وائل لطفى: مصطفى محمود أعاد إنتاج أفكار سيد قطب.. وهاجم اليسار والناصريين
قال الكاتب وائل لطفي رئيس تحرير جريدة "الدستور"، إن أول فكرة طرحها مصطفى محمود كانت الإعجاز العلمى، ثم جاءت الفكرة الثانية وتمثلت فى أن كل فلسفات العالم مضللة وهو ما كان يردده سيد قطب وأعاد "محمود" إنتاجه بشكل متطور، كما كان يوظف القراءات الفلسفية لخدمة النظام، ويكفر علماء الغرب.
وأضاف "لطفي" خلال فعاليات ندوة مناقشة رواية "اسمي مصطفى محمود"، فى الصالون الأدبي لحركة "علمانيون"، أن مصطفى محمود كان يتمرد على كل شيء في عدم التوظيف في الشركات الرأسمالية ولا عدم المحاربة في الأحزاب الشيوعية، فقد هاجم مصطفى محمود الشباب في الخارج، وكان خلال فترة طويلة الأقرب للرئيس السادات، وكان يدافع عن السادات لكن بشكل غير مباشر.
وأضاف أن محمود كانت له شعبية كبيرة، فكانت الناس تتفاعل معه في برنامجه "العلم والإيمان" وله جماهير عريضة تتابعه، منوهًا إلى أن الرواية ليست محاولة لإدانة مصطفى محمود.
وأكمل: "عند البحث عنه وجدت أن الكاتب الكبير يوسف إدريس كان من دفعة مصطفى محمود، فكانت له شهرة واسعة ولكنه لم يكن في ظروفه المادية، فكان مصطفى يمتلك مسجدًا وجمعية ومستشفى، فكان رجل المؤسسة الأول".
أزمة كتاب "الله الإنسان"
وأشار إلى أن الداعية الشهير مصطفى محمود، طرح كتاب "الله الإنسان" والتي شملت مجموعة من المقالات الصحفية الجريئة على طريقة ومعايير صحافة الخمسينيات، ورغم أن أفكاره لم تكن حادة ضد الدين، إلا أنه عوقب بشكل ما على الرواية، وتمت مصادرة الرواية والتحقيق معه.
ونوه إلى أنه بعد النكسة، بدأت تحولات شخصية في حياته، ليبدأ رحلة الصعود مع توطد علاقته بالرئيس السادات والذي أثني على كتاباته.
الهجوم على اليسار
وتابع: "بدأ مصطفى محمود في الهجوم على اليسار واتهامهم بالكفر، فكان له دور في الهجوم على الفلسفات الغربية، وكان يناصر الرئيس السادات ويكتب ضد زملائه في روزاليوسف من اليساريين".
وأكمل "لطفي": "تراجعت معنويات وانطلاقة مصطفى محمود، مع منعه من الظهور على الشاشات، ليدخل حربًا جديدة ولكن هذه المرة ضد الحزب الناصري، ويوظف المعلومات بشكل سياسي وهاجم عبدالناصر بشكل كبير وحمل عليه العديد من المشكلات الكثيرة في مصر وبدأ يهاجم زملاءه بسبب دفاعهم عن عبدالناصر، وأفكاره مصنوعة وليست حرة.
وتدور أحداث الرواية حول عوالم الصحافة والسياسة في الستينيات والسبعينيات، وترصد التحولات في أفكار الكاتب الشهير الدكتور مصطفى محمود.
ويدور السرد في الرواية على لسان مصطفى محمود نفسه من العالم الآخر، حيث جاء فيها: "أصارحكم بأنني أكثر من مصطفى محمود واحد إذا كنتم تريدون فهمي.. أنا مصطفى محمود المفكر الذي يسأل عن معنى الموت ومعنى الحياة.. وأنا الصحفي الذي يهمه أن يكون الأكثر مبيعًا.. وأنا الفنان الذي كان مغنيًا وعازفًا قبل أن يحترف الطب".