الشاعر عبدالمنعم رمضان يسرد شهادته الموجزة حول الأم وعيدها
يسرد الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان عبر شهادته الموجزة حول الأم وعيدها تفاصيل اكتشاف الانتباه لمعنى وجوده، والذي بدأ بنظرته لوالده بأنه مثل الأصل والظل وانتهى بادراكه بأنه ووالدته واحد منقسم في اثنين في السطور التالية نرصد شهادة صاحب "متاهة الإسكافي" بمناسبة الأم وعيدها.
الشاعر عبد المنعم رمضان: في عيد الأم أحتفل بإثنتين
قال الشاعر عبد المنعم رمضان للدستور "منذ بدأت الانتباه إلى معنى وجودي ، أدركت أنني ابن أبي المدعو مصطفى الحاج مصطفى ، وخيال أمي المدعوة فاطمة ، فاطمة محمد صالح ، أحببتهما معا ، ثم مايزت بينهما ، لكنني ذات فجأة أدركت أننا، المصطفى وأنا ، اثنان ، اثنان من نوع واحد ، اثنان متشابهان ، فنظرت إليه وأحببته مثل أصل وظل ، وأدركت أننا ، فاطمة وأنا ، واحد فقط ، واحد منقسم في اثنين .
وتابع رمضان " هكذا ظهر لي الأب مثل حقيقة نسبية ، وتأكدت أن الأم حقيقة مطلقة، تأكدت أن الأب تاريخ وزمن قد تستطيع الاقتراب من أوله، والأمساك به ، وأن الأم وجود بلا أول ولا آخر ، وجود مطلق ، أحدهما احتمال والآخر يقين.
ولفت رمضان إلى أن "بعد أن مات أبي عرفت مرارة الفقد، فأحببته من جديد ، أحببته أكثر ، وبعد أن ماتت أمي عرفت قسوة أن أكون بلا أم ، فلم أوافق على موتها ، وأصررت على استمرار وجودها ، ولهذا تعودت أن أنادي زوجتي باسمها أحيانا أو بمناداتها يا ماما أغلب الأحيان ، لكنها هي أيضا ، وللأسف ، خذلتني وماتت ، ولما خذلتني وماتت ، صرت يتيما فعلا .
وختم رمضان " صرت يتيما مرتين ، مرة بسبب موت فاطمة التي أخرجتني من جسمها لأصوغ عالما جديدا يخصني وأخصه، ومرة بسبب موت سامية التي أدخلتني جسمها لأبني عالما جديدا يشملني ويشملها ، وهكذا في عيد الأم احتفل باثنتين ، الأم الأولي التي مازال موتها ولادة دائمة ، والأم الثانية التي ماتت ولم تمت بعد .