ربع مليون وجبة.. أكبر مائدة بالإسكندرية ترسم «الفرحة» على وجوه الصائمين برمضان
ابتسامة ترتسم على الوجوه وسعادة تغمر القلوب ومشاعر ود وحب تجمعت بين أشخاص من مختلف الأعمار لا يعرفون بعضهم البعض، بل تجمعوا جميعا على عمل الخير والمشاركة في أفضل الأعمال وهي إفطار الصائمين.
وبداخل السرادق الكبير الذي يمتلئ بالمتطوعين كانت «الفرحة» إسمًا وشعورًا، حيث أكبر مائدة إفطار في الإسكندرية والتي تستمر لعدة أعوام وتستهدف كل عام عدد أكبر، حتى كان التحدي هذا العام 250 ألف وجبة خلال شهر رمضان المبارك.
تواجدت «الدستور» بداخل مائدة «فرحة» بالإسكندرية لرصد مراحل تجهيز وجبات الإفطار والتعرف على تفاصيل العمل الجماعي التطوعي.
قالت إيمان مرسي أحد مؤسسي مائدة «فرحة»، إن بداية كانت منذ 9 سنوات بمجموعة أصدقاء مكونة من 15 فردًا: «بدأنا بـ40 وجبة مكنش حد يعرفنا، وفرشنا طاولات ومفيش حد كان عارف المكان ودلوقتي الأمر مختلف» متابعة الأن وصلنا أن عدد الوجبات التي يتم توزيعها في اليوم خلال شهر رمضان 2700 وجبة.
وأضافت لـ«الدستور» أن الوجبات يتم توزيعها ما بين موائد الرحمن والتي تشمل 4 موائد حتى الآن ومستهدف زيادتها، وبين إيصال وجبات للمستحقين في المنازل، لافتة أن كل أعمال تجهيز الوجبات تتم في المطبخ الرئيسي، وبمشاركة المتطوعين من جميع الفئات العمرية من الطفل إلى الجدة بعدد يتراوح بين 150إلى 200 متطوع يوميًا.
وأوضحت أن المستهدف هذا العام في شهر رمضان توزيع ربع مليون وجبة، وذلك بعد اجتيازهم العام الماضي 200 ألف وجبة، مؤكدة أن روح التحدي وعمل الخير هي من تحركهم للوصول إلى هذا العدد المستهدف لإيصال الفرحة كل عام لعدد أكبر.
وقال أنس الجلاد أحد المنظمين إننا حريصين على تواجد المائدة بشكل مؤثر كل رمضان، وهو ما يزيد من العدد المستهدف كل عام، مؤكدًا أن جميع المشاركين لهم أدوار متغيرة حيث نتعاون سويًا بداية من الصباح في تنظيف الخضروات والتجهيز حتى تغليف الوجبات.
وأشار إلى أن هذا العام بدأ التجهيز للمائدة قبل شهر رمضان بـ3 أسابيع، لتحضير أدوات الطبخ، والطاولات والكراسي وعلب الوجبات وكل شيئ تسلتزمه المائدة، متابعًا أن العمل يبدأ من الصباح ويمكن التواجد مساءً أيضًا في حالة تجهيز وجبات أكبر لليوم التالي.
متطوعون فرحة نشعر بسعادة للمشاركة في عمل الخير
قالت آلاء مسعد، أنها ليست المرة الأولى لها في المائدة، حيث شاركت العام الماضي، مشيرة إلى أن ما دفعها هو أن الجميع متطوع والهدف الأساسي هو إدخال الفرحة على البيوت والقلوب في الشهر المبارك وهو ما يسعدها بالمساهمة في عمل الخير.
وأوضحت لـ«الدستور» أنها تأتي للمائدة مبكرًا للمساعدة في التجهيز وتستمر في العمل حتى توزيع الوجبات، حيث يتم التوزيع على الموائد بجانب الوصول للأسر في المنازل.
وأضافت هبة أحمد أنها سعيدة جدًا بالمشاركة هذا العام في المائدة، وتعرفت عليها من خلال صديقتها، مشيرة إلى أنها عندما جاءت وجدت ملحمة خير، بمشاركة متطوعين بدون مقابل ومجهود يبذل لإسعاد الناس وهي فقط الغاية التي يسعى لها الجميع.
واستكملت صديقتها سارة عبد العزيز، أنها تشارك لليوم الثاني وتتمنى المشاركة يوميًا، مؤكدة أن المكان والعمل منظم جدًا ويتسم بالنظافة والتعاون، حيث أن الجميع يساعد بعضه البعض لإتمام الوجبات وإفطار الصائمين.
وتحدثت حنان عثمان أحد المتطوعين عن شعورها بالمشاركة، قائلة إنها تشارك منذ 4 سنوات حيث تشعر براحة نفسية خلال تواجدها في المائدة، والجميع يجتهد لعمل الخير، وسعيد بما يبذله.
وأضافت أنه رغم الصيام لا نشعر بالتعب أو الإرهاق، ونسابق الوقت، والوصف الذي نكون قبل موعد الإفطار كخلية نحل من الصغير للكبير الجميع يتعاون في الخير.