«المرأة فى موقع القيادة».. ندوة بكلية البنات جامعة عين شمس
عقدت وحدة النشر العلمي بكلية البنات للآداب والعلوم والتربية جامعة عين شمس، والمجلة الدولية لدراسات المرأة والطفل، ندوة بمناسبة يوم المرأة بعنوان "المرأة في موقع القيادة"، تحت رعاية الدكتورة أميرة يوسف، عميد الكلية، والدكتورة حنان الشاعر، وكيلة الكلية للدراسات العليا والبحوث، وبالتعاون مع منظمة المرأة العربية.
بدأت الندوة بإلقاء كلمة المنظمة والتي ألقتها الدكتورة هند مصطفى الشلقاني، مديرة الدراسات والنشر والإعلام بالمنظمة، وجهت من خلالها عددًا من الرسائل القصيرة فيما يتعلق بوضع المرأة في موقع القيادة من أن القيادة تتعلق بالأساس بالقدرة على القيام بمهام متنوعة، وأن من يشغل موقع القيادة يجب أن يتميز بملامح شخصية محددة وقدرة على التأثير في الآخرين بغض النظر عن كونه رجلًا أو امرأة، الرسالة الثانية أن قيادة المرأة لا تفيد المرأة فحسب وإنما تمتد فائدتها للمجتمع ككل حيث إن وجود المرأة في هذه المواقع يعكس مبدأ العدالة في التمثيل، وأن من أسباب عدم العدالة نسق النوع الاجتماعي والتوقعات المجتمعية من المرأة، إضافة إلى وجود بنية معينة من العلاقات، وبالتالي يمكن القول بأن قيادة المرأة تعتبر قضية ثقافية بامتياز. وفي النهاية ألقت الضوء على أهمية مفهوم تمكين المرأة، وأنشطة المنظمة لتمكين المرأة ونشر الوعي الذي يحارب الرؤية النمطية لدور المرأة.
تلا ذلك مداخلة من الدكتورة سحر شعراوي، المدرس بقسم علم النفس التي تحدثت عن المساواة بين الرجال والنساء على المستويين الديني والتاريخي، وأن المرأة لها بالفعل أدوار متعددة في مجالات الحياة كافة، فالمرأة المصرية شغلت العديد من المهن منذ بدايات القرن، وكانت رائدة في هذه المجالات، مشيرة إلى نتائج الدراسات التي أثبتت أن ارتفاع مستوى تعليم المرأة يؤدي إلى ارتفاع قدراتها الإدارية، وثبت هذا بالفعل من خلال شغل النساء لعدد من المهن النوعية في المجال التكنولوجي والهندسي والمهن الطبية.
تلا ذلك تقديم الأستاذ المشارك بقسم الحضارة الإسلامية العربية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتورة هدى السعدي، حيث أوضحت من خلال كلمتها أن مصطلح قيادة المرأة واستقلاليتها بالفعل موجود بتراثنا العربي والإسلامي.
وأوضحت كيف عكس المؤرخون صورة المرأة في موقع القيادة أو تصوير المرأة من خلال كتابات المؤرخين، وقد شملت دراستها كيف تم تمثيل المرأة من الطبقات الراقية بالمجتمع وكذلك النساء المهمشات البسيطات من خلال وثائق الدولة كسجلات المحاكم الشرعية في فترة الدولة العثمانية، كما تبين أن المرأة كان لها دور في المجال العام في المهن المختلفة في المجالات الدينية والسياسية والاقتصادية، وتكمن أهمية هذه الدراسة في أن التاريخ يمكن أن يكون أداة فاعلة لتغيير الواقع في الوقت الراهن.
وفي الختام، قدمت الدكتورة سوسن الشريف، الخبير الاجتماعي والنفسي والكاتبة القصصية والشعرية، مقارنة ما بين وضع المرأة في العالم العربي والعالم الغربي تاريخيًا، حيث أوضحت أن المرأة في الغرب كانت تحصل على حقوق أقل مقارنة بالمرأة في العالم العربي والإسلامي، كما تناولت صورة المرأة في الأدب المصري المعاصر، ودعت إلى ضرورة أن يركز الخطاب الديني والثقافي إلى جانب تركيزه على واجبات المرأة والزوجة، التركيز على واجبات الزوج والرجل أيضًا، حيث لا يجب أن يكون هناك تركيز على واجبات طرف دون الطرف الآخر في المعادلة الأسرية، كذلك حللت الكيفية التي يتم بها إلقاء الضوء على الأديبات من النساء، وكيف أنه في الكثير من الأحيان يتم تجاهل إنجازاتهم الأدبية أو ذكرها بشكل مختزل في مقابل تسليط الضوء على الحياة الخاصة وبشكل مجحف بحقهم، ومن أمثلة الأديبات من النساء، الأديبة مي زيادة التي يعتبر إنتاجها الأدبي عاكسًا لإبداعها الراقي إلا أن الكثيرون لا يعرفون الكثير عن هذا الإنتاج في مقابل ما يشاع عن حياتها الخاصة.
وفي ختام الندوة، دارت نقاشات ثرية ما بين الحضور والمحاضرين بالندوة حول عدد من القضايا المرتبطة بقيادة المرأة والصورة النمطية عن قدراتها على القيادة، وخرجت الندوة بعدد من التوصيات أهمها دعم الإعلام والوسائط الثقافية لصورة المرأة في دور القيادة وللمساواة بينها وبين الرجل.