رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبيك سورية!

حدث مأساوى كبير، وتفاعل طبيعي من دولة كبيرة تجاه شقيقتها، هكذا يوصف موقف مصر من الشقيقة سوريا عقب الزلزال المدمر الذي تعرضت له، قد يستغرب البعض من الإسراع بتقديم مساعدات لدولة تركيا، ولكن أحدا لم يستغرب أو يعلق سلبًا على وقوف شعب مصر رئيسًا وحكومة ومؤسسات مع الاشقاء في سوريا، مصر الكبيرة تقف مع الجميع وقت الحاجة، العدو والصديق والغريب والقريب، وتاريخ المساعدات التى اعتادت مصر إرسالها للأماكن المنكوبة معروف، ومتواصل ومستمر ويكاد يكون بشكل دورى في بعض الدول التى تتعرض لأزمات مزمنة كبعض الدول الإفريقية.
على الجانب الثاني كان رد فعل الشعب السورى على المساعدات المصرية يؤكد ما نقوله دائما بأننا شعب واحد، فقد تبارى السوريون حكومة وشعبًا في الداخل السورى وفي الخارج بالتعبير عن فخرهم واعتزازهم وفرحتهم بموقف مصر، والذي بدأ بأول اتصال يتلقاه الرئيس السورى بشار الأسد من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الوقت الذي ارتعشت فيه أيادى دول كبيرة ترددت في قيامها بواجبها تجاه شعب يتعرض لكارثة، وقبل الجميع وصلت أول شحنات المساعدات جوًا من خلال خمس طائرات محملة بالمساعدات الطبية والإنسانية، لحقتهم المعدات الثقيلة وفرق الإنقاذ المدربة بحرًا، حتى بلغ حجم المساعدات العاجلة لـ 100 طن خلال الـ 24 ساعة الأولى لوقوع الزلزال، إلى جانب فرق الإنقاذ التى اشتبكت على الأرض مع الأنقاض لإنقاذ المصابين من تحت الأنقاض.
الشعب المصري وكعادته عبر عن تأييده للدعم الذي قدمته الدولة المصرية للشعب السورى، وامتلات منصات التواصل بالتعليقات والدعوات بالشفاء للمصابين، وبادرت الأحزاب بعقد الندوات الداعمة للشعب السوري من خلال الأحزاب والجمعيات الأهلية.
الكل عبر عن دعمه ومساندته، إلا جماعة الشر الإخوانية (التي حاولت تدمير مصر وهزمت مع المؤامرة كلها وسحقها الشعب المصري) فلم نسمع لها عن رأى أو موقف، تلك الجماعة التى عودتنا بحملاتها الدعائية الداعمة لكل خراب، لم تتورط مرة في حملة إغاثة شعب عربي منكوب، عرفنا حملاتهم التى ترفع شعار "لبيك" فكانت لبيك أفغانستان في الثمانينات، ثم لبيك البوسنة والهرسك، ولبيك يا عراق وأخيرا لبيك سوريا، وجميعها كانت لدعم الحرب والقتل والخراب والتقسيم وتوفير التغطية الشعبية لحملات تقسيم أمتنا العربية وتركيعها. 
وكان من نصيب الشقيقة الحبيبة "سوريا" من حملات "لبيك" هو تنظيم قوافل الإرهاب بشباب جاهل لا يعرف الفرق بين الخراب والجهاد وبقوافل البغاء تحت مسمى جهاد النكاح، هذا هو الفرق بين قوي الشر التي تتحرك في العلن جماعة عميلة تقدم خدماتها، وبين دولة كبيرة تعرف قدرها وتتحمل مسئولياتها.