تعرف على المدينة المندثرة التى صنعت كسوة الكعبة وزارها «الشافعى»
شهدت أحداث مسلسل «رسالة الإمام» الذي يحكي حياة الإمام الشافعي ذكر اسم مدينة تسمي «تنيس» وذكرت في أحداث المسلسل أن مدينة تنيس كانت تصنع بها كسوة الكعبة وأصبحت الآن المدينة المندثرة.
وكلمة تنيس مشتقة من اللفظ اليوناني "نيسوس" وتعني الجزيرة، وبعد الفتح العربي لـ«تنيس»، برزت كمدينة متخصصة في صناعة أنواع من النسيج المشهور، وواصلت نموها خلال حكم الخلافة العباسية، ولعبت دورًا هامًا في المجالين السياسي والحربي، خاصة الربع الأول من القرن السابع الهجري.
تقع مدينة تنيس بامتداد طريق الخط الملاحى لقنال المنزلة الذى يربط بين بورسعيد والمطرية دقهلية وسط بحيرة صغيرة قليلة العمق تعرف باسم "البشتير" وقدرها المجلس الأعلى للآثار بحوالى 215 فدانًا، بينما قدرت مساحتها بعثة جامعة "كامبريدج" من خلال أعمال المسح الأخيرة 93 هكتارًا رغم أنها بقايا أطلال.
وكانت المدينة مقرًا للأسطول وبها دار صناعة السفن ومركز من أهم مراكز صناعة النسيج الراقي الرفيع، وبها كانت تصنع كسوة الكعبة المشرفة قرونًا طويلة حيث كان معظم أهلها يشتغلون بصناعة النسيج والحياكة وصيد الأسماك والطيور.
حيث كان لـ "تنيس" دور هام فى الأحداث السياسية أثناء عصر الولاة فى الفترة محـل النزاع بين ولدى هارون الرشيد الأمين والمأمون، حين استطاع عبدالعزيز الجروى وولده أثناء هذه الفترة من إقامة إمارة بـ تنيس على ساحل مصر كانت تبسط سلطانها على الإسكندرية ومدت سيطرتها جنوبًا حتى بلبيس، كما استولت على الصعيد مدة مـن الزمن حتى لقبه صاحب الانتصار بملك الساحل.
تعرضت تنيس للعديد من الغزوات إبان الحملات الصليبية وهي المعروفة الآن ببحيرة المنزلة حيث أمر السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 588 هجرية (1192 ميلادية) بإخلائها من السكان وألا يبقى فيها غير المقاتلين للدفاع عنها، ومن بعده أمر السلطان الكامل محمد بن العادل الأيوبي في عام 624 هجرية الموافق 1226م بهدم المدينة وتخريبها وتهجير أهلها البالغ عددهم وقتها 50 ألف نسمة حتى لا يستطيع جنود الصليبيون الوصول عن طريقها للعاصمة.
فقد كانوا حينذاك على أهبة الاستعداد بإرسال الحملة الصليبية الخامسة في سنة 630 هجرية (1219 ميلادية) بقيادة جان دي بريين، فنزلت على دمياط ثم منيت بالفشل، وهكذا اندثرت مدينة من أكبر مدن مصر الصناعية والحربية في العصور الوسطى.