منجم «إيقات» بالصحراء الشرقية.. كنز مصر الجديد في الذهب
كنز جديد تشهد مصر على أولى ثماره وهو الكنز الذي تحقق باكتشاف منجم “إيقات” للذهب جنوب البلاد لتبدأ حاليًا تجارب تشغيل الإنتاج التجاري له واستخراج أول سبيكة منه.
تقدر احتياطات موقع منجم “إيقات” بحوالي 1.2 مليون أوقية من الذهب، أما نسبة الاستخلاص فيه فهي 95%، ويتميز موقع إيقات بأنه استثمار مصري خالص في مجال التنقيب عن الذهب واستغلاله من خلال شركة شلاتين المصرية.
وشركة شلاتين تشهد شراكة ناجحة وتعاونًا مثمرًا مع القطاع الخاص المصري وهذا ما أكده طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، لافتًا إلى أنه تم تكوين شركة إيقات لمناجم الذهب بين كل من شلاتين وهيئة الثروة المعدنية وشركة الثروات والموارد للتعدين القائم بالأعمال في منطقة الكشف، وبعد ذلك تم البدء في العمل على إقامة تسهيلات وبنية تحتية ذات كفاءة عالية والتشغيل من خلال مجموعة من الشباب المصري ذوو المهارات والخبرات ضمن منظومة تضم معهم بعض الخبراء العالميين المتخصصين.
وحسب تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية فإنه ببدء تجارب تشغيل الإنتاج التجاري أصبح موقع إيقات ثالث موقع في مصر يقوم باستخراج الذهب والمعادن المصاحبة.
وقد تأسست شركة شلاتين عام 2012 بهدف القيام بأعمال البحث واستغلال الذهب والخامات التعدينية الأخرى.
تأثير اكتشاف المنجم على أسعار الذهب
من ناحيته أوضح الدكتور محمود السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في حديثه "للدستور" أن اكتشاف منجم "إيقات" يعد مثله مثل أيًا من الاكتشافات الجديدة عن المناجم وآبار البترول وغيرها مكاسب حقيقية للدولة على جميع النواح ومؤثرات فعالة في اقتصادها ودخلها القومي على اختلاف حجم إنتاجية تلك الاكتشافات.
أما عن العلاقة التي قد يتوقعها الكثيرون بين اكتشاف مناجم الذهب وأسعاره في الأسواق أوضح السعيد أنه لا علاقة حقيقية بين اكتشاف المناجم وسعر الذهب، موضحًا أن الذهب يتوقف أسعاره على عدد من المتغيرات الأخرى منها العالمي مثل أسعار الفائدة وأسعار العملات ومستوى التضخم أما على المستوى المحلي من على مستوى العرض والطلب، وأسعار العملة في السوق الموازية.
ومن جانبه كشف الدكتور ناجي فرج، مستشار وزير التموين لشؤون صناعة الذهب، عن تفاصيل إنتاج أول سبيكة ذهب من منجم “إيقات” بالصحراء الشرقية.
وقال فرج، خلال مداخلة هاتفية مع إحدى البرامج التليفزيونية أن مصر يوجد بها 100 منجم أبرزها منجم السُكري الذي يضم 12 مليون أوقية من الذهب.
كما أضاف أن التنقيب عن الذهب من الأدوات المهمة للدولة وافًا إياه بالواجب القومي، كما لفت إلى وجود أماكن أخرى عامرة بالمعدن الأصفر وهي العملة المعتمدة حول العالم، مشيرًا إلى أن ارتفاع الاحتياطي الاستراتيجي من الذهب يُعطي قوة للجنيه المصري.
كما أوضح فرج، أنه لابُد من أن تكون عمليات استخراج الذهب بأيادي مصرية، مؤكدًا أن خام الذهب موجود ومتوفر في عدة مناطق مصرية، وبالشراكة مع الشركات القومية في الاستخراج، سيكون لهذا الأمر تأثير جيد على قطاع التنجيم في مصر.
وقد أعلنت وزارة البترول المصرية عام 2020 تحقيق كشف تجاري للذهب بمنطقة إيقات بصحراء مصر الشرقية، في منطقة امتياز شركة شلاتين، باحتياطي يُقدّر بأكثر من مليون أوقية من الذهب، وبإجمالي استثمارات أكثر من مليار دولار على مدار 10 سنوات، وقد تأسست شركة شلاتين عام 2012 بهدف القيام بأعمال البحث واستغلال الذهب والخامات التعدينية الأخرى.
تعديل قانون الثروة المعدنية
من جهتها عدّلَت مصر منذ أكثر من عامين قانون الثروة المعدنية ليتيح فرصاً استثمارية أمام شركات التعدين العالمية للاستثمار في مصر عن طريق دفع "الإتاوة، والإيجار، والضرائب"، وذلك بدلاً من اقتسام الأرباح التي كانت تقيّد المستثمرين في عملية الإنفاق، وضخ الاستثمارات في القانون القديم.
وهو الأمر الذي ساهم في اتخاذ خطوات إيجابية في ملف التعدين، وذلك حسب تعليق وزير البترول والثروة المعدنية الملا مشيرًا إلى أن تلك الخطوات بدأت بتعديل ذلك القانون " قانون التعدين" ولائحته التنفيذية مروراً بتطوير النظام المالى ونظام التراخيص.
وقد وقَّعت الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية في مارس عام 2021 على 25 عقداً للبحث والتنقيب عن الذهب لشركات أجنبية ومصرية (7 شركات عالمية، و4 شركات مصرية) في 75 قطاعاً بالصحراء الشرقية باستثمارات تقدّر بـ57 مليون دولار.