المطران عطا الله حنا: هذا الوقت ليس لحصار سوريا بل لمناصرة شعب يعاني
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إننا نشعر بالألم والحزن الشديدين امام هذه المشاهد المروعة والدمار الهائل الذي حل في مناطق في سوريا وفي تركيا، حيث تحولت خلال ثواني معدودات أبنية الى ركام ودور عبادة إلى حطام المنازل التي تأوي الأسر هُدمت على من فيها، فالكارثة الإنسانية التي أحدثها هذا الزلزال لا يمكن أن توصف بالكلمات .
وتابع المطران عطالله في بيان له منذ قليل، نحن إذ نعبر مجددا عن تضامنا وتعاطفنا مع ضحايا هذا الزلزال في سوريا وفي تركيا، فإننا نعتقد أيضا بأن هذه الكارثة الطبيعية أظهرت مدى القسوة وانعدام الانسانية لدى البعض، موضحا نقدر عاليا مبادرات الاغاثة والدول التي بادرت وارسلت معوناتها وطائراتها ولكننا في الوقت ذاته نتساءل لماذا يتم التمييز في إرسال المعونات.
وتابع رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، سوريا عانت وما زالت تعاني من الحرب وأنهكت بسبب الحصار والأوضاع المعيشية فيها مأساوية فأتت الهزة الارضية لكي تزيد الطين بلة وهنالك، ويا للأسف دول في هذا العالم تدعي الديمقراطية تدرس كيف يمكن ان ترسل مساعداتها الى سوريا، في حين أنها كان من المفترض ان تقوم بهذا الاجراء منذ الساعات الأولى لحصول هذه الزلزلة.
وواصل، عائلات بأسرها تحت الأنقاض وكيف يمكن أن يتم إخراج هؤلاء إذا لم تكن المعدات المطلوبة ولم يكن هنالك مازوت، فطواقم الإغاثة في سوريا يقومون بواجبهم وهم يستعملون وسائل متواضعة وبسيطة متاحة لهم في حين كان من المفترض ان يكون هنالك اهتمام أكبر مما يسمى بالمجتمع الدولي تجاه هؤلاء المنكوبين.
- ظهر الوجه القبيح للمنظومة الغربية التي ما زالت مترددة في إرسال مساعداتها بسبب العقوبات
وأضاف أن الهزة الأرضية التي حدثت ابرزت وبشكل واضح أن هنالك أناس طيبون ومبادرون متحلون بالقيم الأخلاقية والإنسانية وما زال الخير قائما في هذا العالم، ولكن في المقابل ظهر الوجه القبيح للمنظومة الغربية التي ما زالت مترددة في إرسال مساعداتها بسبب العقوبات الممارسة على سوريا، يا أيها الدول العالمية ويا شعوب الأرض جميعا أزيلوا هذه العقوبات فالوقت ليس وقتا للمناكفات السياسية، بل هو وقت لمناصرة شعب يعاني من تبعات كارثة طبيعية وهي الزلزلة الرهيبة التي حدثت.
وتابع اتركوا "قيصر" جانبا واتركوا العقوبات الجماعية جانبا، فهذا وقت لكي تعبروا فيه عن إنسانيتكم أن بقيت عندكم إنسانية، واتمنى ان تكون عندكم بعضا من هذه القيم التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان، لست بصدد إدانة أحد ولكنني أذكر البشرية كلها بواجباتها الاخلاقية والانسانية تجاه أخوتنا المنكوبين بسبب هذا الزلزال الرهيب .
وواصل المطران عطالله، ارفعوا حصاركم عن سوريا فهذا ليس وقت للحصار بل وقت لكي تهبوا جميعا لمساعدة الشعب المنكوب ليس فقط بسبب الهزة الارضية وانما بسبب ما مورس بحقه من حصار ظالم لا يمكن تبريره أخلاقيا وإنسانيا بأي شكل من الأشكال، ان صورة الطفلة العالقة تحت الأنقاض والتي تطلب من ينتشلها ستبقى صورة ماثلة أمام أعيننا، اتمنى ان تصل الى كل مكان لكي تحرك الضمائر الحية ان وجدت واتمنى ان تكون موجودة.
وتابع نقدر عاليا موقف الدول العربية الشقيقة التي لم ترضخ للحصار وأرسلت معوناتها وكذلك الدول الصديقة، وأتمنى خلال الساعات المقبلة أن نشهد اتساعا في رقعة المساعدات والمعونات، والتي يجب أن تشمل حتما طواقم الإغاثة الذين عندهم خبرة في معالجة تداعيات الهزات الأرضية ونتائجها الكارثية .
وتابع أنقذوا سوريا وشعبها ونحن في فلسطين، نقول بأن آلمنا وأحزاننا ومعاناتنا وما نتعرض له لا يمكن ان يجعلنا نتجاهل او نتناسى بأي شكل من الاشكال اخوتنا في الانتماء الإنساني والذين تعرضوا لهذه الكارثة الطبيعية والهزة الارضية والتي تداعياتها مأساوية بامتياز.
واختتم كل التحية لشعبنا الفلسطيني على كل المبادرات التي أطلقت فحملات الاغاثة في أكثر من مكان وفي أكثر من موقع وهذا يدل على شهامة هذا الشعب، وأتمنى ان تنجح هذه المبادرات وان تصل المعونات إلى من يستحقونها .