الحمل يقتل امرأة كل دقيقتين حول العالم.. وتقرير: انخفاض معدل الوفيات فى مصر
تزامنا مع الاحتفالات بيوم المرأة العالمي، وشهر مارس الذي يشهد العديد من الاحتفالات الخاصة بها، لعل واحدة من المشكلات التي تواجهها ما كشفه أحدث تقرير عن وكالات تابعة للأمم المتحدة، بأن هناك امرأة تموت كل دقيقتين أثناء الحمل أو بعد الولادة مباشرة.
التقرير يوضح حجم المعاناة التي تتعرض لها ملايين النساء الأمهات، وهن يحاولن إنجاب أرواحًا جديدة إلى الحياة، فتهرب أرواحهن هما صاعدة إلى الأبد للسماء.
ويشير التقرير، الذي يرصد وفيات الأمهات على الصعد الوطنية والإقليمية والعالمية من عام 2000 إلى عام 2020، إلى أن هناك ما يقدر بحوالي 287,000 حالة وفاة للأمهات في جميع أنحاء العالم في عام 2020، وهذا يمثل انخفاضاً طفيفاً فقط عن 309,000 حالة في عام 2016 — عندما دخلت أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة حيز التنفيذ.
وإن كان التقرير يشير إلى وجود تقدم كبير في خفض وفيات الأمهات بين عامي 2000 و2015، فإن ذلك التقدم قد تعثر تعثراً كبيراً، بل إنه تراجع في بعض الحالات، عقب تلك الفترة.
كذلك كشف تقرير الأمم المتحدة أن العالم قد سجل 223 حالة وفاة بين الأمهات أثناء أو بعد الولادة مباشرة من بين كل 100 ألف حالة ولادة في عام 2020.
وحذرت الصحة العالمية من أن حياة أكثر من مليون امرأة أخرى قد تكون معرّضة للخطر بحلول عام 2030، ما لم يتم إحراز تقدم في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة خاصة أن الهدف المتعلق بخفض معدل وفيات الأمومة في العالم إلى أقل من 70 وفاة لكل 100 ألف حالة ولادة، رغم ارتفاع هذا المعدل في أي بلد إلى ضعف معدلة على الصعيد العالمي.
كما تبين الأرقام الإجمالية أن وفيات الأمهات لا تزال تتركز إلى حد كبير في أفقر أجزاء العالم وفي البلدان المتأثرة بالصراعات، وفي عام 2020، كان حوالي 70٪ من جميع وفيات الأمهات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفي تسعة بلدان تواجه أزمات إنسانية حادة، كانت معدلات وفيات الأمهات أكثر من ضعف المتوسط العالمي (551 حالة وفاة للأمهات لكل 100,000 مولود حي، مقارنة ب 223 حالة على الصعيد العالمي).
وفي أرقام تعد صادمة عما تتعرض له الأمهات أثناء الولادة ما كشفته منظمة الـ "يونيسف" التابعة للأمم المتحدة عن السودان إذ جاء في تقرير صدر حديثاً منها أن 270 أماً تموت أثناء الولادة في السودان من أصل كل 100 ألف حالة.
الوضع في مصر
وعن الوضع في مصر أصدرت الصحة العالمية تقريرًا في فبراير 2023، بالنيابة عن مجموعة عمل مشتركة تضم عددا من منظمات الأمم المتحدة بجانب منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى البنك الدولي، صنفت فيه جمهورية مصر العربية كأكبر سادس دولة على مستوى العالم من حيث خفض معدل وفيات الأمهات في الفترة ما بين 2000-2020.
كذلك كان قد انخفض معدل وفيات الأمهات في مصر أثناء الولادة من 45.9 في عام 2016 إلى 42.8 في عام 2019.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تعد مصر من أعلى الدول في العالم في نسبة الولادات القيصرية التي وصلت إلى أكثر من 70% بحسب المسح الصحي القومي للأسرة المصرية 2021، مقارنة بالمعدل العالمي وهو حوالي 20 في المئة من كل الولادات.
وزير الصحة يحذر من الولادة القيصرية
ومن جهته، حذر الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة من النهج الحالي في عمليات الولادة القيصرية على المستوى الحالي، قائلًا: "لا مستشفى في أي بقعة داخل مصر بها حضّانة فاضية، ومش هنلاقي لو معدلات الولادة القيصرية 80%".
وتابع أنها تؤدي إلى اكتمال نمو الجنين بصورة طبيعية، منوهًا إلى أن الطفل يعاني من نقص في النمو، ويحتاج الوضع حضّانات في حالة الولادة القيصرية.
كذلك لفت عبد الغفار إلى أن الوزارة وضعت ضوابط استرشادية عالمية في المستشفيات الحكومية لإجراء العمليات القيصرية، وستحاسب الطبيب وإدارة المستشفى غير الملتزمة بتلك الضوابط، مؤكدًا على أن القانون يسمح للوزارة بمتابعة الوضع في مستشفيات القطاع الخاص، والتي تتحكم في 60% من عمليات الولادة.
وأشار وزير الصحة إلى أن مسؤولية زيادة نسبة الولادة القيصرية تقع على عاتق الأسر والأطباء، قائلًا: "أصبحت عملية سائدة في المجتمع المصري، وعُرف إن البنت تولد قيصري حتى في المستشفيات الحكومية المجانية، والأمر لم يعد مقتصرًا على الناحية المالية".
وذكر عبد الغفار، أن الوزارة قررت مساواة حوافز الولادة الطبيعية بحوافز الولادة القيصرية، إضافة إلى إتاحة تدريب وحوافز لزيادة نسب الولادة الطبيعية في المستشفيات، وتوفير أدوات للكشف والاطمئنان على الجنين قبل الولادة.