«إنقاذ الوقت».. كتاب يكشف الجذور الاجتماعية والمادية لتسليع الوقت
لماذا لا نمتلك وقتًا كافيًا؟ تجادل جيني أوديل في كتابها الجديد "إنقاذ الوقت.. استكشاف حياة بعيدًا عن الساعة" بأن القوى الهيكلية سلّعت لحظاتنا وأيامنا وسنواتنا.
تجادل الكاتبة بأنه دون استكشاف الجذور الاجتماعية والمادية للوقت الخطي كما هو موجود اليوم، فنحن نجازف بترسيخ لغة تتعلق بالوقت هي نفسها جزء من المشكلة ومن ثم، تسعى أوديل لفهم لماذا أصبح العالم منظمًا من أجل الربح وليس من أجل الازدهار البشري أو البيئي.
أدوات سيطرة
في سبيل ذلك، تكشف الكاتبة كيف ظهرت الساعات باعتبارها أدوات للسيطرة بدءًا من توحيد الوقت بواسطة أجراس الكنائس، ثم بواسطة السكك الحديدية في القرن التاسع عشر، والطرق التي تم بها تسليع الوقت وتنظيمه بشكل تدريجي؛ من المصانع في أوائل القرن العشرين إلى مستودعات أمازون المعاصرة.
تبين الكاتبة أن المفهوم الغربي الرأسمالي للربح والكفاءة قد قضى على مقاييس الوقت الأخرى الأكثر إفادة والأقل خطية، فقد أخرجتنا الحداثة من الانسجام مع الطبيعة واحتياجات أجسادنا، واستنفدت عوالمنا الداخلية والخارجية.
يعد الكتاب في جوهره إدانة للساعة الحديثة، التي تشرح أوديل أنها اختراع جديد نسبيًا للغرب، تم صنعه لغرض صريح هو إخضاع الأشخاص المهمشين. فقد كان لمجتمعات ما قبل الاستعمار عدة أجهزة لقياس اليوم عبر حركة الشمس أو تدفق المياه أو النار إلى أن تغير هذا خلال القرن التاسع عشر.
سرقة الوقت
إضافة إلى تقديم تاريخ حول ظهور الساعة، تؤرخ الكاتبة للكيفية التي جرى بها التحكم في حياة الأفراد بعناية، فهناك "الساعة الشخصية" التي تحكم كيف نقضي أيامنا ؛ و"ساعة المناخ" التي تشير إلى مقدار الوقت المتبقي لنا على الكوكب، و"ساعة الشركة"، التي تعتبر الوقت نقودًا والتي يُجبر جميع العمال على العيش عليها معظم حياتهم.
يتفق معظم الناس على أن تغير المناخ يجعلنا نشعر وكأننا نعيش في الوقت الضائع، وعلى أن وظيفة بدوام كامل تجعلنا نشعر بأن أيامنا وأسابيعنا ليست أيامنا. تجري الكاتبة تشابكًا بين هذه الأفكار من خلال التحليل السياسي والاجتماعي للكيفية التي بها يتم سرقة وقتنا.
وعلى الرغم من أن الكتاب ليس سياسيًا بالمعنى التقليدي، فإن العمل يكتسب قوته من قدرة الكاتبة على دمج الأطر الاجتماعية المختلفة مثل حقوق العمل والمساواة بين الجنسين نحو استنتاج بسيط بأن النضال من أجل هذه المبادئ يمكن أن يقربنا من أن نجعل وقتنا ملكنا.