الأول من نوعه فى مصر.. إنشاء مركز لبحوث النسيج الطبى بـ«قومى البحوث»
أعلن الدكتور محمد محمود هاشم، رئيس مركز التميز العلمي لتكنولوجيات ومنتجات النسيج المبتكرة بالمركز القومي للبحوث، عن حصول المركز على تمويل بقيمة 15 مليون جنيه من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار لجعل مركز التميز الحالي مركزا لبحوث النسيج الطبي والابتكار، الأول من نوعه في مصر.
وقال هاشم إنه خلال السنوات العديدة الماضية رصدنا العديد من الفجوات في أسواق المنسوجات المصرية التي تتطلب اهتماما فوريًا، من أهمها قطاع المنسوجات الطبية، والتي تستخدم في الأغراض الطبية، والذي أصبح عنوانا مهما في المرحلة الحالية.
وأضاف أن أهمية هذا القطاع ترجع إلى تغير نمط الحياة وزيادة الوعي بممارسات الرعاية الصحية الأفضل، وتزايد ثقافة النظافة الشخصية والعامة على المستويين المحلى والعالمى خلال جائحة فيروس كورونا، مما أدى إلى ارتفاع الطلب والمنافسة على المنسوجات الطبية.
وأوضح أن سوق المنسوجات الطبية العالمية قدرت بنحو ٦٤,٧ مليار دولار أمريكي في عام ٢٠٢٠، ومن المتوقع أن تنمو سنويًا بمعدل ٤,٥٪ حتى عام ٢٠٢٨، قائلا: "للأسف لا توجد إحصاءات موثوقة عن السوق المصرية، ومع ذلك بلغت الحصة السوقية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها في عام ٢٠٢٠ حوالي ۳,٥٪".
وأكد أنه إيمانا بدور الأبحاث العلمية في مواكبة التقدم التكنولوجي تم وضع خطة بحثية لإنشاء مركز لبحوث النسيج الطبي والابتكار، الأول من نوعه في مصر، من خلال تحسين القدرات الحالية للمركز، وتحديث بعض آلات التصنيع الحالية وأدوات التوصيف، وشراء ملحقات وقطع غيار جديدة تعمل على تحسين أدائه وجودته.
وأوضح أنه سيتم العمل على تقليل الفجوة التكنولوجية، وبالتالي مساعدة قطاع النسيج الطبي المصري على المنافسة في السوق العالمية، والمساهمة في جهود الاستدامة العالمية والاقتصاد الدائري من خلال تصميم مشروعات بحثية لتصنيع المواد الحيوية الجديدة اللازمة لإنتاج المنسوجات الطبية بدلا من الاعتماد الكلي على الاستيراد من الخارج.
ولفت إلى بدء إدخال أفكار المنتجات المبتكرة التي حققها الباحثون المصريون في المركز القومي للبحوث والجامعات المصرية المهتمة بالمجال في نماذج صناعية وعرضها على الشركات المهتمة.
وكشف عن إنشاء معمل معتمد لفحص المنسوجات الطبية لمساعدة مصنعي المنسوجات الطبية في التصديق على منتجاتهم وتقليل اعتمادهم على المنشآت الأجنبية، إلى جانب تقديم الدعم الفني لرواد الأعمال في حاضنات تكنولوجيا النسيج المدعومة من أكاديمية البحث العلمي ومسرعات الأعمال للشركات الناشئة في مجال المنسوجات الطبية في القطاع الخاص.
من جهته، قال الدكتور عبدالرحمن عبدالجواد، أستاذ مساعد كيمياء وتكنولوجيا المنسوجات بالمركز، إن قطاع المنسوجات الطبية في مصر يعاني من مشاكل عديدة، أهمها عدم توافر التكنولوجيا الحديثة والدعم البحثي اللازم، وغياب الوعي عند المصنعين المحليين بطبيعة هذه الصناعة واختلافها عن صناعة الملابس التقليدية.
وأضاف أن من أبرز المشاكل التي تواجه تلك الصناعة غياب وعدم وضوح معايير الجودة القياسية من جانب الهيئات المحلية المختصة، وأيضا عدم وجود معامل معتمدة لقياس أداء المنسوجات الطبية واعتمادها طبقاً للمواصفات المحلية والعالمية.
وأوضح أن العديد من المشكلات التي ظهرت عالميا على طول سلسلة إنتاج المنسوجات الطبية، مثل نقص إمدادات المواد الخام، والمشاكل اللوجستية، وتوافر المنتجات النهائية أثناء فترات الوباء نبهتنا إلى أهمية هذا القطاع وضرورة تطويره.
وأكد أن هذه الصناعة يطلق عليها "المنسوجات التقنية"، وأصبحت تمثل أمنا قوميا يجب النظر إليه والتعامل معه، ودفعنا هذا الأمر إلى التعمق أكثر في دراسة احتياجات هذا القطاع وتحديد نقاط العمل فيه.
وأشار إلى أن مركز بحوث النسيج الطبي سيسهم في توطين تلك الصناعة غير التقليدية في مصر، والتي تبلغ نسبة استهلاك مصر منها نحو 90%، خاصة أن المنسوجات الطبية هي نتاج مزيج من تكنولوجيا الغزل والنسيج والعلوم الطبية، وهي تطور طبيعي لتطور الألياف الجديدة والتقنيات الحديثة لتصنيع المنسوجات.
وكشف عن أن المنسوجات الطبية تتضمن العديد من المنتجات، مثل ملابس غرف العمليات الجراحية للأطباء ومعاونيهم والمرضى، مفروشات وأغطية الأسرّة للمرضى، الوسائد، الجوارب الطبية، القبعات والأقنعة، الضمادات الجراحية، الأربطة الاصطناعية للمفاصل، البشرات الصناعية، المفاصل الصناعية، شرايين وصمامات القلب، والكثير من المنتجات الأخرى.