سامح شكرى فى روسيا
لتبادل وجهات النظر بشأن العديد من الملفات الدولية والإقليمية، ذات التأثير على المصالح المشتركة، ولمتابعة مسار العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، توجّه سامح شكرى، مساء أمس الأول الإثنين، إلى العاصمة الروسية موسكو، التى كان قد زارها، فى أبريل الماضى، برفقة وزراء خارجية الأردن والعراق والجزائر والسودان، أعضاء مجموعة الاتصال العربية المعنية بالأزمة الأوكرانية، فى محاولة للمساهمة فى إيجاد حل دبلوماسى لهذه الأزمة، وإعادة الاستقرار إلى تلك المنطقة وتعزيز السلم والأمن الدوليين.
يجرى التحضير للاحتفال، فى أغسطس المقبل، بذكرى مرور ثمانين سنة على بدء العلاقات الدبلوماسية المصرية الروسية. والسبت الماضى، شارك السفير نزيه النجارى، سفيرنا لدى موسكو، فى الاحتفال السنوى لـ«جمعية قدامى المحاربين الروس». وفى ١٧ ديسمبر الماضى، بحث وزيرا خارجية البلدين، فى اتصال تليفونى، «سبل تطوير العلاقات الروسية المصرية الودية تقليديًا»، وتبادلا وجهات النظر بشأن الجوانب الملحة للوضع فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأكدا مجددًا اهتمام البلدين المشترك بتعزيز التنسيق بينهما فى القضايا الدولية والإقليمية. وذكرت الخارجية الروسية، فى بيان، أن المكالمة التليفونية أولت اهتمامًا كبيرًا لتوسيع التعاون بين البلدين فى مجالات الطاقة والصناعة والزراعة وتنفيذ المشاريع المشتركة الكبرى.
العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتى، بدأت فى ٢٦ أغسطس ١٩٤٣، وفى السنة نفسها جرى توقيع أول اتفاقية اقتصادية بين البلدين، نصت على مقايضة القطن المصرى بحبوب وأخشاب الاتحاد السوفيتى. ثم شهدت العلاقة تطورات كبيرة ومتلاحقة بعد ثورة يوليو ١٩٥٢، كما كانت مصر من أوائل الدول التى أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد تفكك الاتحاد السوفيتى، سنة ١٩٩١، و... و... وخلال السنوات الثمانى الماضية حدثت طفرة فى العلاقات، بدأت بزيارات متبادلة لرئيسى الدولتين.
فى هذا السياق، ناقش سامح شكرى، أمس الثلاثاء، مجمل ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين، مع دينيس مانتوروف، نائب رئيس الوزراء الروسى، وزير الصناعة والتجارة، ونيكولاى باتروشيف، سكرتير عام مجلس الأمن القومى، بعد أن عقد جلسة مباحثات مع سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى، الذى أكد أن بلاده مهتمة بالموقف المصرى من مختلف الأزمات الدولية والإقليمية، وأكد أنها «تقدر عاليًا» موقف مصر «المتوازن والمدروس» من هذه الأزمات، وسعيها الجاد إلى إيجاد حلول لها.
منذ بداية الأزمة الأوكرانية، اقترحت مصر على كل الأطراف المعنية إجراء مفاوضات تؤتى بنتائج تنهى الصراع وتلبى مصالح كل الأطراف. وقالت، بمنتهى الوضوح، إن البحث عن حل سياسى سريع يجب أن يكون الهدف الأساسى للمجتمع الدولى بأسره. وخلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الوزيران، بعد جلسة المباحثات، قال شكرى إنه ناقش مع وزير الخارجية الأمريكى، فى القاهرة، رؤية بلاده إزاء التطورات الأخيرة، وأتيحت له الفرصة لتناول هذه الملف، بالمثل، مع لافروف، الذى طرح الرؤية الروسية، مؤكدًا اهتمام مصر بالتوصل إلى ظروف تسمح بانتهاء المواجهة العسكرية فى أوكرانيا، ومشيرًا إلى أننا سنتابع التطورات فى إطار العلاقات الثنائية ومع الشركاء الدوليين، سعيًا إلى إيجاد حلول دبلوماسية لهذه الأزمة.
تناول الوزيران، أيضًا أو طبعًا، الملفين السوريا والليبى، والقضية الفلسطينية، ولم يفاجئنا «لافروف» حين انتقد، فى المؤتمر الصحفى، الصيغة التى يتعامل بها الغرب مع إيران واتخاذ «خطوات غير عقلانية»، مشيرًا إلى أن بلاده تود أن «تعيد الولايات المتحدة إلى وعيها، وتقوم بمحاولات واضحة وجادة لإعادة إحياء الاتفاق النووى الإيرانى». والإشارة هنا قد تكون مهمة، إلى أن روسيا، برغم تعاونها مع إيران فى سوريا، وتمسكها بالاتفاق النووى الإيرانى الموقع سنة ٢٠١٥، فإنها حريصة على تقوية علاقاتها بدول الخليج العربى.
.. وتبقى الإشارة إلى أن العلاقات المصرية الروسية، السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، تقوم على تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، وتحدد أطرها السياسة الخارجية الأوسع، التى تبنتها مصر منذ ٢٠١٤، أو دولة ٣٠ يونيو: تنويع الخيارات، الندية، الاحترام المتبادل، عدم التدخل فى الشئون الداخلية، والحفاظ على الدولة الوطنية واحترام سيادتها بوصفها حجر الأساس فى بناء النظامين الإقليمى والدولى.