ملحمة مصرية.. متطوعو «حياة كريمة»: مجتمعون لمساعدة أهالينا دون انتظار أى مقابل
كخلية نحل يعمل متطوعو المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بنشاط دائم ونظام منقطع النظير، لا يكلون ولا يملون من خدمة ومساعدة الغير، مؤمنين بأن فعل الخير هو غايتهم الأسمى والهدف الذى يسعون وراءه.
ورغم عدم معرفة كل منهم بالآخر، يربط بين متطوعى «حياة كريمة» جميعًا، رباط الحب والتآخى والعمل الجاد، ليتحولوا إلى ما يشبه الجنود المجهولة وراء كل تدخلات المبادرة فى القرى المستهدفة.
لذا- وكعادته دائمًا فى تقدير الجنود المجهولة- حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على الإشادة بجهود هؤلاء المتطوعين، خلال زيارته محافظة المنيا فى الأسبوع الماضى، وتقديم الشكر لهم على جهودهم وما تركوه من صورة مشرفة لشباب مصر، تجعل الجميع فخورين بهم.
وترصد «الدستور» فيما يلى تجارب بعض من متطوعى «حياة كريمة» فى مختلف محافظات الجمهورية، لمعرفة نبذة عن جهودهم، وطريقة تفاعل الأهالى معهم، وغيرها من التفاصيل.
سعد أحمد: تجهيز «كراتين رمضان» لتوزيعها على المواطنين المستحقين
أعرب سعد أحمد، متطوع فى مبادرة «حياة كريمة»، عن سعادته بالمشاركة فى إحدى أهم المؤسسات فى مصر، وهى مؤسسة «حياة كريمة»، والتى تضطلع بمسئولية مهمة جدًا فيما يتعلق بالعمل التنموى وتقديم المساعدات باختلاف أشكالها للمحتاجين فى مختلف المحافظات.
وقال «أحمد»: «الإنجازات التى تحققت، خلال الفترة الماضية، تعتبر معجزة، وأؤكد أن هذا النجاح وراءه جهد كبير، بدعم متواصل من القيادة السياسية»، مؤكدًا أن المتطوعين يجتهدون بكل صدق لتحقيق أهداف المبادرة، وعلى رأسها إدخال الخدمات والمرافق للقرى الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية، وكذلك تقديم المساعدات المادية والعينية للمستحقين، وأيضًا تقديم خدمات التوعية لبناء العقول بالتزامن مع بناء المرافق والمؤسسات الخدمية.
وأضاف: «المتطوع هو أساس أى مؤسسة وعمادها، والكل جاء إلى هنا من أجل المشاركة ورسم الابتسامة على وجوه البسطاء، فهم يعملون بكل حب ويقفون كتفًا بكتف ويدًا بيد، دون النظر إلى المهنة أو المكانة أو المؤهل».
وتابع: «يتعاون المتطوعون معًا قبل أن يعرف كل منهم الآخر، فقد جمعهم حب الوطن، وأصبحوا يتسابقون فى تقديم الخدمات، وهم مستعدون دائمًا لقطع كيلومترات من أجل إيصال المساعدة للمستحقين، والدافع هو حب مصر».
وأشار إلى أنه شارك فى تجهيز كراتين رمضان، لتوزيعها على المواطنين المستحقين، للتأكيد على أن الدولة تساندهم بالتزامن مع الأزمات العالمية وارتفاع الأسعار.
وأوضح: «تولى ٥ متطوعين فقط تجهيز وتوصيل نحو ٢٠٠ كرتونة غذائية، وهو عدد كبير فى وقت قصير للغاية، ولم تفارق البسمة وجوههم رغم الإرهاق، وهو ما يعكس الصدق فى حب الوطن»، لافتًا إلى أن المواطنين حينما يرون مجهودات المتطوعين يرغبون فى التطوع مثلهم لخدمة مصر، فالشعب المصرى بطبعه محب للخير ولمساعدة الغير.
رشا عبدالله: الكل يتسابق لدعم محدودى الدخل
قالت رشا عبدالله، إحدى المتطوعات بمحافظة كفرالشيخ، إنها انضمت لمؤسسة «حياة كريمة»، كمتطوعة، منذ فترة قصيرة، ورغم خبرتها الكبيرة فى العمل التطوعى فى أماكن أخرى، لم تشعر بسعادة قبل ذلك تقترب من السعادة التى شعرت بها حينما شاركت فى تجهيز كراتين رمضان.
وأضافت «رشا»: «أنا صاحبة جمعية خيرية، وأحب العمل التطوعى وأحرص على أن يكون جزءًا من يومى، منذ سنوات طويلة، ومؤخرًا قررت الانضمام لفريق متطوعى المبادرة الرئاسية، وكانت المهمة الأولى هى تجهيز كراتين رمضان، ورغم الإرهاق كنت سعيدة للغاية، لدرجة أننى كنت لا أريد أن ينتهى وقت العمل».
وتابعت: «زاد حماسى حينما رأيت المحبة والإصرار والصدق فى زملائى المتطوعين، وكانت الفرحة لا توصف حينما رأيت نظرات الشكر على وجوه المستحقين، ودعواتهم للرئيس السيسى ولنا».
وأشارت إلى أن أهم ما يميز المتطوعين هو التفانى فى العمل وإنكار الذات «بيننا أطباء ومهندسون ومدرسون وطلاب، ومؤهلات علمية مختلفة، والجميع يعمل بهدف واحد، هو النهوض بمصر، وتحقيق الحلم الكبير، وهو الجمهورية الجديدة».
وأكدت أن المتطوعين يتسابقون للفوز بالثواب، فبمجرد الاحتياج لعدد منهم للقيام بأى مهمة، مثل نقل الكراتين، نجد الجميع جاهزين للعمل.
وقالت: «رغم الإرهاق، نصر على إكمال العمل، ونستمر حتى وقت متأخر من الليل، ولا نغادر حتى نتأكد من إنجاز كل المهام».
محمود عزالدين: توفير الأجهزة الإلكترونية لـ«العرائس»
كشف محمود عزالدين، أحد المتطوعين بمبادرة «وصل الخير» التابعة لمؤسسة «حياة كريمة» بمحافظة قنا، عن أنه عمل، خلال الفترة الماضية، على رصد الحالات المستحقة للإعانة، والتى يتم إدخالها تحت مظلة الحماية الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية، وكذلك أساهم فى توزيع الصناديق الغذائية عليهم قبل حلول شهر رمضان المبارك.
وأشار إلى أن جميع العاملين فى المبادرة كانوا سعداء بتوصيل المساعدات لمستحقيها واستمدوا طاقتهم وحماسهم من سعادة المواطنين وفرحتهم، لافتًا إلى أن الدولة تؤكد فى كل مرة أنها تقف بجانب مواطنيها لمواجهة الأزمات وارتفاع الأسعار وجشع التجار.
وأوضح «عزالدين» أن مؤسسة «حياة كريمة» تمد دائمًا يد العون للطلاب فى المدارس وتعفى أبناء الأسر الفقيرة من المصاريف، فضلًا عن توفير الحقائب المدرسية والملابس دون أى مقابل، كذلك تسهم فى تجهيز العرائس وتوفر كل الأجهزة الإلكترونية وتوصلها حتى باب المنزل.
وأضاف: «المتطوعون فى المبادرة يبذلون جهودًا كبيرة فى توصيل المساعدات، ومنهم من يحمل الأجهزة الإلكترونية الثقيلة ويصعد بها إلى الوحدات السكنية للفتيات المقبلات على الزواج واللاتى هن بحاجة إليها وذلك دون أى أجر».
ولفت إلى أن من بين المتطوعين من يصر على إكمال عمله حتى ولو كلفه الأمر المبيت خارج منزله والعمل حتى منتصف الليل، مؤكدًا أن الكثيرين رفضوا الحصول على الراحة لرغبتهم فى المشاركة وإنجاز ما كلفوا به وتحقيق هدفهم المنشود فى مساعدة الآخرين.