طقوس الطريقة الصوفية «الأكبرية الحاتمية» فى شهر رمضان

تعد الطريقة الأكبرية الحاتمية من الطرق الصوفية الكبرى والتى انتشرت فى مصر خلال الفترة الأخيرة، حيث تتبع الطريقة فكر الإمام الصوفى الكبير محى الدين بن العربى، ويرجع الفضل فى نشأة هذه الطريقة للشيخ أيمن حمدى الأكبرى الذى ما إن جاءه الإذن وبدأ فى نشر هذه الطريقة شرقاً وغرباً حتى وصل فكر هذه الطريقة إلى القارة الأوروبية، وأصبح لهم مريدين وأتباع فى كل من تركيا وفرنسا، إضافة إلى بعض الدول العربية الأخرى مثل الإمارات والمغرب حيث أصبح للطريقة قاعدة عريضة فى بلاد المغرب العربى ومنطقة الخليج أيضا.

"الحاتمية" نسبة إلى القطب "محى الدين بن عربى" 

وسميت الطريقة الأكبرية الحاتمية بهذا الاسم نسبة إلى القطب الصوفى محى الدين ابن العربى الحاتمى الذى يلقب بـ"القطب الأكبر" وهو محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطائي الحاتمي من ولد عبد الله بن حاتم، أخي الصحابي الجليل عدي بن حاتم (568 هـ). يُكنَّى بأبي عبد الله، ويلقّب بمحيي الدين، ويعرف بالطائي الحاتمي، وبابن العربي في عصره وكذلكَ اشتهر عند المغاربة، وعند المشارقة يعرف بابن عربي.

وُلد ابن العربي يوم الاثنين 17 رمضان سنة 560هـ (1165/7/26م) في مُرسية وهي مدينة شرق الأندلس، وذلك في زمن حُكم أبي عبد الله محمد بن سعد بن مردنيش، وكان أبوه مسئولا في جيش حاكمها. 

وبعد وفاة ابن مردنيش وخضوع مُرسية لحكم الموحِّدين، سافر والده إلى إشبيلية مصطحبا أسرتهِ عام 568 هـ ليعمل في ديوان السلطان أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن، ثم في ديوان ابنه أبي يوسف يعقوب المنصور مِن بعده حتى وافته المنية عام 590 هــ، أما والدة الشيخ الأكبر فهي نور، وهي من أسرة عربيّة أنصاريّة، قال الشيخ الأكبر : إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ جُمْلَةِ الأَنْصَارِ فإِذا مَدَحْتُهُمُ مَدَحْتُ نِجارِي. 

طقوس الطريقة الحاتمية فى رمضان 

تنظم الطريقة الحاتمية خلال شهر رمضان، العديد من الأنشطة الدينية والصوفية، ومن ضمن هذه النشاطات تنظيم ليالى صوفية روحانية بمقرها بالقاهرة وعدة محافظات أخرى، حيث يشارك عدد كبير من أتباعها ومريديها فى هذه الليالى، حيث تستمر الفعاليات طوال شهر رمضان المبارك، ويكون غالبية المشاركين من الشباب نظراً لحداثة هذه الطريقة فإن جميع أتباعها من الشباب حيث تتراوح الفئات العمرية بين مريديها من 30 عاماً إلى 40 عاماً.

ويقول الشيخ أيمن حمدى الأكبرى شيخ الطريقة الأكبرية الحاتمية، إن الطريقة لها طقوس خاصة فى شهر رمضان المبارك، فهى تلزم أتباعها بـ"الخلوة" وطاعة الله والرسول، والبعد عن المحرمات من خلال غض البصر والزهد فى الأمور التى حرمها الله، حيث أن شهر رمضان بالنسبة لنا هو شهر روحانى بامتياز نتحرر فيها من الأمور الدنيوية ونجدد العهد مع الله فى هذا الشهر المبارك، حتى يعطينا من نعمه وأفضاله. 

ويضيف "الأكبرى" الطريقة الأكبرية تقرب المريد من ربه فى شهر رمضان وذلك من خلال إلزامه بطاعة المولى سبحانه وتعالى، فهى تقوم بإصلاح العلاقة بين الفرد العاصى وربه، من خلال إلزامه ببعض الأمور الدينة المهمة.