رمضان النجوم.. تحية كاريوكا تبخّر شقتها بعد الإفطار وتقرأ آيات قرآنية

لن أنسى طبعًا أن أقول لك حكاية البركات، فـ “تحية كاريوكا” بعد الإفطار مباشرة "تبخر" الشقة كلها، وتقرأ آيات من القرآن الكريم، ولا بدّ أن تمر من فوق البخور سبع مرات ذهابا وإيابا لتحل بك البركة.

بهذه الكلمات يختتم محرر مجلة “الكواكب” تقريره الصحفي عن زيارته للفنانة تحية كاريوكا في منزلها وتناول الإفطار علي مائدتها وفي العدد 501 من المجلة والمنشور بتاريخ 1961 يصور لنا المحرر تفاصيل هذه الزيارة، لافتًا إلي أنه غيّر موعد طرقنا الباب وفتحت خادمة تحية، في الصالة محرم فؤاد ساجد يصلي، وتحية منهمكة في المطبخ تعد ألوان الطعام.

وينتهي محرم من صلاته: حرما، ويتمتم ببضع كلمات بين شفتيه ثم يقول: جمعا ان شاء الله، رمضان كريم، الله أكرم، هل أنت صائم؟ الحمد لله، هل تصوم منذ زمن بعيد؟ منذ كنت في العاشرة من عمري.

ــ تحية كاريوكا تعد إفطار رمضان

وأقبلت تحية وأكمامها مشمرة علي ذراعيها، والنظارة الطبية علي عينيها، وحيتنا ثم أستأذنت: مش راح أقعد معاكم دلوقت أحسن المدفع علي وشك، ولسه فيه كام حاجة ماخلصتهمش.

وجلست أدردش مع محرم فؤاد فقلت له: ما هو آخر أنتاجك؟ لقد انتهينا، تحية وأنا، من وضع الخطوط الرئيسية لشركة إنتاج وتوزيع أفلام، بل أننا أستأجرنا المكتب بالفعل وبدأنا نستعد لأول إنتاجنا.

وانطلق مدفع الإفطار، وانتهت تحية من إعداد مائدة الإفطار، وأقبلت علينا تقدم لنا شراب قمر الدين وقالت وهي تناول محرم كوبه: قولوا ورايا: اللهم أني علي هديك صمت وعلي رزقك أفطرت.. وبعدها دعتنا لتناول الإفطار، وهي تقول لنا: كان لازم تدونا خبر كنا دبحنا لكم خروف.
 

ــ مائدة تحية كاريوكا العامرة وكرمها

ويلفت محرر الكواكب إلي: كانت المائدة الصغيرة عامرة بألوان الطعام.. فراخ محمرة وبطاطس بالفرن، فتة وأرز، فول مدمس، و"بامية".

 وتضحك تحية وتعدل من وضع نظارتها علي عينيها وهي تقول: أن شالله الأكل يكون عاجبكم، عاجبنا وبس ده أنا خايف علي صوابعي.
 وتحية رغم أنها تصوم شهر رمضان، إلا أنها مقلة في تناول الطعام، ولكنها تشعرك وكأنها ما زالت تأكل وترفع تحية كاريوكا فرخة أخري وتقطع منها "الصدر" وتقدمه لمحرم وهي تبتسم وتقول: أنا عارفة أنك بتحب "الصدر" يا محرم، ويرد محرم: أنا عارف أنك عارفة كل حاجة عني وربنا يخليكي 
 

ــ تحية كاريوكا: أصوم منذ كنت في العاشرة

ويمضي المحرر مضيفا: قلت لتحية: هل تصومبن دائما؟ منذ كنت صغيرة في العاشرة من عمري وأنا أحرص علي الصيام. وتحية تكره أن تأكل بالشوكة والسكين، وتفضل أن تآكل بأصابعها وتدفعك أن تفعل مثلها.

وتذوق محرم الفتة وصاح: آه يا روحي .. تسلم أيدك. وأطربت جملة محرم تحية فقالت: والنبي حلوة يا محرم؟ طيب هات شوية هنا. وتحية علي المائدة تحاول أن تشعرك أنك في بيتك، تمسك الفرخة وتضعها في طبقك وهي تقول لك: تعدمني أن ما أكلتها. 

وأنت طبعا تحب "تحية" ولا تقبل أبدا أن تعدمها وتضطر لأكل الفرخة، وصينية البطاطس أيضا تدلقها في طبقك وهي تحلفك بمحرم، وأنت أيضا لا بد وأنك تحب محرم، فلا بد أن تأكل كل الطبق.

ويبتسم محرم وهو يمد يده إلي "البامية" ويقول: النهاردة لفيت أسواق البلد كلها لغاية ما لقيت البامية دوق كده، ده صنعة روحي. 

وقبل أن نقوم من علي المائدة لا بد وأن نشرب الشاي، وسيجارة كمان، ورطل كنافة. لا بد من رطل ولا تزعل، يا عيب الشوم والأكل ده أوديه فين، كل يا راجل كل.

لن أنسي طبعا أن أقول لك حكاية البركات، فتحية كاريوكا بعد الأفطار مباشرة "تبخر" الشقة كلها، وتقرأ آيات من القرآن الكريم، ولا بد أن تمر من فوق البخور سبع مرات ذهابا وإيابا لتحل بك البركة، أنا شخصيا خرجت أهتز طربا من البركات، فقد تخطيت البخور 28 مرة في صحة تحية، وفي صحة محرم، ومرة في صحتي و25 مرة لله حتي لا يشطب رئيس التحرير هذا الموضوع.