعليم يتم تنظيم ندوات ولقاءات كثيرة جدًا بها ممثل الأزهر والكنيسة، فضلا عن المشاركة في كافة القضايا المجتمعية، والهزات السياسية، والتصدي للشائعات، بالإضافة للتشارك في المناسبات الدينية ففي شهر رمضان أقيم إفطار بأسم بيت العائلة لبث روح الفرح والسرور والوئام والسلام، للتأكيد على أننا شعب واحد أمة واحد نسعد لسعادة بعضنا ونتألم لألام بعضنا وأن الأمن والنماء والخير لنا جميعا، وهي سياسة إيمانية دينية فالنبي عاهد وفعل المواثيق مع غير المسلمين داخل المجتمع المسلم.
- ماذا حققت لجنة المصالحات وفض النزاعات في الإسكندرية؟
ملف المصالحات له دور كبير وواقعي ويحل الكثير من النزاعات لأجل سلامة واستقرار ووحدة المجتمع، وتتكون لجنة المصالحات من كوادر الأزهر والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، وكان لها دور كبير في قضايا كثيرة جدًا تمكنا من حلها مثل القضايا الثأرية القتل وأكثرها القتل الخطأ، وتواجدنا بالعديد من المناطق النائية بالعامرية وبرج العرب وأبيس، والتي يغلب عليها روح الريف المصالحات وفض النزاعات، حيث أن الأزهر له تواجد في هذه المناطق، واللجنة كانت لها نصيب كبير للتحكيم في وقائع كثيرة في قرى مثل النهضة البنجر أبيس، وتم توثيق حالات كثيرة من خلال تسجيل وتصوير تلك الجلسات التي تنتهي بفض النزاع والمصالحة.
- حدثنا عن المنظمة العالمية لخريجي الازهر.. وما الدور الذي تقوم به أمانة الإسكندرية؟
المنظمة العالمية لخريجي الازهر هدفها ربط جميع خريجي الأزهر الشريف على مستوى العالم، الأزهر ليس مؤسسة مصرية فقط بل مؤسسة دولية عالمية، ففي جنبات العالم أجمع نجد خرجين للأزهر في مختلف العلوم والمجالات، فكانت هذه الفكرة في ربط كل خريجي الأزهر على مستوى العالم، المنظمة لها مجهود كبير من الإصدارات والكتب و اللقاءات الندوات، ولاسيما في موجهة. الفكر المتطرف، وكم من اصدارات للمنظمة .
وأمانة المنظمة في الإسكندرية نشارك في الفعاليات والقوافل التي تكون على رأسها علماء الأزهر، ولقاءات عديدة داخل الجامعة والمحافظة، وداخل المؤسسات الحكومية، قالمنظمة تسعى لأداء نفس الدور مع جناح الدعوة في الأزهر ، لكنها منظمة عالمية ولها دور فعال خاصة في مواجهة القضايا الكبري التي تهم الأمة العربية والإسلامية.