«ضد العالم».. كتاب جديد يرصد سياسات مناهضة العولمة في القرن العشرين
صدر حديثًا كتاب "ضد العالم.. مناهضة العولمة والسياسات الشعبية بين الحربين العالميتين" لأستاذة التاريخ بجامعة شيكاغو، تارا زهرة، والذي يدرس السياسات الوطنية لمناهضة العولمة في فترة ما بين الحربين العالميتين.
تميّز جزء كبير من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بازدهار السفر والهجرة وتدفقات الأموال والسلع والأفكار عبر الحدود، لكن "العولمة"، لم تكن مفيدة أو مرحب بها عالميًا دائمًا، إذ أعقبها استياءً متزايدًا، وكان من بين ضحاياها العائلات التي شتتها الهجرة؛ المهاجرون الذين يعملون في وظائف خطرة، والمزارعون الذين دمرتهم المنافسة الأجنبية.
تاريخ جديد
يقدم كتاب "ضد العالم" تاريخًا جديدًا منعشًا لتلك الفترة من خلال تفكيك التفاعل بين قوى العولمة ومناهضة العولمة، وتركز فيه المؤرخة تارا زهرة اهتمامها على القوميين والرجعيين ونشطاء العودة إلى الأرض من اليسار واليمين الذين اكتسبوا زخمًا سياسيًا بين الحربين العالميتين.
ويُشير المحاوِر لتارا زهرة في مجلة "the nation" إلى أن المؤرخين غالبًا ما يفسرون تاريخ أوروبا بين الحربين العالميتين على أنه صراع تاريخي بين أنظمة الحكم؛ الشيوعية مقابل الفاشية، والديمقراطية مقابل الديكتاتورية. ومع ذلك، فإن زهرة في كتابها الجديد تقدم إطارًا مختلفًا لفهم فترة ما بين الحربين.
وترى زهرة أن هذه السنوات هي رد فعل سياسي جماهيري على ظهور عالم معولم حقًا أثر على حياة الملايين، وتلقي نظرة على الحركات القومية اليمينية المتطرفة في أوروبا، وبالتحديد الفاشية في إيطاليا في عهد موسوليني وألمانيا النازية في عهد هتلر.
رد فعل على العولمة
من جهة أخرى، تُظهر زهرة أيضًا، أن مناهضة العولمة يمكن العثور عليها في البرامج التحررية للشعوب المضطهدة في جميع أنحاء العالم مثل حملة المهاتما حملة غاندي من أجل الاستقلال الاقتصادي الهندي.
تقول المؤرخة في حوارها: "إذا أردنا أن نفهم لماذا أنتجت فترة ما بين الحربين العالميتين هذه الأشكال الراديكالية من السياسة، أعتقد بأننا بحاجة إلى النظر في المخاوف التي قامت عليها، ومن الواضح أن هذه المخاوف تجاوزت الانقسامات السياسية".
وتُشير إلى أن العولمة كانت واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في ذلك الوقت، حتى لو لم يسمونها كذلك. فالسنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى تسارعت فيها العولمة في مجالات النقل والاتصالات والتمويل، وأيضًا الهجرة الجماعية. وقادت كل هذه الاضطرابات إلى رد فعل في مطلع القرن العشرين ظهر في شكل تزايد كراهية الأجانب وقيود الهجرة والتعريفات الجمركية.