الأزهر لم يفسد الاحتفال بعيده
أمس الأربعاء، احتفل الأزهر الشريف بمناسبة مرور ١٠٨٣ سنة هجرية على تأسيسه، التى توافق السابع من شهر رمضان. وبحسب الخبر، أو البيان، الذى نشرته «بوابة الأزهر» و«وكالة أنباء الشرق الأوسط»، ونقلته عنهما صحف ومواقع إلكترونية عديدة، من بينها «بوابة الأهرام» و«الدستور»، كان من المقرر أن يتضمن برنامج الحفل خمس كلمات، إحداها للمدعو حسن الشافعى، الذى لا يزال عضوًا بـ«هيئة كبار العلماء»، لكن يبدو أن العقلاء تدخلوا فى اللحظات الأخيرة، واستبعدوا المذكور من برنامج الحفل.
نعم، هو نفسه حسن محمود عبداللطيف الشافعى، الذى أدين، سنة ١٩٥٤، فى قضية محاولة اغتيال جمال عبدالناصر، المعروفة باسم «حادث المنشية»، وقضى فى السجن ٦ سنوات، ثم أدين أيضًا سنة ١٩٦٦ فى قضية «تنظيم ٦٥»، وتم سجنه ٤ سنوات، والذى ستجد سيرته ومسيرته فى موقع «إخوان ويكى»، ويكيبيديا الإخوان، منذ أن التحق بالجماعة وتربى على يدى مؤسسها حسن البنا، ومرورًا بقيادته «كتيبة» المعهد الدينى بالقاهرة، التى تحولت على يديه «من حشد الفرق للمباريات الرياضية إلى جمع السلاح للأغراض الجهادية».
هنا، فى هذا المكان، توقفنا عند المدعو حسن الشافعى أربع مرات. الأولى، تحت عنوان «تفاحة آدم.. وموزة القرضاوى»، فى ١٢ يونيو ٢٠١٧. والثانية، فى ٢٥ نوفمبر من السنة نفسها، وكان عنوان المقال «هروب رباعى من اتحاد القرضاوى». وفى المقالين تناولنا الدور الذى لعبه، ولا يزال، ما يوصف بـ«الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين»، الذى كانت قائمة مجلس أمنائه، وقت كتابة المقال الأول، تضم فهمى هويدى، ومحمد سليم العوا، وعمر عبدالكافى، وحسن الشافعى. وكان سبب المقال الثانى هو قيام الموقع الرسمى للاتحاد بحذف الأربعة من القائمة، بعد إدراجه على قائمة الكيانات الإرهابية لدول الرباعى العربى الداعية لمكافحة الإرهاب.
لم يكن يعنينا، من بين هؤلاء، غير حسن الشافعى، لأنه كان يشغل، وقتها، عدة مواقع رسمية، من بينها رئاسة مجمع اللغة العربية بالقاهرة. خاصة، بعد أن تزامن إدراج «اتحاد القرضاوى» على تلك القائمة، مع قيام المخابرات الأمريكية بنشر الدفعة الرابعة من وثائق أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، التى تضمنت رسالة تثبت أنه كان صاحب فكرة إنشاء ذلك الكيان، ليكون هو الحكومة التى تدير «دولة القاعدة»، أو دولة الخلافة!.
تأسيسًا على ذلك، استنكرنا، فى مقال ثالث عنوانه «إرهابى بدرجة وزير»، فى ١٩ فبراير ٢٠٢٠، استمرار ذلك الإخوانى رئيسًا لمجمع اللغة العربية، ذلك المنصب، الذى يجعله قانون إنشاء المجمع، يجمع بين الاختصاصات والسلطات المُخَوَّلة لدرجة وزير، والاختصاصات والسلطات المُخَوَّلة لرئيس الجامعة. والحمد لله، جرى «تطهير مجمع الخالدين»، وتحت هذا العنوان أوضحنا فى ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٠، وزير التعليم العالى رفض لأسباب إجرائية، لا سياسية أو جنائية، اعتماد نتيجة الانتخابات الصورية، وقرر تعيين المفكر والناقد الدكتور صلاح فضل، قائمًا بالأعمال، حتى يتم تغيير قانون المجمع ولائحته وإجراء انتخابات جديدة.
مع هذه المقالات الأربع، ألقى زميلنا وصديقنا الدكتور محمد الباز الضوء على جوانب أخرى من سيرة ذلك الرجل، فى برنامجه «٩٠ دقيقة» على قناة المحور، قبل انتقاله إلى شاشة «النهار». وتحت عنوان «أخرجوا الإخوانى حسن الشافعى من مجمع اللغة العربية»، استعرض زميلنا وابننا محمود الشهاوى رحلة المذكور مع جماعة الإخوان منذ انضمامه إليها، وحتى دفاعه عن إرهابها، بعد ثورة ٣٠ يونيو.
.. وأخيرًا، لا نجد ما يفسر، أو يبرر، اختيار ذلك الإخوانى، ليكون أحد المتحدثين، غير أن واضع برنامج الحفل، أراد أن يغازل الإرهابيين ويخرج لسانه لكل المصريين، باستثناء المغيبين أو الموتورين، قبل أن يتدخل العقلاء، مشكورين، ليمنعوه من أن يفسد علينا، وعلى الأزهر الشريف، الاحتفال بهذا اليوم. ونتمنى أن يكمل هؤلاء العقلاء جميلهم ويقوموا بتطهير «هيئة كبار العلماء»، التى كان قد تم حلّها سنة ١٩٦١، وأعيد إحياؤها فى ٢٠١٢، واعتمد تشكيلها محمد مرسى العياط، الذى كان مندوب «جماعة الإخوان» فى قصر الرئاسة.