رسائل الرئيس للصحفيين العرب
أعضاء الأمانة العامة الجديدة لـ«اتحاد الصحفيين العرب» استقبلهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول الأحد، بحضور ضياء رشوان، نقيب الصحفيين المصريين، الرئيس الشرفى للاتحاد، وخالد ميرى، أمين عام الاتحاد، وكرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. وخلال اللقاء، وجّه الرئيس رسائل، مناشدات، أو نصائح عديدة للصحفيين العرب، بعد أن قدم التهنئة لرئيس الاتحاد، وأعضاء الأمانة العامة، لفوزهم فى الانتخابات الأخيرة، مؤكدًا دعم مصر الكامل لأعمالهم وللدور المهم الذى يقوم به الاتحاد.
فى بيان، أعرب مؤيد اللامى، رئيس الاتحاد، نقيب الصحفيين العراقيين، عن «خالص تقديره» للرئيس السيسى «على حفاوة استقباله أعضاء الأمانة العامة للاتحاد»، وثمّن تهانيه الصادقة و«دعمه الكامل للاتحاد لتقوية دوره وقيامه بمهامه دفاعًا عن الصحافة والإعلام فى الوطن العربى وبناء الوعى ومواجهة الحملات المغرضة التى تهدد مجتمعاتنا ودولنا الوطنية»، وأكد أن «اللقاء منح الاتحاد قوة دفع حقيقية للقيام بدوره كاملًا». ومن تقرير نشرته جريدة «الزوراء»، التى تصدرها نقابة الصحفيين العراقيين، فى صفحتيها الأولى والثالثة، أمس الإثنين، عرفنا أن اللامى نقل تحيات محمد شياع السودانى، رئيس الوزراء العراقى، إلى الرئيس السيسى، مع تمنياته لمصر وشعبها بدوام الازدهار والتقدم. وعرفنا، أيضًا، أن الرئيس السيسى «أوعز» خلال اللقاء بتخصيص مبنى جديد للاتحاد، وبدعم استعداداته للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسه.
تحت شعاره «حرية ومسئولية»، تأسس اتحاد الصحفيين العرب، بالقاهرة، فى مثل هذا الشهر، سنة ١٩٦٤، بهدف توحيد الصحفيين العرب داخل كيان قوى يستطيع الدفاع عن قضاياهم وقضايا العالم العربى. وبمشاركة ١٩ نقابة وهيئة وجمعية للصحفيين من ١٨ دولة عربية، عقد الاتحاد مؤتمره العام الرابع عشر، فى أكتوبر الماضى، وجرى خلاله اختيار أعضاء الأمانة العامة الجديدة، ومناقشة كيفية مواجهة الآثار السلبية لوباء كورونا والأزمة الأوكرانية على الصحافة العربية والعالمية، وكيفية قيام الاتحاد بدوره الفاعل دفاعًا عن حرية وقضايا الصحفيين والصحافة والقضايا العربية فى مواجهة الأكاذيب والشائعات التى تحيط بوطننا العربى.
المهم هو أن اللقاء شهد حوارًا مفتوحًا، أعرب خلاله الزملاء عن تشرفهم باستقبال الرئيس لهم، بالتشكيل الجديد للأمانة العامة للاتحاد، منوهين إلى تقديرهم مكانة مصر الرائدة فى العالم العربى، ودورها السياسى الرشيد والمسئول على المستويات العربية والإقليمية والدولية، ومؤكدين تثمينهم لما يشهدونه فى مصر من تطورات تنموية ملموسة بخطى سريعة. ولدى تناولهم تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية، أكد الرئيس السيسى أهمية العمل العربى الجماعى فى التعامل مع الأزمات القائمة، لتحقيق المصالح العليا للشعوب العربية والحفاظ على مقدراتها، خاصة فى هذا التوقيت الدقيق الذى يمر به النظام الدولى.
رسائل، مناشدات أو نصائح أخرى، وجهها الرئيس للزملاء بشأن سبل تعزيز الدور الحيوى للصحافة العربية، كان من بينها، أو أبرزها، إشارته إلى أن الأوضاع الجديدة، التى فرضها انتشار وسائل التواصل الاجتماعى على نطاق واسع للغاية، أوجبت على الصحافة عمومًا، والعربية على وجه الخصوص، تحديث دورها باستمرار، وتحقيق التوازن بين مقتضيات المنافسة من جانب، والعمق والموضوعية فى الطرح، اللذين يميزان العمل الصحفى، على الجانب الآخر، وعلى النحو الذى يسهم فى بلورة رؤى جادة وفعّالة للتعامل مع التحديات المشتركة التى تواجه الدول العربية، وعلى رأسها تحقيق السلم والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، مؤكدًا أن الكلمة مسئولية وأمانة كبيرة، لتأثيرها فى تشكيل الوعى العام والعقل الجمعى للشعوب.
.. وتبقى الإشارة إلى أن اللقاء تطرّق، أيضًا، أو طبعًا، إلى الأوجه المتعددة للعمل العربى المشترك والتحديات التى تواجهه، وما شهدته الدول العربية خلال السنوات الأخيرة من تحديات غير مسبوقة هددت الدولة الوطنية ذاتها. وفى هذا السياق، أكد الرئيس السيسى، أو جدّد تأكيده، على موقف مصر الثابت من القضايا العربية، والذى يتلخص فى إعلاء التضامن العربى، وترسيخ المؤسسات الوطنية، ورفض التدخل فى الشئون الداخلية للدول، مع الحرص الدائم على حسن الجوار وتعزيز روابط الإخاء والمحبة بين الشعوب العربية.