كلمة شيخ الطريقة الميرغنية في احتفالية «شكرًا مصر»
ألقى عبدالله المحجوب، شيخ الطريقة الميرغنية الختمية، رئيس إدارة إحتفالية "شكرًا مصر"، كلمته خلال انطلاق فعاليات الاحتفالية بمسرح الجمهورية بعابدين.
وقال في كلمته التي ألقاها بحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية وشيوخ طرق صوفية ورجال دين: "تحية طيبة وبعد، أهنئ حضراتكم بتلك الأيام المُباركة، التي تحُفُّنا، وبقُرب حلول شهرِ رمضان المُعظّم، أحلَّه اللهُ علينا جميعًا وعلى جميع المُسلمين، بل وعلى البشرية جمعاء باليُمنِ والخيرِ والبركات، لقد استطاع المسلمون في شهر رمضان على مرِّ العصور تحقيق الكثيرِ من الانتصارات والنجاحات في كافّة مجالات الحياة وأحداثها العسكرية والمدنية. وكان أول تلك الأحداث المُباركة، التي كتب اللهُ فيها للمسلمين النصر، غزوة بدرٍ الكُبرى، التي وقعت في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة.
تابع الميرغني: كانت وستظل غزوة بدر مصدرًا لدروس تاريخية وسياسية واجتماعية ودينية، لا تنضب أبدًا على مرِّ العصور والأزمان،واسمحوا لي أن أركز في كلمتي على مصدر القوة، والمُحرِّك الأساسي نحو النصر في تلك الغزوة، لقد تَمَثَّل ذلك المصدر والمُحرك، بعد وجود سيدنا رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم بين وأمام صفوف المسلمين، بلا جدال في وِحدةِ الصفِّ بين المسلمين، المهاجرين والأنصار، الذين انصهروا في بوتقةِ الإسلامِ فأصبحوا بنعمة اللهِ إخوانًا، على قلب رجُلٍ واحد،نعم، يا أصحاب المعالي ويا حضرات السيدات والأفاضل،إنها وحدة الصف، التي لا تَترُك للمُرجِفين في المدينةِ، في أي عصرٍ وفي أي مدينةٍ، فُرصة للإيقاع بين الإخوة، مهما حاولوا إشعال نارِ الفِتَن، وإفسادِ ذات البين،إن تلك الحقيقة تدفعني إلى أن أقدم الشُكر والتحية والتقدير من كل قلبي، باسم أبناء السودان الذين يعيشون في بلدهم الثاني مصر، على رعاية هذا اللقاء الأخوي الطيب، وعلى كل ما تقدمه مصر لرعاية السودانيين في مصر، ولتعميق جذور المحبة والاحترام بين الشعبَين الشقيقَين.
إن مصر والسودان جسدٌ واحدٌ، عندما اشتكت مصر في 1967 من اعتداء المعتدين عليها، تداعت لها السودانُ بإعلان حكومتها حكومةَ حربٍ. وعندما خاضت مصرُ حرب النصرِ في عام 1973، كانت السودان سندًا ودعمًا لها. وكذلك، فإن السودان ما مرّت بأزمةٍ ولا اعتصرها حزنٌ أو أَلَم، إلا وشَدَّ اللهُ عَضُدَهَا بمصرَ!
وأضاف أن شعبَ مصر يحتضنُ بين جنباتهِ أكثر من أربعة ملايين سوداني، يتمتعون بكافة الحقوق، ويرتادُ أولادهم المدارس المصرية، فضلًا عن أكثر من مائتي مدرسة سودانية، كما يدرس في الجامعات المصرية ما لا يقلُّ عن عشرين ألف طالب سوداني، يتمتعون بما يتمتع به أخوانهم من المصرين بل ويزيد.
لقد أطلقنا في العام الماضي حملة "شكرًا مصر"، للتعبير عن مشاعر الأخوّة والامتنان السودانيةِ تجاه مصر، وقد اخترنا لها شعارَ: "العلاقاتُ المصريةِ السودانيةِ قدَر ومصير وليست اختيار وبديل".
هكذا كانت علاقات شعب مصر والسودان على الدوام، وهكذا ستبقى دائمًا إن شاء الله، رغم أنفِ المُرجفين في الأرض.
الهدف من حملتنا هذه، هو إبراز جوانب الأخوة والقوّة بين شعبَينا، وتعميق تلك الجوانب، والعمل على تعريف الناس في مصر والسودان بها. ولا يفوتني في هذا الصدد أن أشكر أيضًا كلَّ الإعلاميين المُنصفين سواء في مصر أو السودان، الذين يدافعون بأقلامهم عن الحق، ويبنون بعملهم المُحترم جسورًا بين شعبَي مصر والسودان، و مازال ليدنا المزيد من الاطروحات و الافكار التى تجسد روح التراحم و المحبة ويظهر ذلك على مستوى العلاقات السودانية المصرية، شكراً مصر رئيساً وحكومة وشعبا.