تقرير: إفريقيا لاعب رئيسي في السوق العالمية للطاقات منخفضة الكربون
ذكرت وكالة "إيكوفين" الدولية للدراسات الاقتصادية، اليوم الثلاثاء، أن إفريقيا مؤهلة لتكون رائدة عالميا في مجال الهيدروجين الأخضر، منوهة بأن القارة السمراء إذا قامت باستغلال إمكاناتها الهائلة للطاقة الشمسية، سيكون بمقدورها إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة منخفضة وعلى نطاق واسع لتلبية الطلب المحلي وتصبح لاعبا رئيسيا في السوق العالمية للطاقات منخفضة الكربون.
واستنادا إلى تقرير صادر عن بنك الاستثمار الأوروبي والتحالف الدولي للطاقة الشمسية والاتحاد الإفريقي، أشارت "إيكوفين" إلى قدرة إفريقيا على إنتاج نحو 50 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول عام 2035 بتكلفة تنافسية مع النفط من خلال استغلال إمكاناتها الشمسية التي لا مثيل لها.
ويسلط التقرير الضوء على إمكانية إنتاج هذه الكمية الكبيرة من الهيدروجين الخالي من الكربون في شمال غرب إفريقيا (المغرب وموريتانيا) ومصر والجنوب الإفريقي (ناميبيا وجنوب إفريقيا).
ومن شأن تركيب 1230 جيجاوات من الطاقة الشمسية في هذه المراكز الثلاثة أن يتيح إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة مجدية اقتصاديا تقدر بأقل من 2 يورو للكيلوجرام الواحد ومن المتوقع أن يتراوح سعر الهيدروجين النظيف المنتج في إفريقيا من 55ر1 إلى 90ر1 يورو للكيلوجرام عند نقاط التسليم، أي ما يعادل برميل نفط برنت في نطاق سعري يتراوح ما بين 79 و96 يورو.
وبحسب التقرير فإن الإنتاج واسع النطاق للهيدروجين الأخضر في إفريقيا، والذي سيتطلب استثمارات عالمية تبلغ 1000 مليار دولار، يمكن أن يلبي جزءا كبيرا من الطلب المحلي ويضع إفريقيا كمصدر رئيسي لهذه الطاقة النظيفة، وسيوفر مستوى إنتاج يبلغ 50 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا 7 إكساجول من الطاقة للأسواق الأفريقية، أي أكثر من ثلث إجمالي استهلاك القارة (9ر19 إكساجول في عام 2021) ، بينما يسمح للبلدان المنتجة ببيع 25 مليون طن من الطاقة في أسواق الطاقة العالمية ويمثل حجم الصادرات هذا 15% من الغاز المستخدم حاليا في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف التقرير أنه يجب أن تساعد الاستثمارات الضخمة في الهيدروجين الأخضر أيضا على إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة في القارة (الأسمدة والصلب والتعدين) ، وبالتالي تجنب إطلاق 500 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
ونوه التقرير إلى أن تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر المزدهرة في إفريقيا يمكن أن يكون له فوائد اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل دائمة عالية الجودة في جميع مراحل سلسلة القيمة، هذا القطاع قادر على زيادة الناتج المحلي الإجمالي للبلدان المنتجة الخمسة المختارة (موريتانيا والمغرب ومصر وجنوب إفريقيا وناميبيا) بنحو 40 مليار يورو سنويا.
وبفضل محطات تحلية مياه البحر، سيسهم قطاع الهيدروجين أيضا في إنتاج 3500 مليون متر مكعب من المياه العذبة سنويا في المناطق التي تتأثر بشكل منتظم بإجهاد المياه.
وخلص التقرير إلى وجوب توافر عوامل لإنتاج 50 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا في إفريقيا بحلول عام 2035: تطوير برامج التخطيط الوطنية، والتنظيمية والحوافز لتعبئة استثمارات القطاع الخاص وإطلاق مشاريع تجريبية لإثبات نجاح إنتاج وتخزين وتوزيع واستخدام الهيدروجين الأخضر واللجوء إلى الشراكات القائمة على السوق لتعزيز الطلب والاستهلاك على نطاق واسع للهيدروجين الأخضر على المستويين الوطني والدولي وتعزيز التعاون لتصميم وتمويل وبناء وتشغيل البنية التحتية اللازمة.