من وحي «مذكرات زوج».. هل تحتاج الأسرة المصرية لـ«كورسات» تدريب أسري؟
يتسابق الجميع في الماراثون الرمضاني الحالي من أجل حصد إعجاب المشاهدين، ومن ضمن المسلسلات التي تحظى بالاهتمام، “مذكرات زوج” بطولة طارق لطفي، من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والذي يسلط الضوء على قضية شائكة يعاني منها المجتمع المصري باستمرار وهي العلاقات الأسرية والمشاكل التي نمر بها بمراحلها المختلفة، وكيف تؤثر على كل فئة بعينها.
الأسرة هي نظام حي ومتغير، تحتاج إلى مجموعة دعم حتى تستطيع أن تستمر على المسار الصحيح من المهم أيضا التعرف على شبكات العلاقات وأنماط السلوك من أجل صياغة قواعد جديدة للعيش معًا، حتى يتعامل الشخص مع احتياجات أفراد الأسرة الآخرين ويحاول إيجاد أساس متناغم مشترك.
في هذه المرحلة من المهم أن نذكر أهمية المدرب الشخصي والكورسات الأسرية التي تساعد على تحقيق الانسجام والرفاهية، التحرر من الضغط الخارجي، وفهم خطوات نمو الطفل، وتقوية الروابط الأسرية، والتعامل المحترم مع بعضنا البعض، وتحديد الروتين الجديد وقواعد الأسرة.
قالت الدكتورة مايسة كمال استشاري العلاقات الأسرية والنفسية إن الكورسات الأسرية مهمة للغاية، كما يجب أن تكون الأسرة بأكملها جاهزة للمشاركة في التدريب، إذا لم يكن الأمر كذلك في البداية فإن هذا يجعل عملية التدريب أكثر صعوبة، حيث يمكن أن يساعدك تدريب الأسرة على التعامل مع العديد من النزاعات في الحياة الأسرية.
وعن طرق تدريب الأسرة أكدت أنه لا تتشابه جلستا تدريب عائلتين، فكما أن كل أسرة فردية فإن لكل مدرب طريقته الخاصة، من الشائع بشكل خاص استخدام الأسئلة الدائرية وكذلك إعادة الصياغة، على سبيل المثال في الأسئلة الدائرية والمعروفة أيضًا باسم الأسئلة الثلاثية يسأل الشخص أ وهو المدرب الشخصي الشخص ب عن سبب اعتقاده أن الشخص ج يتصرف بطريقة معينة، في السؤال الكلاسيكي كان الشخص "ب" يسأل الشخص "ج" مباشرة، حيث تبرز تقنية الاستجواب الدائري وجهات نظر جديدة كانت ستظل مخفية لولا ذلك.
هناك طريقة أيضا اسمها إعادة الصياغة مثل إعادة التفسير، الهدف من هذه الطريقة هو النظر إلى الحقائق من منظور جديد، مثل هل تعتقد أن هذا الشخص "أ" غاضب منك، لكن ماذا يمكن أن يكون سبب رد فعلهم بدلاً من ذلك؟، كل هذه الأسئلة الدائرية وإعادة الصياغة هي الأنسب للعمل من جديد لحل النزاع. الطريقة التي يمكنك العمل بها بشكل أفضل هي الطريقة الفردية.
وعن الكورسات الأسرية والعلاج النفسي، فالتدريب الأسري لا يمكن أن يحل محل العلاج النفسي تستهدف الكورسات الأسرية بشكل أساسي الأشخاص الأصحاء نفسياً الذين يرغبون في تحسين نوعية حياتهم والعمل على شخصيتهم، أما في حالة وجود أمراض نفسية فإن الطبيب النفسي هو في الأساس الشخص المناسب للتواصل.
تحدث أيضا الدكتور أحمد مصطفى استشاري العلاقات الأسرية والمتخصص في العديد من الدورات الخاصة بنمو الأسرة والارتقاء بها عن مقومات الأسرة السعيدة في إحدى محاضراته وأهمها وأولها كان عملية التواصل، ينصح بأن تخصص وقتًا كل يوم لتبادل القصص مع أفراد عائلتك على الأقل 30 دقيقة يوميًا، كما أن وقت العشاء مهم جدا فالتواصل هو أيضا عنصر أساسي في إنشاء علاقات قوية بين الآباء والأطفال والتي ستؤثر على رعاية الأطفال وتعليمهم.
العائلات السعيدة بعيدة كل البعد عن أن تكون خالية من العيوب، لكنهم يضعون أهدافًا ولديهم قيم يعملون من أجل تحقيقها معًا، إنهم يعيشون عن قصد وبإحساس بالهدف وعندما يرتكبون أخطاء يكون لديهم استراتيجية للعودة إلى المسار الصحيح.
الأسرة السعيدة تحتاج إلى أساس متين، إذا كنت ترغب في جلب السعادة إلى منزلك فمن الضروري أن تهتم بصحتك العاطفية أولاً، نفس الشيء ينطبق على جميع أفراد عائلتك، يجب أن تتعلموا جميعًا أن تقدروا أنفسكم وكذلك بعضكم البعض، عندها فقط ستتمكن من تكوين أسرة سعيدة حقا.