إضافة جديدة لثروة بلدنا
نصف يوم تقريبًا، فصل بين اجتماعين عقدهما الرئيس عبدالفتاح السيسى لمتابعة ملف تطوير الصناعة المصرية، وافتتاحه، مع الذين اجتمع بهم، المرحلة الثانية من مجمّع الصناعات الغذائية، «سايلو فودز»، بمدينة السادات، أحد منجزات، أو روافد، جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، التابع لقواتنا المسلحة.
الاجتماع الأول، حضره الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، والفريق أحمد خالد، قائد القيادة الاستراتيجية، المشرف على التصنيع العسكرى، واللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى. وفيه اطلع الرئيس على أهم الخطوات والإجراءات الجارى تنفيذها، لتبسيط وميكنة الإجراءات البيروقراطية المتشابكة وجعلها مواتية ومشجعة للاستثمارات الصناعية القائمة والجديدة، والارتقاء بنظم إدارة وحوكمة المنشآت الصناعية، وبذل مزيد من الجهد فى توحيد جهات الولاية التى تتعامل مع المستثمر، منعًا للتشتت واختصارًا للوقت والجهد، وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص الصناعية، وتفعيل خريطة الاستثمار الصناعى كمنصة لتخصيص الأراضى الصناعية على مستوى الجمهورية.
مع رئيس مجلس الوزراء، ووزير التجارة والصناعة، عقد الرئيس السيسى الاجتماع الثانى، الذى جرى خلاله التركيز على عرض وتقييم جهود الاستفادة من منظومة المجمعات الصناعية، ومتابعة تنفيذ الأنشطة المستهدفة بتلك المجمعات وسبل استغلالها على الوجه الأمثل. كما اطلع الرئيس على جهود التواصل والتعاون مع القطاع الخاص الصناعى، المصرى والأجنبى، والإجراءات الجارى اتخاذها لزيادة الاستثمارات الصناعية. وفى هذا السياق، وجّه الرئيس بمواصلة جهود توسيع مسارات الإنتاج الصناعى القائمة وإنشاء مسارات جديدة، والتغلب على العقبات والتحديات الهيكلية، التى تواجه الاستثمار الصناعى فى مصر. كما أكد على ضرورة الاستمرار فى مسار تعزيز دور وإسهام القطاع الخاص، وزيادة الاستفادة من المناطق والمجمعات الصناعية، بهدف إنشاء كيانات صناعية ناجحة ومستديمة، تسهم إيجابًا فى الارتقاء بالاقتصاد الوطنى وتحقيق التنمية الشاملة.
المناطق والمجمعات الصناعية، الناجحة والمستدامة، هى «ثروة بلدنا»، كما قال عنوان الفيلم التسجيلى، الذى تم عرضه صباح أمس، خلال افتتاح الرئيس السيسى المرحلة الثانية من مجمع الصناعات الغذائية الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، وأحد المشروعات العملاقة، التى قام بتنفيذها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، الذى تم إنشاؤه، سنة ١٩٧٩، لتوفير احتياجات لقواتنا المسلحة، وطرح الفائض فى السوق المحلية، وتطوير واستغلال الطاقات البشرية والفنية لمؤسستنا العسكرية، فى دعم خطط التنمية الوطنية.
المرحلة الأولى من «سايلو فودز»، التى تم افتتاحها فى أغسطس ٢٠٢١، ضمت معامل للبحوث والتطوير، و١٤ صومعة قمح، و١٠ مصانع، تنتج حوالى ٥٠٠ ألف طن من المنتجات الغذائية، سنويًا، وخلقت ٧ آلاف فرصة عمل، وقامت بتصدير ما زاد على احتياجات السوق المحلية لحوالى ١٣ دولة عربية وإفريقية. وخلال الـ١٨ شهرًا التى مرت على افتتاح تلك المرحلة، جرى إنشاء ٤ مصانع جديدة: مصنع للألبان ومنتجاتها، مصنع للحلاوة والطحينة، مصنع للبسكويت، إضافة إلى معمل مركزى لفحص العينات، ومحطة «استرجاع المذيبات»، التى تسهم فى الحفاظ على البيئة، وتوفّر حوالى ٦٠ مليون جنيه سنويًا هى قيمة استهلاك المذيبات.
مجمّع «سايلو فودز»، بمرحلتيه الأولى والثانية، هو تطبيق لفكرة «التكاملية المتبادلة»، التى تعتمد على الاستفادة من المشروعات الزراعية بجنوب الوادى ومشروعات الإنتاج الحيوانى والألبان بالنوبارية ومدينة السادات، فى الحصول على المواد الخام الأساسية والتصنيع الغذائى، لإنتاج المكرونة والمخبوزات ومعلبات الألبان والأجبان؛ لتحقيق العائد الاقتصادى المنتظر وتعزيز الأمن الغذائى المصرى، إضافة إلى أن المجمع يضم، أيضًا، منشآت خدمية، من بينها محطة معالجة صرف صناعى، ومحطة تسخين مركزية، ومحطة تنقية مياه، ومحطة تكييف مركزى، وفندق لإقامة المستثمرين والأجانب، و٨ مبانٍ لإقامة العاملين.
نحن، باختصار، أمام إضافة جديدة لـ«ثورة بلدنا» وتأكيد جديد على أننا مستمرون فى تحقيق المستهدفات القومية، وتجاوز التحديات، التى تواجهها القطاعات ذات الأولوية، وتحديدًا قطاع الصناعات الغذائية، خاصة فى ظل الأزمة الدولية، الراهنة والممتدة، التى أدت، وستؤدى، إلى تراجع الأمن الغذائى العالمى، بشكل مقلق.. ومخيف.