أزمة المنطاد.. هل تؤثر العقوبات الأمريكية على اقتصاد الصين والعالم؟
أكدت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية أن تصعيد الولايات المتحدة وتوسيع التداعيات السياسية لحادثة المنطاد هو علامة على أن السياسة الاقتصادية والخارجية للولايات المتحدة باتت في حالة من الفوضى السياسية الداخلية، والتي لها عواقب اقتصادية ليس فقط على البلدين، ولكن أيضًا على السلاسل الصناعية العالمية.
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شركات صينية
يأتي هذا فيما أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أن جولة جديدة من العقوبات الأمريكية تستهدف ست شركات طيران صينية تم تحديدها على أنها تدعم برنامج بالون الاستطلاع العسكري للبلاد، وفُرضت العقوبات بعد ساعات فقط من قيام طائرة عسكرية أمريكية من طراز F-22 بإسقاط البالون الصيني لدخوله المجال الجوي للولايات المتحدة في الأسبوع الماضي.
وقال آلان إستيفيز، وكيل وزارة التجارة والصناعة والأمن الأمريكي "إن استخدام الصين للمناطيد عالية الارتفاع ينتهك سيادتنا ويهدد الأمن القومي للولايات المتحدة".
وأوضح إستيفيز في بيان صادر عن وزارة التجارة، إن إجراء اليوم يوضح أن الكيانات التي تسعى إلى إلحاق الضرر بالأمن القومي للولايات المتحدة وسيادتها ستُمنع من الوصول إلى تقنيات الولايات المتحدة.
قال ماثيو أكسلرود ، مساعد وزير التجارة لشؤون إنفاذ الصادرات "يُظهر إجراء اليوم جهودنا المتضافرة لتحديد وتعطيل استخدام جمهورية الصين الشعبية لبالونات المراقبة، والتي انتهكت المجال الجوي للولايات المتحدة وأكثر من أربعين دولة".
خبراء يحذرون من التداعيات
وقال خبراء لجلوبال تايمز إنه على الرغم من اتصالات الصين المتكررة مع الولايات المتحدة، إلا أن واشنطن واصلت تصعيد ردها على حادث المنطاد من خلال مزيج من التحركات السياسية والاقتصادية على حد سواء، بسبب التلاعب السياسي الخبيث من قبل بعض القوى في واشنطن، مما يمثل بوادر مقلقة للعلاقات الثنائية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن "الجانب الصيني تبادل المعلومات مرارًا وتكرارًا وأوضح موقفه بشأن الدخول غير المقصود للمنطاد الصيني غير المأهول إلى المجال الجوي الأمريكي بسبب قوة قاهرة.
وتابع: "أن قرار الكونجرس الأمريكي يتعلق فقط بتسجيل النقاط السياسية، وتهويل الأمر برمته، الصين تستنكر ذلك وتعارضه بشدة".
وقال هي وي ون، المسؤول التجاري الكبير السابق وعضو المجلس التنفيذي لجمعية الصين لدراسات منظمة التجارة العالمية، لصحيفة جلوبال تايمز إن حادث المنطاد أعطى الولايات المتحدة ذريعة أخرى لإساءة استخدام ضوابط التصدير التي تستهدف الشركات الصينية ولن يكون مفاجئًا إذا تأثر المزيد من شركات التكنولوجيا الفائقة بمثل هذه القيود في المستقبل.
وشهدت الأشهر الماضية بالفعل تكثيف جهود الولايات المتحدة لخنق الصين بشأن التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك قرار وقف تراخيص الموافقة للشركات الأمريكية لتصدير معظم العناصر إلى شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي وإجبار هولندا واليابان على الانضمام إلى الولايات المتحدة في الحد من صادراتها.
ومن جانبه قال جاو لينجيون، الخبير في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين: "يشير كل من القمع التكنولوجي للولايات المتحدة وتصعيدها لحادث المنطاد إلى مشكلة أساسية، وهي أن الجو الحالي للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين مقلق" وتحاول بعض القوى السياسية استغلال التوتر بين الصين والولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بهم، وهذا شيء يجب الانتباه إليه".