«بحوث الصحراء»: تنفيذ أول مشروع لزيادة إنتاجية القمح بالساحل الشمالى

تنفذ منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» بالتعاون مع مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح التابع لمركز بحوث الصحراء مشروع رفع كفاءة استخدام المياه بالتكامل ما بين تقانات حصاد المياه والري التكميلى لزيادة إنتاجية محصول القمح فى المناطق الجافة في الساحل الشمالي ومحافظة مطروح. 

وقال الدكتور نصرالدين العبيد، مدير «أكساد»، إن المشروع يستهدف رفع كفاءة استخدام المياه بالتكامل ما بين تقنيات حصاد المياه والري التكميلى لزيادة إنتاجية محصول القمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الأسر في المناطق الجافة فى الوطن العربي، موضحًا أن هذه المنظومة تساهم في رفع كفاءة الموارد المائية والأرضية وزيادة إنتاجية القمح في المناطق المستهدفة، ويأتى تنفيذ المشروع في إطار حرص المركز العربي أكساد على المشاركة في تعزيز الأمن الغذائى العربى خاصة فى محصول القمح الاستراتيجي.

من جهته، قال المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة، في تصريحات له اليوم، إن المركز قام بتوفير تقاوي القمح المعتمدة والدعم اللوجستي بالتعاون مع منظمة «أكساد»، وتقييم نتائج البحوث التطبيقية المتعلقة بالممارسات الجيدة خلال مراحل الزراعة والحصاد، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من خبرات «أكساد» في مجال تحقيق تنفيذ برامج وخطط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في مناطق المشروع.

من جهته، قال الدكتور سيد خليفة، مدير مكتب «أكساد» بالقاهرة، إن المشروع يهدف إلى زراعة محصول القمح تحت معدلات أمطار من 120 إلى 140 باستخدام تقانات بسيطة لحصاد المياه متمثلة في السدود الحجرية إلى جانب استخدام شبكة رى بالرش اعتمادًا على آبار تجميع مياه الأمطار السطحية للوصول لمعدلات 350 إلى 400 مم، وهى احتياجات محصول القمح تحت ظروف المنطقة وتمت الزراعة بنهاية شهر ديسمبر 2022.

وأضاف «خليفة» أن المشروع يتم تنفيذه فى منطقة الساحل الشمالى الغربى لمصر فى محافظة مطروح فى أربع مواقع مختلفة، حيث إن منطقة الساحل تتميز بمعدلات أمطار سنوية حوالى 140 مم ويحتاج محصول القمح ما بين 350 إلى 450 مم، وبالتالي تأتي الحاجة لإمداده بكميات المياه اللازمة لنموه على الوجه الأكمل، ويمكن تحقيق هذا من خلال إقامة منشآت لحصاد المياه بالإضافة إلى استخدام الري التكميلى فى وقت انخفاض الأمطار.

وأضاف مدير مكتب «أكساد» بالقاهرة، أن المشروع حقق  نتائج مبشرة جدًا والقمح حاليًا في مرحلة طرد السنابل وامتلاء الحبوب وقد أعطى نموًا خضريًا جيدًا ومبشرًا جدًا، متابعًا أن هذا المشروع ضمن مشروعات المركز العربي «أكساد» التى تهدف إلى الحد من تأثير التغيرات المناخية وتعزيز الأمن الغذائي العربي فى المنطقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح الاسترتيجي على مستوى الأسر فى المناطق الجافة.

وأوضح «خليفة» أن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة تعاون «مثمر» ما بين منظمة المركز العربي «أكساد» ومركز بحوث الصحراء فى جمهورية مصر العربية، كما أن تنفيذ المشروع يعتبر تحديًا لزراعة محصول القمح تحت تلك الظروف الجافة التى تتميز بانخفاض معدلات الأمطار بها.

من جهته، أوضح الدكتور إبراهيم داود، الخبير في مركز «أكساد»، أن المشروع يهدف إلى نشر زراعة القمح فى المناطق الجافة بصفة عامة فى الوطن العربي اعتمادًا علي نموذج نجاح في محافطة مطروح من خلال مياه الأمطار، موضحًا أن المشروع يتم من خلال التكامل ما بين إنشاء منشآت حصاد مياه الأمطار بالإضافة إلى الري التكميلي باستخدام طرق الري الحديثة ذات الكفاءة العالية والموفرة في المياه والمتمثلة في الري بالرش والذي يعتبر مناسبًا جدًا لمحصول القمح.