مثقفون في معرض الكتاب: المصري في شعوره العميق يقدس الدولة
شهدت القاعة الرئيسة (صلاح جاهين) ندوة "نحن والحضارة" ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54، حيث شارك في الندوة الدكتور هاني صبري حنا، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة السويس، والكاتب الصحفي أحمد الجمال، وأدار الحوار: الدكتور محمد أحمد مرسي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات المصرية.
في كلمته تحدث الدكتور أحمد الجمال، عن الحضارة المصرية وتفردها، مشيرًا إلى دورها فيما قدمته للإنسانية، وقال "إذا كانت الحضارة تقوم على الاستقرار والأمن والكتابة، وتجمع بين الثقافة والمدنية فإن النموذج الإنساني الذي قنن من خلاله المؤرخين وعلماء الحضارات ما قننوه، فكانوا يعتمدون على تاريخ مصر".
وأكد "الجمال" أن مصر قدمت للبشرية أول مفهوم للحضارة لأنهم قالوا أن الحضارة لا تقوم إلا على الاستقرار والأمن والكتابة، وقد استخلص المؤرخين والباحثين كل هذه العناصر من مصر لان مصر استقرت من حول النهر، وحتى تحمي النهر من المحيط الصحراوي شرقًا وغزبًا والبحر شمالا والعمق حنوبا بدأت تتجه للأمن ثم كانت من أوائل رواد البشرية في اختراع الكتابة وعليه فالمعنيون بالحضارة والثقافة، اعطوا هذا التعريف وتلك العناصر بناءا على استقرار وامن والكتابة في مصر.
وأضاف "قدمنا الأساس الذي وضعته مصر فيما يخص تصورات العالم الأخر الذي سار عليه كل العقائد السماوية والوضعية، وقدمنا أيضًا المرأة في كونها أن تكون في مقدمة المجتمع فكانت ملكة وإلهة، وقدمنا للبشرية أصل الدولة، ونموذج الدولة، والاندماج المجتمعي".
واعتبر "الجمال" أن المصري في شعوره العميق يقدس الدولة المصرية، وهذا الجانب الحضاري العميق، موضحًا أن المصري قد يثور ويخرج في هبات وانتفاضات لكنه لا يهدم الدولة، لأنه في مكنونه الحضاري والإنساني يقدس الدولة.
وفي كلمته، تحدث الدكتور هاني حنا، عن صناعة المستقبل بناءً على مقومات الحضارة المصرية، وقال "الحضارة المصرية حضارة إنسانية، ونحن نمتلك مقومات الشخصية القادرة على صناعة المستقبل، كما أن الشخصية المصرية تكونت في كل مراحلها واستطاعت ان تقدم خلاصات ثقافية قدرنا نستعين بها".
وأضاف "المصري نمط حياته مرتبط بتاريخه، الحضارة المصرية تشكل جزء من صفاته وسماته، وعلى سبيل المثال المصري يقدس الأرض، ويمتلك مقومات وطبيعة تاريخ وتراث تعطيه المقدرة على أن نكون جزء من الحضارة الحالية".
واستعان هاني حنا وصف ابن خالدون عن المصريين حينما قال "اهل خفة ومرح وغفلة عن العواقب"، وفسر هذه العبارة بأن المصريين لا يعدون خطط للمستقبل، وأرجع ذلك إلى طبيعة المناخ المعتدل في مصر، بعكس المواطن الأوروبي الذي يميل للأدخار.