الأمل فى الريف المصرى!
ما أحلاها عيشة الفلاح، مطمن قلبه، مرتاح، يتمرغ على أرض براح والخيمة الزرقا ساتراه ياه، ياه ، الشكوى عمره ما قالهاش إن لاقى ولاّ ما لاقاش، دى كلمات الشاعر الكبير بيرم التونسي التى تعبر عن عيشة الفلاح في الماضي والحاضر وفي أى زمان.
ومن هنا تنطلق نظرة الدولة المصرية لتحقيق الأمن الغذائي، بمساعدة الريف المصري بأداء دوره الطبيعي في توفير الجزء الأهم من الغذاء، فأصبحت المشروعات القومية الزراعية على رأس أولويات الدولة منذ بداية عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتكاتف كلٍ من وزارات الزراعة والتنمية المحلية والتضامن الاجتماعي والصناعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية ، ومعها شركة تنمية الريف المصري الجديد، وبدأت بافتتاح المشروع القومي "مستقبل مصر" ومعه اطلاق مشروع الـ1.5 مليون فدان، ثم أعلنت الدولة عن إطلاق مبادرة حياة كريمة بـ9 أهداف أساسية تستهدف النهوض بمستوى معيشة المواطنين في الريف المصري والمناطق الأكثر فقرًا في الحضر، وتتلخص أهم تلك الأهداف في التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر إحتياجا، ولتحقيق التنمية الشاملة للتجمعات الريفية وتستهدف المبادرة أيضا القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين والارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المصرية . كما تستهدف المبادرة توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم مع أهمية سد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها حتى يشعر المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوى معيشة المواطنين، إلى جانب ما سبق، تسعى مؤسسة حياة كريمة لدعم المجتمع المدني ومساعدته لتنظيم صفوفه من أجل تقديم خدماته بأفضل الطرق، بينما كان من أهم ما تسعى إليه المبادرة هى الاستثمار في تنمية الإنسان المصري وهو يحدث على أرض الواقع .
فمع تفاقم الأزمات الاقتصادية وما تواجهه الأسر الفقيرة من تداعيات ارتفاع الأسعار، فلا حل إلا بالاعتماد على الريف المصري الذي مازال من أهم وأفضل مصادر اللحوم بنوعيها، والجبن بأنواعه، والألبان وما ينتج عنها، لكن مازال الإنتاج المحلي الحالي عاجزًا عن سد احتياجات السوق نتيجة تزايد الاستهلاك ونتيجة طبيعية لإهمال الريف لسنوات طويلة اعتمدت فيها الدولة علي الاستيراد من الخارج لسد العجز المتزايد، مما يزيد من فاتورة الواردات ويزيد الأعباء على ميزانية الدولة من ناحية والأسرة من ناحية أخرى، وهنا يأتى دور الريف المصري الأصيل بما يمكنه من سد الفجوات وتلبية الاحتياجات، ويبشر بنجاح تجربة الاعتماد عليه، وهو ما تقوم به مبادرة حياة كريمة الآن من دعم للأسر الريفية خاصة السيدات المعيلات والمطلقات، والأكثر فقرا باعتبارهم الفئات المستهدفة، بما يمكنها من مساعدة نفسها أولا ومساعدة مجتمعها ثانيا فلنستبشر بهم، فالقادم أفضل من الريف المصري.