حدث ويحدث فى سيناء
لدى تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأحد، اصطفاف المعدات المشاركة فى تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء، أسعدنا، وشرح صدرنا، قيام الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، باستعراض جهود الدولة، السابقة والحالية والمستمرة، لتنمية أرض الفيروز، وفاجأنا بأن الاستثمارات، التى جرى ويجرى تنفيذها، والتى لا تشمل ما يشهده إقليم قناة السويس والمنطقة الاقتصادية، تزيد قيمتها على ٦٠٠ مليار جنيه.
لمعرفة انطباع العالم عن سيناء، استعان مجلس الوزراء، والكلام على عهدة الدكتور مدبولى، ببرنامج «تشات جى بى تى»، ChatGPT، وطرح عليه خمسة أسئلة، أولها بشأن ما إذا كان هناك مكان يضاهى سيناء على وجه الكرة الأرضية، فأجاب البرنامج بـ«لا يوجد مكان مثيل لسيناء»، وكان السؤال الثانى حول تجربة السائح فى سيناء، فأجاب البرنامج بأنها «تأخذ الأنفاس»، وبسؤاله عن الطبيعة فى سيناء، أجاب بـ«ساحرة»، أما السؤال الرابع، والذى كان عن كيفية وصف سيناء بكلمة واحدة، فأجاب عنه البرنامج بأنها «صحراء»!.
البرنامج، الذى يوصف بأنه ثورة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يجيب عن أى أسئلة تطرحها من واقع قاعدة بيانات ضخمة تتم تغذيته بها. والأرجح، هو أن إجابته عن السؤال الرابع استندت إلى أن سيناء، طوال تاريخها، كان يتم النظر لها باعتبارها سياجًا منيعًا لإيقاف أى غزو قادم من الشرق، ما جعلها «منطقة فارغة» وحرمها من التنمية. غير أن البرنامج حين سُئل عن توصيفه لجهود الدولة فى سيناء، خلال الثمانى سنوات الماضية، أجاب بأنها «Expansive»، ومعناها متسعة، ممتدة، أو فسيحة.
انطلاقًا من هذا التوصيف، استعرض رئيس الوزراء مجموعة من الصور توضح شبكات الطرق، والبنية الأساسية، والمشروعات التنموية، التى جرى ويجرى تنفيذها داخل سيناء، لتغيير شكل الحياة فيها، وجعلها جزءًا لا يتجزأ من وجه مصر، بدءًا من التنمية العمرانية المتكاملة، مرورًا بتحسين مستوى الخدمات الأساسية، وليس انتهاءً بالتنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات. كما أشار إلى أن «مشروع تنمية وتطوير ١٠٩ آلاف فدان» الذى تستهدف الدولة تنفيذه، سيقوم بتعظيم الاستفادة من مقوماتها الزراعية.
الرؤية المستقبلية لتنمية شمال سيناء، إلى جانب المشروعات التى جرى ويجرى تنفيذها، تقوم على تعظيم الاستفادة من ثرواتها التعدينية، إلى جانب استصلاح أو استزراع أراضيها، مع التركيز على تطوير ورفع كفاءة العمران القائم، عبر تنفيذ مشروعات تطوير متكاملة لمختلف المدن، كالعريش وبئر العبد، والشيخ زويد، لكى تتمتع هذه المدن بكل الخدمات المتاحة فى باقى مدن وعواصم المحافظات. إضافة إلى الربط الكامل بين غرب قناة السويس وشرقها، وإقليم القناة، وباقى مدن مصر، بمجموعة من المحاور، تربط أقصى شرق الجمهورية بأقصى غربها، مرورًا بمجموعة من الأنفاق والكبارى، التى أصبحت بمثابة روابط أو شرايين لعملية التنمية.
تلك هى سيناء، التى كانت فى أيام سوداء، مقصد كل الإرهابيين فى العالم، وكان مخطط أهل الشر لاستهدافها، كما شرحه الرئيس السيسى، سنة ٢٠١٤، هو تحويلها إلى كتلة من الإرهاب والتطرف، لا يستطيع أحد أن يتخلص منها. ووقتها، أكد الرئيس أن أحدًا لن يستطيع أن يكسر إرادة المصريين، ولن يستطيع أن يفصل سيناء عن قلب مصر. وعليه، كان لدى الدولة فى هذه المرحلة خياران: الأسهل، وهو مواجهة الإرهاب، وعقب الانتهاء منه يبدأ النظر لعملية التنمية، أما الخيار الأصعب والأكثر تعقيدًا، والذى تبنته القيادة السياسية، فهو أن تبدأ، بالتوازى مع القضاء على الارهاب، عملية تنمية حقيقية لم تشهدها سيناء طوال تاريخها.
.. وتبقى الإشارة إلى أن مجلس الوزراء أجرى استطلاعًا للرأى فى بداية شهر فبراير الجارى، حول مدى رضا أهالى سيناء عن جهود الدولة فى تطوير ورفع كفاءة مستوى الخدمات المقدمة لهم فى عدد من القطاعات، وأظهرت نتائج هذا الاستطلاع ارتفاع نسبة رضا أهالينا فى سيناء عن العديد من الخدمات المقدمة لهم فى قطاعات الصحة، والتعليم، والكهرباء، والطرق والإنارة، والصرف الصحى، و... و... وغيرها من القطاعات.