رسائل المصريين إلى الإمام الشافعى «2-3»: «صعبان عليا من ربنا»!
بعدما قدمنا عرضًا موجزًا لكتاب «رسائل إلى الإمام الشافعى- ظاهرة إرسال الرسائل إلى ضريح الإمام الشافعى»، لمؤلفه باحث علم الاجتماع الكبير، الدكتور سيد عويس، فى الحلقة الأولى من هذا الملف، نترككم فيما يلى مع نماذج من هذه الرسائل، كما كتبها أصحابها.
ورغم بساطة هذه الرسائل وكتابتها باللغة العامية، تحمل بين طياتها بلاغة الدنيا كلها، تتغلب على النظريات الاجتماعية والإنسانية والفلسفة والمنطق وكل علوم الكلام، تعكس بوضوح ما لهذا الشعب من تفرد وخصوصية لا تتوافر لأى شعب آخر فى هذا العالم.. فأين لنا من شعب يشكو مظلمته فيقول: «أنا زعلان وصعبان عليا من الله عز وجل!».
حرامية الديوك الرومى
سیدى البطل الشهير أنا فى عرض الله وعرضك، ببركة الله وبركتك تبين لنا فى الذى سرق الديوك الرومى، ببركة الله وبركتك. حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من سرق هذا الديوك، تبين لنا فيه.
یا سیدی یا إمام یا شافعی یاللی شرعت بين أمك وأبوك، تبين لنا فى الذى أخذ هذه الديوك الرومى، وإذا كان الدعو كاذب تبين فى هذا الشخص الذى ادعى هذا الكذب يا إمام يا شافعی.
3 كيلات برسيم
مقدمه العبد الفقير إلى الله تعالى فلان المقيم فى عزبة الشركة تبع ناحية الناصرية مركز ومديرية الفيوم.. أعرض الآتى: حيث إنه سرق من على سطح منزلى عدد ٣ كيلات برسیم تقاوی، ولم أشعر بهم سرقوا ليلًا أو نهارًا وأنا غافل، والله سبحانه وتعالى لم يغفل ولا ينام، وهو الذى يعلم حقيقة الأمر وما فيه. قدمت هذا لقدركم للتصرف برأى الله ورأيكم، والنظر فى أمرى بما يتراءى لسيادتكم، وأنا منتظر أمر الله وأمركم، حتى أرى بعينى من الفاعل، ومنتظر التصرف بفروغ الصبر، والله يفعل ما يريد.
فتح «السندوء» وخد «السيغة»
حضرة المحترم سيد الإمام الشافعى قاضى الشريعة الشكوى إلى الله سر إليك يا قاضى الشريعة يا إمام يا قاضى الشريعة يا حأ «يا حق» يا اللى مبتحكمش إلا بالحأ «الحق»... فلانة بنت فلانة شكيا اللى ظلمها لحضرتك، اللى فتح سندوئها «صندوقها» وخد سيغتها «مصوغاتها».. تخلص منه أو منهه «منها» بمعرفتك، من اللى ظلمها بمعرفتك تخلص منه.
سرقوا الجاز والدقيق والسمنة
أوصى يا إمامنه «إمامناى یا شفعی «شافعى»، وأنت يا حسن وأنت يا حسين وأنتى يا أم هاشم وأنتى يا ست زينب وأنت يا قطب الرجال يا متولى، وأنت یا سیدی أحمد یا رفاعی، أن تتصرفوا بمعرفتكم فى اللى سرق الجاز والدقيق والسمنة والأنجر «نوع طعام».. منتقم جبار من الطغلان «الطغيان» وابن الحرام.
دكر البط
سيدى الإمام الشافعى رضى الله عنه: أتوسل بك إلى ربك سبحانه وتعالى، أن تنتقم عاجلًا مستعجلًا ممن سرق دكر البط، وأن يورينى الله فيه بقدرته وسبحانه وتعالى ما يسر خاطرى.. وأتوسل بسيدى الإمام الشافعى إلى الله أن ينتقم أيضًا من فلان ابن فلانة الذى أخذ منى شجرتين تين شوكى.
... وكمان الفراخ
یا إمام يا قاضى الشريعة نرفع شكوانا إلى أهل الباطن ضد من ظلمونا واستحلوا ما حرم الله وسرقوا الفراخ وتعدوا علينا بكل شىء.
فين الـ900 قرش صاغ؟
المذكور أعلاه اغتالنى فى مبلغ ٩٠٠ تسعماية قرش صاغ، وطالبته مرارًا يماطل ولم يدفع وأبا «أبى» عن الدفع، ولكونى رجل من حملة القرآن الشريف لم يكن لى جاه إلا الله وسركم الذى عم الكون، بادرت بتقديم هذا الطلب والشكوى إلى فضيلتكم، وقد توسلت إلى الله سبحانه وتعالى بسركم الذى عم الكون وأنتم أهل البصيرة، والشكوى لكم عيب، تنظروا فى قضيتى هذه وتحكموا فيها بما يرضى الله ورسوله ويرضى فضيلتكم، حيث إنى ضعيف الحيلة والقوة، ويكون ذلك فى أقرب جلسة والحكم بالنفاذ.
اعمل فيه اللى يخليه يطلب السماح
إنى اشتقت لك «اشتكيت لك» يا إمام الشافعى من أخذ نقودى وظلمنى تعمل فيه كل الأشياء، وتظهر لى فيه اليمنـدول «اليومين دول»، ومن كثر ما تعملوا فيه ياجينى «يجىء إلىّ» ويقول لى سمحنى «سامحنى» یا فلان أنا أخذت نقودك.
ضربنى بـ«البُلغة» بتحريض من شقيقى
حصل يا سيد الإمام الشافعى أن فلان من المناصافور مركز ديرب نجم شرقية ضربنى بالبُلغة وتهجم عليا بدون سبب، وأخى فلان هو الذى حرضه على ذلك، رغم أنه احتكر مبلغ ١٠٠ جنيه شبكة وزوجنى رغم أنفى وضيع مالى للمستأجرين وتهجم علىّ بكل أذية.
ألاقى اللى أخد البهايم والبرسيم «مقتول»
مقدماه لسيادتكم فلانة.. بما أنى حرمة فقيرة الحال ومسكينة وغلبانة.. كسر بيتى وأخذ منى البهايم والبرسيم، يا رب تنفسر فيه، وشاركه فى عمره، واخبله بأى داء فى جميع جسمه، أو تلقوه مكتول «مقتول» مرمى... أنا ولية مسكينة وشاحتة منك ومن الله، وشكوتى ليك وللاه «لله».
التلاتة «أخدوا الفرخة»
سيدنا الإمام الشافعى ابن أبى طالب ابن سيدة النساء السيدة فاطمة رضى الله عنها، أشكو لله ولك، فلانة بنت فلانة، وأطلب منك أن تسأل الله سبحانه وتعالى أن ينتقم من فلانة وزوجة ابنها فلانة وبنتها فلانة، أنهم دخلوا منزلى فى غيابى وأخذوا الفرخة بتاعتى منى ظلمًا وعدوانًا.
أشكو إليك من أتلف «العِنبة»
من فلانة بنت فلانة إلى الأستاذ الإمام الشافعى، أشكو الله ورسوله فى كل من تعدى علينا وأتلف «العِنبة».
رجل مفترى من عيلة كبيرة
كانت معى قطعة أرض زراعية منذ سنين، فجه فلان وتعدى على، وذهب إلى ناظر الجمعية ونقلها باسمه، بواسطة خفير الزراعة ابن عمه واسمه فلان، نقلوا قطعة الأرض كلها ٩ قراريط، وهو راجل مفترى من عائلة كبيرة، وأنا رجل وحدانى وفقير، ولم أقدر أن أقف أصاده «فى مواجهته»، وأنا متكل على الله وأطلب من الله ومن سيدى الإمام الشافعى.
أشهر الحق فى اللى سمم الجاموسة
شلة «شىء لله» يا سيدى يأمام «يا إمام»، يقاضی «یا قاضی» الشرعية «الشريعة»... حلتك «أحلتك» على الذى أذانى وأنسبب «تسبب» فى موت الجموسة.. بيلنا «بين لنا» وأشهر الحق فى اللى سمم الجموسة.. أذية ذى ما أذها «أذية مثلما أذاها).. أذى الذاذها «الذى أذاها».. وكل شىء بإذن الله.
شتمنى وضربنى.. ومنك الدفاع والمحاكمة
فلان هددنى وهزأنى آخر تهزىء «هزقنى آخر تهزيق» وضربنى بيده على ذقنى ولطم وجهى وقال لى: «أنت ربيت دقنك يا و.. خ يابن ال... طة يا لقيط يا ضايع يا بتاع التلتوارات (الـ3 ورقات) يا قليل الأدب»، وأنا لم أفعل شيئًا سوى الدفاع عن النفس، ولم أعامله بعمله، لأنى خادمكم وأنتم أسيادى، ومطلوب منكم المدافعة والمحاكمة ضد من ظلمنى وهددنى وفرج علىّ المخلوقات رجال وإناث.
أهانتنى وسبتنى «على جمهور العالم»
سيدى وملاذى محمد بن إدريس الشافعى، رضى الله عنه وأرضاه، وجعل الرفيق الأعلى مسكنه ومأواه، أتشرف بعرض هذا لفضيلتكم، العبد الذليل الفقير الضعيف المقر بالعجز والتقصير فلان ابن فلانة، من البتانون مركز شبين الكوم منوفية، ويقيم بها ضد فلانة بنت فلانة من البلدة المذكورة ومقيمة بها، والتى أهانتنى وسبتنى علنًا «على جمهور العالم»، وضد من تسبب فى أذيا «أذاى» وضررى «وأضرنى» وعمل معاى عمل يضرنى، وأنا على غفلة، وأنتم أهل البصيرة، والشكوى لكم عيب.
شتمتنا فى الشارع: «يا شحاتين»
بناء على طلب مقدمه فلان من ناحية منشأة السنطة مركز السنطة وزوجته ضد فلانة بنت فلانة من الناحية المذكورة المدعى عليها، أنها تعدت علينا بدون سبب، ولم يكن لها وجه حق، ثم سابتنه «سبتنا» علنًا، وشتمتنا فى الشارع وقالت يا شحتين «يا شحاتين» يا «و....ين» يا «عريانين»، لذا نحن الآن موكلين شيخ المذهب الإمام الشافعى لرجوع حقنا.
حقق.. وهعملك خاتمة لوجه الله
بعد تقبيل يدك الكريمة والله يجعلنا متمتعين ببركاتك، إن شاء الله عندما تحضر كراماتك عندنا وتبين لنا فيمن ظلمنا، سأحضر لزيارتك وأنفق على خدامك والفقراء لله.. أقسم بالله عندما تأخذ حقى وظلمى من فلانة بنت فلان وبنتها فلانة، المعتدين علىّ بالمسبة والإهانة بدون أى ذنب «ذنب» عملته فيهم، لأعمل لك خاتمة لوجه الله.
أتوسل إليك بالنبى تتوسل إلى الله
الله يعلم أن فلانة بنت فلانة تهين بنتى، وهى زوجة لأبيها، فأتوسل أليك بانبى «بالنبى» أن تتوسل إلى الله لمنع إهانتها وإهانة أخيها.
إن كان يخلصك.. بلاش تشرع
یا سیدی یا إمام یا شفعى، ياللى شرعت بين أمك وأبوك، اشرع بين فلانة بنت بنت فلانة «مرسلة الرسالة» وبين فلان ابن فلانة وفلان ابن فلانة، اشرع بینى وبينهم بالحق، لأنهم أهانونى آخر إهانة وسبونى واشتكونى، وأنا أرملة ليس لى معين غيرك وغير رب السماوات والأرض، وكان معهم فلانة وفلانة بنت فلانة، وكل من هاننى.
بالله عليك تظهر حقى.. أنا أصدتك «قصدتك» وأصدت «وقصدت» ربى فى حقى، أنا المظلمة «المظلومة».. بالله عليك تظهر لى حقى، لأنى سبق أن أرسلت لكم تخلص لى حقى، لأنهم أهانونى وسبونى وعرونى، وإذا كان يخلصك كده يبقى بلاش تشرع بين الناس!
زى ما ظلمونى اظلمهم
نقود ثمن بقرة فُقدت من فلان ابن فلانة، فادعوا باطل علىّ بأنى أخدت النقود لما ضاعت فى السوق، وأنا مظلوم جدًا جدًا جدًا، وفوضت الأمر الله ولسيادتكم فيهم، يا رب عليهم ولا تمهل.. يا رب زى ما ظلمونى فى هذه الدعاية وفاسدين البيت عليا تظلمهم.
إن كان الظلم يرضيكم.. فلا مانع
انظر فى موضوع فلانة بنت فلانة من بركة السبع، زوجة فلان ابن فلانة «مرسل الرسالة» من بركة السبع، لأنى مظلوم كثير جدًا، وهى ظالمة وظلمتنى كثيرًا، وقالت علىّ كلام كتير باطل، والله لم يحصل منى أبدًا، فإن كان هذا الظلم يرضيكم لا مانع.
صعبان عليا من الله عز وجل
أحيطكم علمًا يا صاحب الشريف عند الله، أنا فلان من العدوة، فى يوم جاری فلان ظلمنى كثيرًا، ودائما يؤزينى «يؤذينى»، فإنى متوسل بك لله أن ينتقم من هذا الجار المؤزى «المؤذى»، لأن لا أحد لى خلافكم، لا فى الدنيا ولا فى الآخرة، ولأن الله حرم على نفسه الظلم، وهذا الجار ظلمنى، وأنا زعلان وصعبان عليا من الله عز وجل.
