شعبية أعياد الشرطة
عكست احتفالات أعياد الشرطة هذا العام حالة الانسجام المتبادل بين الشعب والشرطة، ما يؤكد هذه الحالة هو امتداد الاحتفالات إلى قطاعات مختلفة من الشعب، فنحن نعتبر عيد الشرطة مناسبة وطنية، لا تختلف عن أى مناسبة أخرى ترتبط بأحداث تاريخية ووطنية.
فقد بات احتفال الشعب بعيد الشرطة المصرية أمرًا معتادًا، فيما يعتبر قمة النجاح إذا ماتم تقييم تلك العلاقة في أى مكان في العالم .
الاحتفالات هذا العام امتدت من داخل مصر لخارجها، من المؤسسات إلى الأفراد، في الخارج شاركت الجاليات المصرية فى عدة دول أوروبية منها اليونان وإسبانيا وبريطانيا وصربيا، بتنظيم وقفات احتفالية رفعت خلالها لافتات تحتفي بعيد الشرطة.
ورفعت أيضًا لافتات تأييد وتجديد الثقة فى القيادة السياسية، وهتف المحتفلون في أوروبا بـ"تحيا مصر" مؤكدين وقوفهم خلف الحكومة المصرية فى ظل الأزمات الاقتصادية التى تعصف بالعالم .
وفي الداخل تنوعت مظاهر الاحتفال بأعياد الشرطة، حيث نظمت مهرجاتات في المحافظات بدأت بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكارية لشهداء الشرطة، ونظمت احتفالات شعبية في الميادين والشوارع الرئيسية وتنوعت مظاهر الاحتفال بين توزيع الهدايا الرمزية والعينية على المواطنين إلى جانب المهرجانات الغنائية.
كما انضمت إدارات من وزارات مختلفة بمشاركة رجال الشرطة في الاحتفال، بتنظيم القوافل للمناطق الأكثر احتياجًا، كما نظمت الأندية الاجتماعية والرياضية احتفالات مشابهة بعضها قام بتكريم أسر الشهداء، والبعض اكتفى بعقد ندوات لإحياء ذكرى الشهداء، وقبل كل ذلك التكريم والاحتفال الكبير الذي نظمته رئاسة الجمهورية وشارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي وكرم خلاله الكثير من أسر الشهداء وأسماء عدد من رموز الشرطة وفي مقدمتهم إسماء أبطال موقعة الإسماعلية التى واجهت قوات الاحتلال الإنجليزى فى الإسماعلية يوم 25 يناير 1952.
السؤال: عن سر هذا الترابط الذي يجمع بين شعب وشرطته، وسر التوسع في احتفالات هذا العام رغم ما نمر به من أزمات اقتصادية، وكيف تحولت تلك العلاقة الى حالة متفردةعن معظم شعوب العالم؟
والإجابة نجدها في التعرف على جذور الوطنية المصرية التى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما يسمى بالفخر القومي، والتعلق العاطفي والولاء والانتساب للوطن، والشخص الوطني هو شخصٌ يحب بلده ويصون مصلحته ويدعم سلطته بطبعه. وإذا كان ذلك سر احتفال المصريين بعيد الشرطة، فيضاف إليه ارتباط عيد الشرطة بمناسبة وطنية كانت ضد المحتل الأجنبي، دفعت خلاله الشرطة المصرية نحو 50 شهيدًا و80 مصابًا.
يضاف أيضًا ما يقدمه رجال الشرطة من تضحيات طالت أرواح الآلاف التي تمتلئ بها دفاتر حكايات الشهداء، نذكر منها تقرير عرضه المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين فى عام 2022، يؤكد أن البيانات التي حصرها عن عدد الشهداء منذ أحداث 25 يناير 2011 وما تبعها من أحداث ثورة 30 يونيو وماتلاها يصل إلى 5410 شهداء.
في مصر يقع سنويًا قرابة 72 ألف حريق وفقًا لتقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يتصدى لها رجال الحماية المدنية إحدى أذرع الشرطة المصرية بتضحيات كبيرة لم تلق حظها في التسليط الإعلامى، ونكتشف أيضًا أن العنصر النسائي، كما انضم لكل المجالات أيضًا لإدارة الحماية المدنية لتنوع حالات الحرائق أيضًا، لتتصدر المرأة المصرية كل أنواع الوظائف حتى الخطرة منها،
إدارة الحماية المدنية تعمل على مكافحة الحرائق والمفرقعات والانهيارات وكل أنواع الخطر التى يمكن أن يتعرض لها الشعب رافعة شعار (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا).
ولعل مكافحة الجريمة بتنوعاتها المختلفة بداية من محاربة الإرهاب ومكافحة تجارة المخدرات والسلاح والأماكن الخطرة والمسجلين خطر هى أبرز ما تقوم به أجهزة الشرطة، وقبل كل ما سبق مجال جمع المعلومات الذي يقوم به رجال الظل، وهو المجال الذي يوفر الحماية السابقة لكل أنواع الجرائم، من بينها مؤامرات الخارج واكتشاف الخلايا النائمة المتأمرة على أمن واستقرار البلد، ويمتد نشاط رجال الظل أيضًا إلى أخطر قضايا العصر الإلكترونية والاقتصادية فيما يعرف بالآمن الاقتصادى.
وبرغم كل تلك المخاطر والتضحيات تتسابق العائلات المصرية لإلحاق أبنائهم بتلك المؤسسة الوطنية، وهو ما يثبت أن مؤسسة الشرطة المصرية تتشكل من نسيج وطن واحد لا تفرقه طائفة ولا ملة ولا عرق، ولا انتماء لها إلا للوطن، فألف تحية لشرطتنا المصرية وأبطالها فى عيدها الواحد والسبعين.