«وجبة» المتحدة!
مع انطلاق مدفع إفطار اليوم الأول في شهر الصيام الكريم نراقب الخريطة البرامجية للقنوات المصرية، ونبحث عن المسلسل الذي سنتابعه فى ساعة الإفطار، لتنضبط بعدها مواعيد متابعة أهم المسلسلات خلال الشهر الكريم، ولعدة أعوام متتالية تنجح الشركة المتحدة في تقديم وجبة درامية متكاملة ترضي ليس فقط أذواق جمهور الشاشة الصغيرة بمختلف تنوعاتهم، بل إنها تقدم لهم الوجبة المتكاملة بداية من مسلسل الأطفال، إلى جانب الأعمال الوطنية التى تجذب النسبة الأكبر من المشاهدين المصريين، وبينهما الوجبات الكوميدية الدرامية والأكشن والميلودرامية، لتكتمل الوجبة الي جانب عدد آخر من البرامج الدينية والترفيهية.
لكن ومع العدد الكبير للأعمال الدرامية الجيدة المقدمة هذا العام سواء في الشاشة الصغيرة أو من خلال برامج الإذاعة التى لاقت اهتمامًا كبيرًا من "المتحدة" هذا العام بمشاركة نجوم في بطولة أعمال إذاعية، وهنا أستطيع أن أسبق الأحداث وأخلع القبعة تقديرًا للشركة المتحدة لإنتاجها أهم عملين من وجهة نظرى هذا العام على الشاشة الصغيرة، وهما عملان لا تنتجهما أي شركة إنتاج طمعًا في مكسب مالي إلا إذا كانت تحمل رسالة وهدفًا أسمى من الربح المادي، وهنا أتكلم تحديدًا عن مسلسل الأطفال "يحيي وكنوز" و"مسلسل الكتيبة 101" .
فكم كنت أحزن لغياب القدوة والرمزالمصريين عن عيون أبنائي خاصة عندما الحظ تأثرهم بلهجات محلية لدول أخرى ليست من ضمنهم اللهجة المصرية أو أن يكون البطل عندهم شخصية لا تعبر عن مجتمعنا، وبغياب اللهجة المصرية ينقطع أول خيط للانتماء لأي طفل وهو ما أعاده مسلسل "يحيي وكنوز" للعام الثاني على التوالي.
"يحيى وكنوز" هذا العام تدور أحداثه في إطار تشويقي يجذب كل الفئات العمرية بمن فيهم الكبار من خلال مغامرات الطفلان يحيى وكنوز والأستاذ عصام وسينو، مع ظهور عدد من الشخصيات الدرامية الجديدة في هذا الموسم أبرزهم شخصية الدكتور عجيب، الذي يجسده الفنان خفيف الظل محمد ثروت الذي تأخر في تقديم أعمال للأطفال ويقدم شخصية مؤثرة في الأحداث الدرامية تحاول خداع يحيى ورفاقه في بداية الأحداث وتستمر المطاردات بينه وبين يحيى فى العالم الحديث والقديم طوال الحلقات، ويشاركه البطولة الفنان علاء مرسى فى دور سينو، أما الفنان القدير سامى مغاورى أحد أبرز نجوم الدراما عمومًا ودراما الأطفال تحديدًا، فيقدم دور عم حسنى ومعهم جميعًا نتبحر بين عالمى المصريين القدماء والعصور الحديثة لتكتمل رسالة المسلسل في ربط الشخصية المصرية بما حققه المصريون القدماء من معجزات في فنون البناء والنحت والطب وغيرها، كما سيتعرف المشاهدون على الملوك العظام خفرع ورمسيس الثاني وامنمحات والملك سنفرو وغيرهم، وبين العصور الحديثة بما فيها من مستجدات تفرض نفسها على الأجيال الحالية والمستقبلية.
وامتدادًا لنجاح ثلاثية مسلسل "الاختيار" نجح مسلسل الكتيبة 101 في جذب انتباه المشاهدين من الحلقة الأولى بتقنيات إنتاجية لـ"المتحدة" وإخراجية عالية للمخرج محمد سلامة، واعتمادًا على سرد لوقائع حقيقية بدأت بالهجوم الإرهابي على كمين كرم القواديس الذي قامت به جماعة أنصار بيت المقدس الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية في 24 أكتوبر 2014. الهجوم يعتبر أكثر الهجمات الإرهابية دموية التي استهدفت الجيش المصري عقب ثورة 30 يونيو.
ويبرز هنا استبسال الكتيبة 101 في التصدي للتنظيمات التكفيرية والإرهابية في شمال سيناء، في الوقت الذي يقوم فيه "خالد" ضابط المخابرات بضبط قضية أمن قومي، وهو في ذات الوقت أحد الضباط المتصلين بقادة القبائل السيناوية ليتم ربط أحداث المسلسل بسلاسة بين العمليات الإرهابية التى تواجهها قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء، مؤامرات الداخل التى تتصدى لها أجهزة المخابرات، ويبرز تنوع المخاطر التى يواجهها رجال الظل وتعاونهم مع فصيل من القبائل السيناوية التى واجهت ببسالة الجماعات الإرهابية، ويبرز أيضًا مسلسل "الكتيبة 101" دور الأطباء خلال تلك المواجهة إلى جانب العلاقات الاجتماعية لأسر أبطال المسلسل بشكل غير تقليدى ليبدأ "الكتيبة 101" في رحلة جذب انتباه المشاهدين ويستمر طوال الشهر الكريم.