ليلة صعبة.. ماذا يجرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى المسجد الأقصى؟
شهدت ليلة أمس الثلاثاء أحداثًا ساخنة، في القدس الشرقية على إثر اشتباكات بين فلسطينيين يتحصنون داخل المسجد الأقصى والقوات الإسرائيلية، بعد نشر أنباء عن دخول اليهود المتطرفين إلى الحرم لذبح قرابين عيد الفصح اليهودي.
البداية
بدأ التوتر بدعوات من اليهود المتطرفين لإقامة طقوس ذبح القرابين داخل الحرم الإبراهيمي بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ مساء اليوم الأربعاء وينتهي الخميس 13 أبريل الجاري، فيما منعت الحكومة الإسرائيلية إقامة طقوس الذبح وألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على أحد مطلقي الدعوات، ومنعت دخول اليهود الذي يحملون القرابين ويحاولون دخول الحرم، في محاولة من حكومة نتنياهو للتهدئة ومنع التدهور.
مواجهات
عندما أُطلقت الدعوات اليهودية، قامت الفصائل الفلسطينية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التليجرام النشطة بإرسال دعوات إلى الشباب الفلسطيني للذهاب إلى المسجد الأقصى والاعتكاف به ليمنعوا دخول اليهود وإقامة طقوس ذبح القرابين فيه، في الوقت الذي تنشط خلايا فلسطينية في محيط الأقصى يسمون المرابطين توجهوا للاعتصام داخل المسجد الأقصى.
قام المتحصنون داخل المسجد بإدخال الألعاب النارية والهراوات والحجارة إلى المسجد وتحصنوا بداخله باستخدام قضبان حديدية وخزائن وأشياء أخرى من المسجد، وبدأ المتحصنون في ترديد هتافات داخل المسجد، وأغلقوا أبوابه من الداخل بالعوائق والتحصينات وسدوا المداخل.
لاحقًا حاولت القوات الإسرائيلية تفريق المتواجدين داخل الأقصى من الخارج، لكنها لم تنجح فقامت القوات الإسرائيلية باقتحام المسجد القبلي ونشبت مواجهات حادة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، واعتقلت القوات الإسرائيلية حوالي 200 فلسطيني - أرقام غير رسمية- من المتحصنين، لاستجوابهم في مركز التحقيق العملياتي في منطقة القدس.
إطلاق صواريخ
بعد المواجهات العنيفة، تم إطلاق حوالي ١٠ صواريخ من قطاع غزة تجاه مستوطنة سديروت بغلاف غزة، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي أنه تم تفعيل القبة الحديدية ولم تقع إصابات، وفجر اليوم الأربعاء رد الجيش الإسرائيلي بغارات على مواقع عسكرية في قطاع غزة، ولم يورد أيضًا وقوع إصابات.
فيما علق وزير الأمن الداخلي اليميني إيتمار بن غفير على الغارة الإسرائيلية معترضًا عليها قائلًا: "كان يجب إزالة رؤوس وليس قصف كثبان".
ولاحقًا أقيمت صلاة الفجر في المسجد الأقصى كما هو مخطط لها وعملت الشرطة الإسرائيلية على تمكين وصول أعداد كبيرة من المصلين المسلمين للصلاة.
فرصة للتوتر
الحادثة أمس داخل المسجد الأقصى هى تشبه تمامًا الأحداث التي وقعت في شهر رمضان قبل حوالي عامين حيث امتدت التوترات في شرق القدس إلى قطاع غزة وأدت إلى عملية "حارس الأسوار"، بينما الصور القاسية التي يتم نشرها الآن عن دخول القوات الإسرائيلية إلى الأقصى واعتقال الفلسطينيين قد تسبب المزيد من الغضب الفلسطيني خلال الأيام المقبلة وقد تسبب المزيد من المواجهات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية وشرق القدس وقطاع غزة، مع وجود احتمالات للتوتر، في الوقت الذي تحاول عدة أطراف دولية التهدئة.
بالنسبة لإسرائيل، فإن حكومة نتنياهو تحاول منع التدهور في الأقصى، وتهدئة الأوضاع بيد أن ليست لها مصلحة في التصعيد مع الفلسطينيين حاليًا، فآخر ما تريده هو نشوب مواجهة عسكرية في الوقت الذي يتعرض فيه الداخل الإسرائيلي لتوتر على خلفية الإصلاحات القضائية التي كان ينوي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدفع بها، لكنه تراجع بعد وصول الاحتجاجات ضده إلى مستوى غير مسبوق.