بعد تعثر مفاوضات الاتفاق الإطاري.. سيناريوهات إنهاء الأزمة في السودان
قال الإعلامي والخبير السوداني البشير دهب، إنه كان من المقرر توقيع وثيقة الاتفاق السياسي بشكل نهائي اليوم الخميس، بين قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي “ من جانب والقوات المسلحة السودانية والدعم السريع من جانب آخر.
وتابع أنه رغم تضمين الاتفاق بنوداً شاملة لإعادة هيكلة جميع هياكل السلطات الثلاثة في البلاد تنفيذية وتشريعية وقضائية، إلا أن الطرفين لم ينجحا في توقيعه في التوقيت المتفق عليه.
أسباب عرقلة توقيع الاتفاق السياسي
وأوضح "دهب"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك عدة أسباب حالت دون توقيع الاتفاق، مُشيرًا إلى أن هناك قوة سياسية فاعلة ومؤثرة لم تنضم للاتفاق الإطاري، كالقوة الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام وحلفاء آخرون فيما يعرف "بالكتلة الديمقراطية " والتي ترى أن القوى السياسية والعسكرية تطرقت لبنود واتفقت حول قضايا مصيرية دون أي تفويض شعبي.
ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن هذه مهام حكومة منتخبة وليست حكومة انتقالية، إضافة لمقابلة الإتفاق الإطاري الرفض من قبل بعض قوى الثورة والأجسام الشبابية والمدنية.
وأشار الخبير السياسي، إلى أنه لمعرفة بعض الجوانب الخفية المؤثرة في تعثر التوقيع على الاتفاق الإطاري، كان أيضًا لابد من النظر لأصحاب المصلحة من هذا التعثر وهم شخصيات سياسية وعسكرية في السلطة حتما ستتقلص مهامهم وصلاحياتهم بعد التوقيع بجانب الحركة الإسلامية والتي بحسب معطيات واضحة تحاول عرقلة العملية السياسية.
وأضاف: “بين هذا وذاك يبقى السبب الأهم هو غياب الإرادة الحقيقية بين أطراف العملية السياسية في السودان وغياب الإحساس الحقيقي بمعاناة المواطن جراء تدهور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والأمنية موخراً”.
السيناريوهات المرتقبة في السودان
وقال “دهب” إنه من المتوقع أن يجلس أطراف العملية السياسية في السودان مجدداً بسبب ضغوط الشارع التي بدأت اليوم في ظل ضغوط المجتمع الدولي، متوقعًا أن تشهد الأيام المقبلة تصعيداً ثوريا لكن يعود الجميع لطاولة المفاوضات قريباً.
وشدد الخبير السوداني، على القوى السياسية ضرورة اعتبار مدى تأثير تعنتهم وتشاكسهم على واقع الحياة، فحالة عدم الاستقرار السياسي واضحة المعالم في معاش الناس.
وأضاف أن هناك الكثير من القوى السياسية التي تستقوي بالقبائل، مؤكدًا أن ذلك يساهم في إضعاف اللحمة المجتمعة وشعور الانتماء للوطن لذا لابد من الاتفاق الشامل وصولاً لاستقرار سياسي ثم تنمية سياسية.
وأشار “دهب” إلى أن موقف المجتمع الدولي معلن وواضح وداعم لشعارات الثورة وتسهيل عملية الإنتقال وصولاً لدولة مدنية ديمقراطية لكن بعض الأطراف السياسية في السودان تختلف وجهات نظرها حول دور المجتمع الدولي بل يذهب البعض إلى إعتبار وجوده كمراقب في الإتفاق الإطاري تدخلاً ولكن في حقيقة الأمر الآلية الثلاثية وكذالك الرباعية يلعبان دوراً مهماً في دعم عملية الإنتقال الديمقراطي في السودان.