أماني خليل: الكتابة في كل طقوسها بالنسبة لي تشبه الصلاة وتستلزم الصفاء والطهارة
أثار نشر صورة دكتور أحمد زويل وهو يدخن الشيشة بأحد المقاهي التساؤلات من جديد حول طقوس الكتابة والإبداع.
وفي هذا الصدد، قالت الكاتبة أماني خليل لـ«الدستور»: «الكتابة في كل طقوسها بالنسبة لي تشبه الصلاة، تستلزم الصفاء والطهارة والانقطاع التام، أكتب في أي وقت متى حان مخاض النص وألح عليّ.. أكتب في مكان نظيف وهادئ بلا موسيقى ولا تلفاز، ذرات الغبار فقط تشتتني فأحرص على تنظيف المكان جيداً. كما أني أسبح تماماً وسط الموج لا طعام ولا شراب ولا تدخين ــ الذي توقفت عنه منذ سنوات ــ أجلس كراهب في قلايته بجوار زروعي المروية، على مائدة نظيفة وهاتف مغلق وأكتب أو أفتح ملفاً في هاتفي متى كنت خارج البيت».
ولفتت “خليل” إلي: تقول الشاعرة الإيطالية «آلدا ميريني»: القصائد الأجمل تكتب بركبتين مجرحتين/ وأذهان نبهها الغموض/ القصائد الأجمل تكتب أمام مذبح خال/ بينما يحاصرنا رسل الجنون الإلهي"
وشدد “خليل” علي: «هكذا أرى الكتابة بالضبط سواء سرداً أو شعراً عملية بالغة القدسية والإنهاك، تستلزم صفاء الذهن، والانتباه كمن يقف أمام مذبح أو قبلة شارعاً في الصلاة».
واختتمت “خليل”: «أفضل أماكن الكتابة لقلبي والذي اعتبره تميمة الحظ، مقهى قريب من البيت، يقع في شارع ضيق وسط مجموعة أشجار كثيفة، في الدور الثاني منه الذي صممت جدرانه من الزجاج وحولها أغصان الشجر الأخضر طوال العام.. ويبدو الجالس فيه وكأنه في عش عصفور محوطاً بالخضرة لا شيء سوى الأغصان ورائحة الطبيعة والعصافير التي تنقر الزجاج أحياناً بينما تنساب موسيقى البلوز الحزينة من الدور الأول فتسمع بالكاد في الدور الثاني هناك يمكن أن أنجز قدراً طيباُ من الكتابة يمكن أن اصطاد فكرة عصية وأروضها، أبحث عن مفردة بديلة دوختني للوصول إليها، هذا المكان هو معتكفي الكتابي السري الذي لا يحتاج ان أفوز بمسابقة لأصل إليه، ولا أن أحصل على تأشيرة سفر ولا أرتاد مطاراً، ما عليّ حين أريد أن أكتب سوى أن فقط فنجان قهوة وأتخيل نفسي عصفوراً في غابة».