«الخطة اكتفاء».. كيف نجحت مصر فى إنتاج اللقاحات واختراق أسواق إفريقيا؟ (تفاعلي)
هند كمال، أم أربعينية لصبي وصبية، قررت أن تكون إحدى المتطوعات لإفادة البشرية في التوصل إلى لقاح يقضي على فيروس "كورونا"، بدأت التجارب عليه في مصر عام 2020م، تقول إنها في أحد الأيام ذهبت إلى مركز "فاكسيرا"- الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات- للحصول على تطعيم الكشف الدائم ضد مرض السكري، وجاءت ممرضة في ساحة الاستقبال، حيث كانت تنتظر دورها، وعرضت عليها وعدد من الموجودين التطوع لإجراء التجارب السريرية للقاح مصري جديد ضد فيروس "كورونا"، فكانت أولى الموافقات على هذا العرض: "أملي في الله إن تطوعي هيفيد ولادي قبل أي شىء".
تروي أنها قبل حصولها على الجرعة الأولى خضعت لكافة الفحوصات اللازمة من تحاليل وأشعات للتأكد من أهليتها لتجربة اللقاح، وجاءتها الموافقة بأن لديها القابلية لاستقبال التجربة عليها، فهي غير مصابة بأي من أمراض الكبد أو الكلى، إضافة إلى أنها اطلعت على استمارة "الموافقة المستنيرة" التى تتعلق بحقوقها وواجباتها، ثم بدأت الجرعة الأولى بحقنها، حيث تم ملاحظتها لمدة 30 دقيقة ثم الاطمئنان عليها وأبلغوها بعد ذلك بمواعيد المتابعة، وحصلت على كارت متابعة لمعرفة مواعيد الزيارات للمركز ورقم الهاتف الذى ستتواصل معه.
في الأيام التالية، كانت هناك اتصالات يومية للاطمئنان على حالتها وتسجيل أي تطورات في حالتها، ثم حان موعد الجرعة الثانية فالثالثة إلى أن تم تعميم المصل في جميع الوحدات الصحية وأصبح متاحًا للجميع، ووجهها المتخصصون بالحصول على الجرعات المتاحة في الوحدات مرة أخرى لأن نسبة الحقن التي حصلت عليها ليست كافية للوقاية من الفيروس إنما التجربة أدخلت نسبة ضئيلة إلى جسمها وعليها استكمال تلك النسبة للوقاية.
قصة "هند" تبدأ عندما أصاب فيروس "كورونا" العالم كسقوط نيزك، وانقلبت الحياة رأسًا على عقب في كل الدول، فلم نكن مستعدين لهذه المفاجأة التي أدت إلى شلل في حركة العالم لما يقرب من سنتين، لكن تلك الأزمة خلقت مجالًا اتجهت إليه الأعين المصرية ودعمت وجودها فيه وهو إنتاج اللقاحات، لتتحول مع التجارب إلى مركز إقليمي في تلك الصناعة في إفريقيا والشرق الأوسط، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن اختيارها ضمن 6 دول إفريقية لفتح مراكز لإنتاج اللقاحات ضد فيروس كورونا، بعد الحصول على تكنولوجيا متطورة وهي تقنية MRNA، بتوجيه الخلايا لصنع بروتين يولد استجابة مناعية في الجسم، وبالتالي إنتاج الأجسام المضادة التي توفر الحماية من المرض.
"الدستور" فى الملف التالي يعرج لكل ما يتعلق بإنتاج مصر للقاحات، وكيف زادت مصانعها وإنتاجيتها في هذا المجال، وذلك من خلال محطات مرت الدولة بها كي تصل لتحقيق ما يعرف بـ"الخطة اكتفاء".
فى محطتنا الأولى جمعنا لك أبرز المصانع التي من خلالها ستتوسع البنية التحتية لمصر في هذا المجال، مستخدمين أداة «فلوريش»:
رئيس تطوير الأعمال: نتوسع فى إنتاج «التطعيمات الإجبارية»
محطتنا الثانية كانت جولة بين عدد من المسئولين، حصلنا منهم على رؤيتهم لمستقبل مصر بعد هذه التوسعات في مجال اللقاحات، فكانت البداية مع الدكتور شريف دياب، رئيس قطاع تطوير الأعمال بمصنع "بيوجينرك فارما"، الذي أكد أن الإنتاج الفعلي للمصنع سيكون منتصف العام الجاري، مشيرًا إلى أن شركة بيوجينرك فارما تستهدف إنتاج العديد من لقاحات جدول التطعيمات الإجبارية، لحماية الأطفال من العدوات الفيروسية والبكتيرية المختلفة، بالإضافة إلى التوسع فى إنتاج لقاحات أخرى باستخدام تكنولوجيا الـmRMA بهدف زيادة التغطية المناعية للأطفال المصريين، كما تسعى لتوفير احتياجات السوق المحلية وتتطلع للتصدير إلى الأسواق الإفريقية.
وعن الدعم الحكومي لهم، توجه "دياب"، خلال حديثه مع "الدستور"، بالشكر إلى هيئة الدواء المصرية ووزارة الصحة والسكان، هيئة الشراء الموحد، لما قدمته الحكومة من دعم في مختلف القطاعات وتذليل كافة الصعاب حتى تم الانتهاء من إنشاء وترخيص المصنع وافتتاحه.
رئيس شعبة الأدوية: مصر فى مكانة متميزة
حديثنا التالي كان مع الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، الذي قال إن مصر تحتاج إلى تحصينات ضد أي حدث يحدث على مستوى العالم من تطور لأي فيروس مثلما فاجأتنا "كورونا" وبدأ العالم يبحث عن حلول له، والشركات تعمل على إيجاد المصل المناسب، ومصر كانت لديها بنية تحتية في هذا المجال متمثلة في "فاكسيرا"، فنجحنا في عمل شراكات وقمنا بالتصنيع المحلي للتطعيمات وتقديمها للمواطنين، لذا أصبحت مصر في مكانة متميزة على مستوى الشرق الأوسط لقدرتها على إنتاج وتصنيع تلك اللقاحات.
وأشار "عوف"، في تصريحاته لـ"الدستور"، إلى أنه سيكون لدينا التطعيمات الحديثة المصنعة بأحدث الوسائل، وأيضًا الأدوية البيولوجية، وهو المستقبل القريب خلال العشر سنوات القادمة، ويجب أن تكون مصر مستعدة له، وهذه هي التكنولوجيا الجديدة في التصنيع، وتكلفتها وأسعارها عالية إذا اتجهنا لاستيرادها، لكن تصنيعها محليًا سيقلل التكلفة ولن نقع تحت رحمة الشركات العالمية، لذا فإن صناعة الأدوية تعطي الدولة تميزًا في التصدير، بالتالي يمكن فتح أسواق للتصدير إلى إفريقيا.
وعن نسب التصنيع المحلي، قال إن مصر اليوم وصلت لتصنيع 92% من احتياجاتها، وهي نسبة مرتفعة، لكن مصر تحتاج دائمًا إلى مواكبة التطور حتى لا تقل النسبة التي وصلت إليها، ولا تزال تسعى لتقليل نسبة الـ8% التي تضطر لاستيرادها من الخارج، كأدوية الأورام التي تستهلك نسبة مرتفعة جدًا من كمية الأدوية المستوردة، أيضًا ألبان الأطفال أصبح لدينا مصنع مصري لإنتاج 50% من الألبان المطلوبة واستيراد الـ50% الباقية، على عكس من 5 سنوات كنا نستوردها بنسبة 100%، وفي خلال شهر سنسمع أن مصر نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من مخدر «بنج» الأسنان الذي أحدث ضجة بسبب نقصه في الأسواق المصرية في الفترة الماضية، وغيرها.
* حصلت هيئة الدواء المصرية على مستوى التصنيف 3 من منظمة الصحة العالمية، وهو ثاني أعلى مستوى في تصنيف المنظمة، في وقت سابق من هذا الشهر، والذي يسمح للشركات المحلية بالتقدم إلى منظمة الصحة العالمية للحصول على تأهيل لمنتجاتها وإدراجها للاستخدام في حالات الطوارئ.
مراحل تسجيل المصل (فيديوجراف)
المحطة الثالثة نأخذك فيها إلى كيفية حصول اللقاح أو الدواء الذي تنتجه تلك المصانع على الموافقة لتداوله في الأسواق، ونوضحها من خلال "فيديوجراف" لتوضيح قواعد وإجراءات التسجيل:
اللقاحات فى صحافة زمان
المحطة الرابعة تأخذك إلى جولة في أرشيف الصحافة المصرية، نقدم لك أبرز التقارير التي وردت عن عالم اللقاحات والأمصال من خلال استخدام أداة "فلوريش":
نسب هامة فى عالم اللقاحات
وأخيرًا، نقدم لك عددًا من النسب والإحصائيات التي توضح لك حجم السوق المصرية في عالم صناعة الأدوية واللقاحات، من خلال الإنفوجراف التالي: