مصر فى قمة الحكومات
فعاليات «القمة العالمية للحكومات»، انطلقت أمس الأول، الإثنين، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، وبينهما جلس الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الجلسة الرئيسية، قبل أن يصعد إلى المنصة ليؤكد أن «الإرهاب فشل فى مصر وأصبح تاريخًا»، وأن المصريين تحملوا ظروفًا صعبة، حتى تمكنوا من القضاء على المؤامرات التى حاكها أعداء الدولة، وبدأوا فى مواجهة التحديات المتوازية، وتحقيق التنمية.
العمل، الصبر، والتضحية، عوامل رئيسية، لنجاح الدول والمجتمعات. وإلى العوامل الثلاثة، أرجع الرئيس السيسى القفزات، التى حققتها مصر فى العديد من المجالات، موضحًا أننا أقمنا مشروعات قومية خلقت ٥ ملايين فرصة عمل، ونجحنا فى القضاء على أزمة كهرباء كبيرة، وأصبح بمقدورنا الآن تحقيق ربط كهربائى مع السعودية واليونان وإيطاليا وليبيا والسودان. كما أشار إلى المدن الذكية، التى تهدف إلى استيعاب الزيادة السكانية والخروج من الوادى الضيق، إضافة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وشبكة الطرق المتطورة، التى وفّرت وقت الإنتاج المهدر، وثمانية مليارات دولار سنويًا، كنا نفقدها بسبب حرق الوقود فى الطرق المتكدسة.
فى القمة، التى تقيمها إمارة دبى، منذ سنة ٢٠١٣، لمناقشة أفضل سبل تطوير الأداء الحكومى والمؤسسى، وكانت مصر هى ضيف شرف نسختها العاشرة، أكد الرئيس السيسى أننا، نحن المصريين، عشنا حالة من التفكك واليأس، بعد سنة ٢٠١١، وأن بلادنا واجهت الكثير من التحديات المصيرية، المتوازية، وأن «الشعب طلب التغيير فى ٢٠١٣، وبعدها شهدنا تفجير مدارس وكنائس ومساجد وبنية تحتية»، مؤكدًا أن هناك من اعتقدوا أن المصريين لن يتمكنوا من الصمود، إلا أنهم صمدوا وتحملوا، وما زالوا يتحملون. ثم أشاد بدعم الدول الشقيقة، خاصة الإمارات، والسعودية والكويت، ودعا إلى عدم الانسياق وراء الدعوات، الأقلام، الأفكار، وكل المحاولات المغرضة، التى تستهدف إفساد علاقات الإخوة بين الدول العربية وشعوبها.
لدى وصول الرئيس السيسى إلى دولة الإمارات، كان فى استقباله الشيخ محمد بن زايد، وخلال اجتماعهما فى قصر الشاطئ بأبوظبى، أكد الرئيسان خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية الوثيقة، والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين. وفى دبى، اجتمع الرئيس مع الشيخ محمد بن راشد، الذى ثمّن دور مصر «الرائد» وأشاد بمواقف قيادتها «وسياستها الحكيمة على الصعيدين الداخلى والدولى». وعلى هامش أعمال القمة، اجتمع الرئيس مع كريستينا جورجييفا، مدير عام صندوق النقد الدولى، التى أشادت بأداء الاقتصاد المصرى، و«ما أظهره من قدرة على الصمود واستيعاب التداعيات السلبية الناجمة عن وباء كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية». كما ناقش الرئيس مع الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامى للتنمية، أطر التعاون القائم بين مصر والبنك فى القطاعات ذات الأولوية، على الصعيدين الاقتصادى والاجتماعى.
المهم، هو أن الرئيس السيسى شارك، أيضًا، فى «المائدة المستديرة للشركات الناشئة المليارية»، وعقد حوارًا مفتوحًا مع ممثلى عدد من كبريات هذه الشركات، بحضور محافظ البنك المركزى، ووزراء الخارجية، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولى، والمالية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتجارة والصناعة، والمدير التنفيذى لصندوق مصر السيادى. وخلال هذا الحوار، أكد الرئيس «حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين للتعرف على المشاكل والمعوقات التى تواجههم والعمل على حلها»، واستعرض جهود الدولة لجذب الاستثمارات، وناقش آفاق التعاون، فى ضوء الإصلاح الاقتصادى وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية، لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب ما تتمتع به مصر من مقومات كالمصادر المتنوعة للطاقة، والقوى البشرية، والبنية الأساسية، التى تم تحديثها، خلال السنوات الماضية.
.. أخيرًا، وبينما يشهد العالم سباقًا مستمرًا مع المتغيرات المتسارعة والمفاجئة، أطلقت «مؤسسة دبى للمستقبل»، خلال القمة، عددًا من الدراسات والتقارير، التى تستشرف هذه المتغيرات وتحاول تقليل المخاطر المرتبطة بها، أبرزها تقرير «الفرص المستقبلية: ٥٠ فرصة عالمية لعام ٢٠٢٣»، الذى سنتناوله غدًا.