مغامرات بايدن فى أوكرانيا!
المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، أكد مساء الأحد، أن الرئيس جو بايدن لا يخطط لزيارة أوكرانيا، وأنه سيعلن عن استمرار دعم الولايات المتحدة لها، خلال وجوده فى بولندا، المقرر أن يصلها صباح الثلاثاء. ولو عدت إلى جدول نشاط بايدن، الذى نشره البيت الأبيض، أمس الإثنين، ستجده يزعم أنه لا يزال فى واشنطن، وسيغادر فى المساء إلى بولندا، فى حين كان الرئيس الأمريكى يقوم بمغامرات فى أوكرانيا، ويجتمع مع رئيسها، فى كاتدرائية القديس ميخائيل بوسط كييف، على دوىّ صفارات الإنذار!
يتحرك الرئيس الأمريكى، كما كل الرؤساء الأمريكيين، بطائرة «إير فورس وان»، ذات مستوى التحصين العالى، غير أن رحلة بايدن إلى كييف بدأت، خلال الليل، على متن قطار، انطلق من بولندا ووصل إلى العاصمة الأوكرانية صباحًا، حسب جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية، وجريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانية. كما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن الولايات المتحدة اتصلت بروسيا، قبل وقت قصير من الزيارة، لضمان عدم وقوع حوادث، وتجنّب أى سوء تقدير، قد يؤدى إلى صدام مباشر بين القوتين النوويتين.
بعد يوم الجمعة المقبل، ٢٤ فبراير، ستدخل الأزمة الأوكرانية سنتها الثانية. وبينما قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن واشنطن تدرك أن النزاع فى «لحظة حاسمة» مع اقتراب نهاية الشتاء، أكد بايدن أن بلاده لا تزال فى مقدمة الدول، التى قدمت مساعدات، سواء إنسانية أو عسكرية، إلى أوكرانيا، وتعهد بتزويدها بـ«معدّات أساسية أخرى، تتضمن ذخائر مدفعية وأنظمة مضادة للدروع ورادارات». كما أعلن الرئيس الأمريكى عن أنه سيتم فرض عقوبات جديدة على روسيا فى وقت لاحق هذا الأسبوع. مع أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت، هذا الشهر، عن فرض عقوبات جديدة بسبب «أنشطة إلكترونية»، قالت إنها استهدفت سبعة أفراد!.
فى حسابه على «تليجرام»، كتب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى: «جوزيف بايدن، أهلًا بك فى كييف. زيارتك إشارة دعم مهمة لجميع الأوكرانيين». ولاحقًا، وصف اجتماعه مع الرئيس الأمريكى بأنه «مفيد للغاية»، وقال إنهما بحثا حجم الدعم العسكرى، الذى تحتاجه بلاده، للتصدى لـ«الاجتياح الروسى»، وناقشا إمكانية حصول كييف على «أسلحة طويلة المدى»، وأكد أن ٢٠٢٣ ستكون سنة النصر على روسيا.
الرئيس الأمريكى كاثوليكى، ونظيره الأوكرانى يهودى.. وعليه، كان اجتماعهما فى كنيسة أرثوذكسية، محل سخرية ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، التى سألت فى حسابها على «تليجرام»: «أيهما أرثوذكسى؟!»، فى إشارة إلى الاتهامات الموجهة للسلطات الأوكرانية، بأنها ارتكبت، فى ٢٠٢٢، أكبر موجة اضطهاد ضد الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وقامت بفرض عقوبات عليها، وحظرت، أو قيّدت، أنشطتها فى مناطق مختلفة من البلاد. كما وصف ميخائيل شيريميت، عضو مجلس الدوما، البرلمان الروسى، عن منطقة القرم، زيارة بايدن بأنها «استفزازية»، مؤكدًا أنها ستكون لها عواقب صارمة ضد نظام كييف.
من المفارقات، أيضًا، أن الرئيس الأوكرانى طالب بإنشاء محكمة خاصة لجرائم الحرب، التى اتهم روسيا بارتكابها، بالتزامن مع إعلان لجنة تحقيق روسية عن اتهامات لـ٦٨٠ مسئولًا أوكرانيًا، من بينهم ١١٨ من أفراد القوات المسلحة ووزارة الدفاع، بخرق القوانين التى تحكم سير الحرب. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ألكسندر باستريكين، رئيس اللجنة، أن التحقيق توصل إلى معلومات تؤكد أن نظام كييف خرق القوانين والأعراف الدولية واستقدم، بمساعدة غربية جماعية، مرتزقة أجانب، للمشاركة فى الأعمال القتالية، مقابل مكافآت تتراوح بين ٣٠ و١٠٠ هريفنا أوكرانية، أى بين ٨٢٠ و٢٧٣٤ دولارًا أمريكيًا، للفرد الواحد.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكى، غادر كييف عصر أمس، إلى بولندا، التى تلعب دورًا أساسيًا فى شبكة الدعم العسكرى لأوكرانيا، ومن المقرر أن يجتمع اليوم، مع رئيسها أندريه دودا، وأن يلقى خطابًا رسميًا فى قصر وارسو، قيل إنه سيوجه فيه «رسالة مباشرة» للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى سيلقى خطابًا، هو الآخر، فى اليوم نفسه، بمناسبة الذكرى الأولى لبدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا.