هل كان نابليون بونابرت يدافع عن الإسلام؟.. «سره الباتع» يجيب
خلال أحداث الحلقة الثالثة من مسلسل “سره الباتع”، وبعد انتصار جيش نابليون بونابرت علي المماليك، وفي الحوار الذي يدور بين “بونابرت” وكبار القرية، وعن سبب مجيئه بجيشه إلي مصر، يجيب بونابرت بأنه جاء دفاعا عن الإسلام ويعدد معاركه الحربية التي خاضها في هذا الصدد سواء في مالطة أو دكه لكرسي البابوية في روما وغيرها.
وتخبرنا السرديات التاريخية عن الحملة الفرنسية علي مصر، كيف أن نابليون بونابرت، قبيل دخوله إلي مصر، كان قد طبع منشورات باللغة العربية في أول بياناته وأن السبب الرئيسي والأساسي لمجيئه إلي مصر، هو الدفاع عن الإسلام ضد المماليك وظلمهم للمصريين.
وهو ما يفككه المؤرخ الفرنسي هنري لورنس في كتابه “الحملة الفرنسية في مصر .. بونابرت والإسلام”، ويوضح كيف أن نابليون بونابرت، تأثر بكتابات المستشرقين عن مصر خاصة والشرق الأوسط عامة.
يقول “لورنس”: إن الانتصارات الخرافية لحملة إيطاليا تبرز بونابرت في صدارة المسرح، وجيشه يعبده، والفرنسيون ــ المعادون في غالبيتهم للحكومة الجمهورية ــ يرون فيه منقذا محتملا، ذلك الذي سوف يضع نهاية للثورة مع حفاظه علي مكاسبها. و"هوش" منافسه الرئيسي الذي قام مثله، وربما أكثر منه، بدعم حكومة الإدارة ضد أغلبية المجالس، يموت في 19 سبتمبر 1797. لكن فاتح إيطاليا يدرك أن من شأن فترة عدم نشاط عسكري، أو إخفاق في محاولة إنزال في إنجلترا، التهديد بتعريض وضع لم يتعزز بعد للخطر ثم أن الشرق يجذبه بشكل عفوي.
هكذا أثر “تاريخ العرب” علي نابليون بونابرت
ويلفت “لورنس” إلي: في شبابه، قرأ وسجل نابليون بونابرت ملاحظات علي أعمال مريني “تاريخ العرب” والبارون دو توت “مذكرات حول الأتراك والتتر” . وعشية الثورة، كتب حكاية “عربية” قصيرة “قناع النبي”، تحكي قصة شخصية حقيقية من شخصيات التاريخ الإسلامي تحاول الظهور ــ بدافع من الرغبة في نيل المجد والقوة ــ في مظهر رسول للرب عبر اللجوء إلي مختلف أشكال الحيل، وينهي نابليون بونابرت الشاب عندئذ حكايته بالتساؤل: “إلي أي مدي يمكن للمرء دفع جنون الشهرة؟”.
وسوف يري “فرويد” في هذا العشق للشرق وخاصة لمصر أثر “عقدة جرزيف” لدي بونابرت، إرادة الإنتقام من الأخ الأكبر، المنافس المكروه والذي يصبح فيما بعد أكثر من محبوب، بعد تسليط الكراهية علي أشياء أخرى.
إن الذهاب إلي مصر، الأرض الأثيرة ليوسف “جوزيف” التوراة، أو الزواج من جوزفين “يوسفه، مؤنث جوزيف، يوسف” لن يكونا غير تجليات لهذه العقدة الأصلية التي يستمد منها نابليون كل قوته.