رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منها «أليس فى بلاد العجائب».. 8 أعمال شهيرة ندم كُتابها على نشرها

كتب
كتب

يتكبد الكاتب الكثير من المشاق لينهي عملًا وينشره، فيواجه في سبيل ذلك عددًا من الصعوبات مثل تنسيق الحبكة والتغلب على "قفلة الكاتب"، والتغلب على مشاق الحياة اليومية مثل الاضطرار إلى العمل في وظيفة يومية أو الالتزام برعاية الأطفال. 

ومع كل تلك الصعوبات والمشاق، فهناك مؤلفون يعبرون عن ندمهم لاحقًا على نشر واحد من أعمالهم أو أكثر، حتى وإن كان ذلك العمل هو ما حقق لهم الشهرة والنجاح، بل ربما يكون هذا هو السبب الكامن وراء الندم على نشر الكتاب. 

على سبيل المثال، عُرف عن المؤلف آرثر كونان دويل كراهيته لشخصية شيرلوك هولمز التي كتبها؛ لدرجة أنه حاول قتل الشخصية للأبد، لكن بعد احتجاج الجمهور اضطر إلى إعادتها. أيضًا، فقد عبرت أجاثا كريستي عن استيائها من طلب الجمهور لمزيد من "روايات بوارو"، وعبرت عن كراهيتها لها. 

وهناك الكثير من الأعمال الأدبية والسلاسل التي ندم اصحابها على نشرها منها لأنها كانت سببًا في تداعيات أخرى، وأحيانا بسبب توصيف الكتاب انفسهم بها، وهناك أمثلة كثيرة لذلك مثل أليس في بلاد العجائب، ومثل شخصية "ويني ذا بووه" للكاتب روبن ميلن، ومؤلف آخر لجيه جي بالارد، وأورنلاندو لكاثرين هيل، وغيرها من الكتب التي لاقت شهرة كبيرة.

مغامرات أليس في بلاد العجائب

"مغامرات أليس في بلاد العجائب" للويس كارول هو أحد أكثر كتب الأطفال تأثيرًا في كل العصور؛ تمت الإشارة إليه، وإعادة سرده في مئات الروايات اللاحقة، وتحول إلى فيلم كما أثر في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية بجميع أنحاء العالم. 

مع ذلك، في عام 2014، تحدث تشارلز دودجسون؛ الاسم الحقيقي لكارول مؤلف الكتاب، في رسالة له عن كرهه للدعاية التي جاءت مع هذا الكتاب، واعترف بأنه يبغض كل ذلك لدرجة أنه في بعض الأحيان تمنى لو أنه لم يكتب أي أعمال على الإطلاق. 

التجديف للمبتدئين 

جانيت وينترسون مؤلفة غزيرة الإنتاج، لكن كتابها "التجديف للمبتدئين" أقل شهرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تردد الكاتبة الشخصي إزاء الرواية. على الرغم من أنها لا تكرهها فإن وينترسون كانت صريحة بشأن أسبابها العمل. 

قالت وينترسون إنها كانت بحاجة إلى المال فانتهت من كتابة الرواية بسرعة بعد ثلاثة أشهر من إصدار عملها الشهير "البرتقال ليست الفاكهة الوحيدة"، فكان مختلفًا تمامًا وأكثر ميلًا للكوميديا، ومن ثم فقد شعرت بالأسف لأنها أثرت على مسيرتها الأدبية في وقت مبكر. 

الرياح من لا مكان 

بينما ندمت وينترسون على كتابها الثاني، فإن المؤلف جيه جي بالارد ندم على كتابه الأول، لدرجة أنه ادعى كثيرًا أن أول عمل له كان روايته "العالم الغارق". 

اعترف جيه جي بالارد في مقابلات أنه كتب هذا العمل فقط من أجل كسب المال، وانتهى منه في غضون عشرة أيام، ولم يعجبه في الواقع، إذ شعر بأنه عمل مبتذل وهزيل.

أولارندو.. عطلة تخييم 

يعد الكتاب جزءًا من طفولة العديد من القراء. نشرت الكاتبة كاثرين هيل مغامرات أورلاندو على مدار أربعة عقود، بين الثلاثينيات والسبعينيات، وبدأت فكرته لدى الكاتبة لأول مرة للترفيه عن طفليها الصغيرين. 

مع ذلك، وعلى الرغم من نجاح الكتاب، شعرت هيل أن أورلاندو اختطفت حياتها المهنية بصفتها رسامة، وهي مهنة كانت تعمل عليها منذ العشرينيات.

ويني ذا بووه 

سمى المؤلف أ.ميلن شخصية "ويني ذا بوه"على اسم دمية كان يملكها ابنه كريستوفرروبن ميلن. نشأ كريستوفر، نجل المؤلف، على الاستياء من تصويره في سلسلة "ويني ذا بووه" الشهيرة بعد تعرضه للتنمر في المدرسة، كما أدى كره كريستوفر روبن للكتاب إلى تدهور علاقة ميلن بابنه.

 من جهة أخرى، ندم المؤلف على نشر هذا العمل، لأن بعده لم يأخذ القراء أيًا من أعماله الأخرى مثل مسرحياته وكتابته غير الخيالية على محمل الجد بسبب الأجواء الغريبة والطفولية لقصص بووه.

الناجي لأوكتافيا إي بتلر

كانت أوكتافيا إي بتلر كاتبة خيال علمي ذات تأثير كبير، فنالت أعمالها في هذا النوع الأدبي استحسان القراء.

اعتبرت رواية "الناجي" التي نُشرت في عام 1978 غريبة عما اعتاده القراء من بتلر، والكاتبة نفسها عبّرت عن استيائها منها وأشارت إليها على أنها "قمامة مسيئة". 

كتاب الطبخ الأناركي

يأتي ندم الكثير من الكتاب على نشر أعمالهم بسبب بغضهم للقصة نفسها أو لتأثيرها على حياتهم أو وظائفهم المستقبلية، بينما ندم آخرون على نشر أحد أعمالهم بسبب تأثيره السيئ على العالم. 

عبّر المؤلف ويليام باول عن ندمه على نشر "كتاب الطبخ الأناركي"بسبب الشعبية التي حققها الكتاب في أوساط الإرهابيين المحليين ورموز عنيفة أخرى، إذ يحتوي الكتاب على إرشادات حول كيفية صنع المتفجرات والأسلحة من بين أشياء أخرى كثيرة. 

في أكثر من مناسبة، تحدث باول عن الكيفية التي تغيرت بها آرائه منذ أن كتب الكتاب عندما كان شابًا غاضبًا. 

الفك المفترس لبيتر بينكلي

كان "الفك المفترس" من أكثر الكتب مبيعًا على الإطلاق، وحقق الفيلم المأخوذ عنه، والذي صدر بعد عام من نشر الكتاب، رواجًا كبيرًا. 

مع ذلك، فإن الكتاب تسبب في ضرر هائل بالعالم الحقيقي. عزز "الفك المفترس" صورة أسماك القرش في الوعي العام كقاتلة خطرة، حريصة على مهاجمة البشر، في حين أن هجمات أسماك القرش نادرة للغاية، ويمكن لها أن تكون مخلوقات ودودة  في الواقع.

كان الكاتب منزعجًا جدًا من حقيقة أن الكتاب أعطى شرعية لصيد أسماك القرش لدرجة أنه كرس بقية حياته لمحاولة حماية الحيوانات.