عَشَق الفن فتمرد على العائلة.. لمحات من حياة زكي رستم في ذكرى رحيله
في مثل هذا اليوم 15 فبراير، رحل عن عالمنا أحد أهم رموز السينما المصرية، الذي برع في تقديم دور الشرير والفتوة صاحب القلب الجاحد وأقنع الجماهير بأدواره، هو الفنان الراحل زكي رستم.
كان زكي رستم، من أسرة أرستقراطية، وجده اللواء محمود باشا رستم، من مواليد عام 1903، لأسرة ذات أصول عريقة، وبعد حصوله على البكالوريا، كان من المفترض أن يلتحق بكلية الحقوق طبقًا للتقليد المتبع في العائلات الارستقراطية.
ولأن زكي رستم عشق الفن منذ الصغر، كانت المفاجأة أنه رفض دراسة الحقوق وأخبر والدته بذلك الأمر، الذي جعلها تثور بشدة وخيرته بين الفن والعيش معها، فاختار الفن وترك المنزل فأصيبت والدته بالشلل، حزنًا على عمل ابنها بالتمثيل، وفارقت الحياة ليظل هذا الموقف عالقًا في ذهنه مدى الحياة.
وانضم في بداية مسيرته الفنية إلى عدد من الفرق المسرحية الشهيرة، مثل فرقة "عزيز عيد"، وفرقة "جورج أبيض"، و"الفرقة القومية" ثم اتقل إلى عالم السينما، عن طريق المخرج محمد كريم في بطولة فيلم "زينب" الصامت، وبعدها بدأت مسيرته الفنية الرائعة.
وبلغ رصيده الفني من الأفلام 240 فيلماً ولكن المشهور منها والموجود 55 فيلماً فقدّم على سبيل المثال «العزيمة» 1939 و«زليخة تحب عاشور» 1939 و«إلى الأبد» 1941 و«الشرير» 1942 و«عدو المرأة» 1946 و«خاتم سليمان» و«ياسمين» و«معلش يا زهر» 1947 و«بائعة الخبز» 1953 و«الفتوة» 1957 و«امرأة على الطريق» 1958 وآخر أفلامه «إجازة صيف» 1967.
اعتزاله الفن رغما عنه
تعرض زكي رستم، لحالة نفسية سيئة عندما أُصيب بضعف شديد في السمع، وبات غير قادر على سماع أصوات زملائه الفنانين أثناء التصوير، وهو ما عرضه للكثير من المواقف المحرجة مما اضطره في عام 1968 لإعلان قرار اعتزاله والابتعاد عن الأضواء رغمًا عنه، حتى رحل عنا في 15 فبراير عام 1972 إثر أزمة قلبية نقل بسببها إلى المستشفى.