«حوارة» وتهديدات الاحتلال.. «نقطة ساخنة» جديدة فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى
يتعرض الشعب الفلسطيني لانتهاكات مستمرة من الاحتلال الإسرائيلي فى كافة المدن الفلسطينية، بالتزامن مع تصريحات وزير مالية الاحتلال فى حكومة اليمين المتطرفة بتسلئيل سموتريتش، إلى محو قرية حوارة الفلسطينية، بعد الاشتباكات التي وقعت فيها بين المستوطنين والفلسطينيين.
وعدد خبراء فلسطينيين، في حديث لـ"الدستور"، أسباب تهديد الاحتلال باستهداف حوارة، وكيف سيرد المجتمع الدولي على هذا التحريض.
الاحتلال يصعد من جرائمه بحق الفلسطينيين لا بلدة حوارة بعينها
قال الدكتور عماد عمر الباحث السياسي الفلسطيني، إن الاحتلال يصعد من جرائمه بحق الفلسطينيين في كل المدن الفلسطينية لا فقط بلدة حوارة بعينها، ولكن تصعيد الاحتلال وقطعان المستوطنين على حوارة يأتي في إطار سياسة الاحتلال في فرض سيطرته على المدن الفلسطينية وحوارة هي جزء من البلدات التي تقع ضمن مناطق الاحتكاك المحاذية للمستوطنات، والتي هي ممر تنقل قطعان المستوطنين للمستوطنات المحاذية لها.
وأضاف عمر، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه أمام هذا التصعيد يجب على المجتمع الدولي أن يكون له موقف رادع أمام الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، ولكن هذا يتطلب موقفًا فلسطينيًا ضاغطًا أولًا على المجتمع الدولي من جهة، وعلى الاحتلال من الجهة الأخرى وخاصة في ظل وجود حكومة يمين متطرف تسعى لتقويض كل شيء بما فيه حل الدولتين الذي أصبح في مهب الريح، على حد قوله.
وطالب عمر القيادة الفلسطينية بتجهيز ملف كامل بكل اعتداءات المستوطنين واعتداءات الاحتلال والتوجه به إلى محكمة الجنايات الدولية، لأن كل ما يرتكب من جرائم هي في إطار جرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وقضيته.
وأكد عمر أنه منذ وصول حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل إلى سدة الحكم تزايد حجم الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وخاصة في مدن الضفة الغربية الأمر الذي ينذر بحالة فوضى وتصعيد غير مسبوق قد تزداد حدته خلال المرحلة المقبلة وخاصة مع قدوم شهر رمضان وحالة الاحتكاك اليومي بين الفلسطينيين والاحتلال وخاصة في مدينة القدس المحتلة.
الحرازين: هناك حراك سياسي ودبلوماسي لإيقاف محاولة ارتكاب مجزرة جديدة
وفى السياق ذاته، قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح، إن تهديد الاحتلال وقادته بإزالة بلدة حوارة ومحوها يأتي في سياق حالة الإرهاب المنظم الذى تمارسه دولة الاحتلال وخاصة أن مثل هذه التهديدات ودعوات التحريض لاقت وأخذت صداها بالفعل وأخذت قطعان المستوطنين بتنفيذ حالة التهديدات التي أطلقها الوزراء وأعضاء الكنيست ورؤساء مجالس المستوطنات وقاموا بتنظيم هجمات على البلدة ما أدى إلى إحراق العديد من البيوت ومئات السيارات وإصابة العديد من الأشخاص، واستمرت عمليات التحريض خاصة من الوزير المتطرف سموتريش ورئيس لجنة الأمن بالكنيست وبن غفير وغيرهم من أعضاء الكنيست، ولذلك أصبحت بلدة حوارة مكانًا للاستهداف من قبل المستوطنين حتى تقام بؤرة استيطانية جديدة مكان هذه البلدة ويتم طرد وتهجير سكانها واستقدام مجموعة من المستوطنين المتطرفين لإقامتهم على أنقاض البلدة، كما فعلت دولة الاحتلال على مدار تاريخ قيامها لأنها قامت على أنقاض القرى المهدمة والمهجرة إثر المجازر والمذابح التي ارتكبتها عصابات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد الحرازين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأمر ليس غريبًا عليهم فى هذا السياق.
وحول موقف المجتمع الدولي، قال الحرازين، إن هناك حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا على مستوى كافة الدول والمؤسسات الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، لإيقاف محاولة ارتكاب مجزرة جديدة من قبل الاحتلال، ولذلك صدرت العديد من التصريحات الدولية والعربية المستنكرة لحالة التحريض التي يقوم بها وزراء دولة الاحتلال ضد بلدة حوارة، والتي أصبحت تشكل حالة رمزية جديدة فى سجل النضال الوطني الفلسطيني.
الرقب: ما حدث في حوارة من عمليات إجرامية من قبل المستوطنين يظهر حجم الجرائم المتوقعة
فيما قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الاحتلال يستهدف كل الوجود الفلسطيني ولكن الهجوم على بلدة حوارة في نابلس بسبب تنفيذ عملية فدائية على تخومها ومقتل مستوطنين في هذه العملية، وسرعان كما تابعنا تجمع عدد من المستوطنين وهاجموا البلدة بشكل وحشي.
وأكد الرقب فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ما حدث في حوارة من عمليات إجرامية من قبل المستوطنين يظهر حجم الجرائم المتوقعة من قبل هؤلاء في عدة مناطق من الضفة والقدس القريبة للمستوطنات.
وشدد الرقب على أن سياسة العقاب الجماعي سياسة فاشية ويجب أن تتفكك هذه المستوطنات التي تقام على أراضٍ فلسطينية محتلة عام 1967، والأخطر هو تسليح هؤلاء المستوطنين بأسلحة نارية في حين أن شعبنا أعزل حتى أجهزته الأمنية تنسحب ولا تشتبك مع هؤلاء المستوطنين.
وطالب الرقب المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية حتى لا يتكرر مشهد حرق حوارة في مدن وبلدات فلسطينية أخرى.