نتيجة الأوضاع السيئة والتضخم.. بريطانيا على صفيح التظاهرات
في يوم وليلة انقلبت الأمور رأسًا على عقب في لندن، بسبب مناهضة النظام الملكي الذي تسير عليه بريطانيا إذ يطالب الشعب البريطاني بإلغاء ذلك النظام الملكي، واختار البريطانيون ذلك اليوم لكونه "يوم الكومنولث" للاحتفال به وتنظيم تلك التظاهرات.
وتعيش بريطانيا أوضاع اقتصادية سيئة تردى فيها قطاعات كثيرة مثل الصحة والعمال إلى جانب زيادة معدلات التضخم بشكل غير مسبوق، حيث تشهد العاصمة لندن منذ منتصف العام الماضي تظاهرات واحتجاجات حادة.
وبالأمس، نظمت مجموعات مناهضة النظام الملكي تظاهرات حاشدة للاعتراض على النظام الملكي والمطالبة بإلغائه من الجمهوريين، وكان التجمع في كنيسة "وستمنستر" إذ أن ذلك اليوم يعد مخصص للاحتفال بالتأسيس الأول لمجموعة دول "الكومنولث".
- الكومنولث هو اتحاد سياسي يضم 56 دولة عضو كانت جميعها تقريبًا أقاليم سابقة للإمبراطورية البريطانية، تتمثل المؤسسات الرئيسية للمنظمة بأمانة الكومنولث، والتي تركز على الجوانب الحكومية الدولية، ومؤسسة الكومنولث، التي تركز على العلاقات غير الحكومية بين الدول الأعضاء.
- يتم الاحتفال بهذا اليوم منذ العام 1977 في يوم الإثنين الثاني من شهر مارس من كل عام، برئاسة الملك تشارلز الذي يترأس الكومنولث منذ 8 سبتمبر 2022، خلفًا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية.
تظاهرات احتجاجية ضد النظام الملكي
"ليس ملكيًا/ يسقط التاج"، كانت أبرز الكلمات التي كتبت على لافتات أمسك بها المتظاهرين خلال الاحتجاج، وكانت الهتافات مناهضة للملكية والنظام الملكي وتطالب بإلغائها، وتحويل بريطانيا إلى دولة ديمقراطية.
وطالب المتظاهرين أيضًا أن يتم تقديم المملكة كدولة حرة وعادلة وحديثة وألا يعلو أحد فوق القانون فيها، لكون الملكية بحسب هتافات المتظاهرين تدمر صورة البلاد وتجعل المملكة المتحدة تبدو وكأنها عالقة في الماضي.
والجمهوريين في بريطانيا هي مجموعات تأسست في عام 1983 للمطالبة برئيس دولة منتخب وإلغاء النظام الملكي في بريطانيا، رغم أن تشارلز الثالث وزوجته كاميلا من المقرر أن يتم تتويجه خلال مايو القادم في نفس الكنيسة التي شبت قربها التظاهرات (ستمنستر).
هل من الممكن أن يتم إلغاء الملكية في بريطانيا؟
يجيب على ذلك التساؤل استطلاع للرأي أجرته يوجوف (شركة دولية على الإنترنت مختصة بأبحاث الأسواق ومقرها في المملكة المتحدة) خلال يونيو الماضي حول التوقعات بشأن الملكية في بريطانيا فأن 40% من المشاركين توقعوا بقاء المليكة، بينما كانت قد أجرت الشركة استطلاع أخر بين أن 67% يتوقعون بقاء الملكية وذلك منذ عام ما يشكل تراجعًا.
وبحسب وكالة رويترز البريطانية فأن العائلة المالكة لها أصول تبلغ 23 مليار جنيه وذلك خلال تحليل لها في العام 2015، فيما أعلنت مجموعة "الجمهورية" أن تكلفة المؤسسة الملكية بالمجمل تبلغ أكثر من 400 مليون دولار.
ومثلما حدث وقت ثورات الربيع العربي فقد ظهرت مطالب فئوية كنتيجة طبيعية لحالة الهياج الثوري الذي تعيشه لندن، فكان هناك تظاهرات للعاملين بالقطاع الصحي للاحتجاج على تدني الأجور وغلاء المعيشة.
وكانت المسيرة بالقرب من إقامة رئيس مجلس الوزراء، وأعلنوا أنهم سيقومون بإضرابًا في جميع أنحاء بريطانيا لمدة ثلاث أيام حتى يتم تنفيذ مطالبهم وتحسين أوضاعهم.
ولم تكن بريطانيا على ذلك الصفيح الساخن منذ تلك اللحظة، ولكنها سبق وشهدت خلال مطلع العام الحالي إضرابًا من قبل آلاف المعلمين وموظفي القطاع العام والسكك الحديدية للمطالبة برفع الأجور وسط تدهور مستوى المعيشة وارتفاع مستويات التضخم إلى 10,5%.
ومن قبلها خلال نوفمبر الماضي، خرج آلاف المتظاهرين في شوارع العاصمة البريطانية لندن، مطالبين بخفض أسعار الطاقة وزيادة أجور العاملين والترحيب بالمهاجرين، حاملين شعارات انتقدوا فيها سياسة حكومة المحافظين الاقتصادية.