غدًا.. الكنائس الغربية تحتفل بعيد القيامة المجيد
تحتفل الطوائف التي تتبع التقويم الغربي، غدًا الأحد، بعيد القيامة المجيد 2023، ويترأس البابا فرنسيس، الصلوات بالفاتيكان.
كما يترأس البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا, بطريرك القدس للاتين، قداس عيد القيامة المجيد، بكنيسة القيامة بالقدس.
ووجه بطريرك القدس للاتين رسالته بمناسبة سبت النور وعيد القيامة المجيد قائلا: إن نور المسيح القائم ينير ظلام كل الليالي. نراه يتوهج في شعلة الشمعة الفصحية الجديدة. لكنه نور يمكن ليس رؤيته فحسب، بل سماعه أيضًا، من خلال ليتورجيا هذه العشية الفصحية. إنه نور يضيء للجالسين في الظلمة وظلال الموت ويرشد أقدامنا إلى سبيل السلامة.
وتابع: لقد سمعنا قصة الوعد بالحياة التي امتدت على مدى أجيال. إنه وعد إله يخلق العالم لهدف محدد وهو إقامة عهد مع الإنسان. لقد بدأنا من رواية الخلق، ثم استذكرنا تاريخ البشرية من خلال منظور الله، الذي دعاها للترحيب بهبة العهد معه ولتتحمل مسئولية النعمة التي حصلت عليها.
وواصل: إنها قصة مكونة من نجاحات وفشل، تبدأ دائمًا من جديد وتتمتع بهذه الخاصية: عندما يبدو أنها مضت وانقضت، ولا أمل في إحيائها بسبب قسوة قلب الإنسان، فإنها تنطلق مجددا. يتدخل الله ويعطي شيئًا جديدًا: يعطي الحياة، يعطي الحرية، يعطي الشريعة، ويمنح قلبًا جديدًا. وبهذه الطريقة يعيدنا إلى الطريق، ويعيد إلينا القوة والأمل واليقين بأنه يسير معنا وفيما بيننا.
وتابع: يمكن لموت المسيح أن يجعلنا نعتقد أنه في مرحلة معينة من التاريخ، انتهى الوعد بضربة قاضية: فيسوع، متمم الوعد، الحاصل على رضى الآب، صُلب ومات ووُضع في قبر. لقد حدث أن يسوع، الذي جاء ليعلن للإنسان مرة أخرى عن الحب المجاني للآب، وقام بعمل الخير وشفاء الجميع (أعمال الرسل 10: 38)، قوبل بعدم الفهم والرفض من قبل خاصته. تعرض للخيانة، والحرمان، والبيع، والتسليم، والسخرية، والتعذيب، والصلب، والموت. من الناحية الإنسانية، انتهت حياته بأسوأ أنواع الفشل.
وأوضح: في صباح اليوم الأول بعد السبت، تذهب النسوة إلى القبر، والحزن يملأ قلوبهن. يقول الإنجيلي متى: "ذهبت مريم المجدلية ومريم الأخرى لزيارة القبر" (28: 1). من هذا الوعد بالحياة، لم يبق سوى قبر، قبر دحرج فوقه حجر كبير (متى 27: 60) هكذا يبدأ إنجيل هذه العشية، بذكر قبر يذهبن إليه للبكاء ولكن بعد ذلك بقليل، نرى تحولًا مفاجئًا: يقول الإنجيل أن هؤلاء النسوة يغادرن القبر على عجل، ولا يبقَيْن هناك للبكاء والحزن والأسى، بل يملؤهن رهبة وفرح عظيمان (متى 28 ، 8). عُدنَ إلى التلاميذ حاملات بشرى الحياة.
وتساءل ماذا حدث وما سبب هذا الانقلاب؟ يخبرنا النص عن عنصرين: الزلزال والملاك، فالزلزال، في الوحي، مرتبط دائمًا بالظواهر العظيمة: في سيناء (خروج 19) على سبيل المثال، عندما يكشف الله عن نفسه، ارتعدت الأرض. إنها علامة على قوة الله، على سموه، وعلى جبروته. لكننا نعلم أيضًا أن الزلزال يدمّر، وقد رأينا مؤخرًا مدى قوة الزلزال المدمرة. يمكننا أن نقول هنا أيضًا، في عشية عيد الفصح، أن الزلزال يدمر: ليس الحياة، بل الموت وقوته. وهو في الواقع مصحوب بحضور ملاك يشع بالنور، يقترب من القبر، ويدحرج الحجر ويجلس عليه (مت 28: 2).