هل يتوقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؟..خبراء يجيبون
شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأيام القليلة الماضية، توترًا وتصعيدًا ملحوظاً، بدأ منذ اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، الخميس الماضي، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين.
وشهدت مدينة القدس، أمس الجمعة، عملية إطلاق نار على كُنيس يهودي أسفر عن مقتل 7 مستوطنين وإصابة العشرات بحالات حرجة.
ومساء اليوم، شهدت أحياء القدس، الضفة الغربية، المحتلين اشتباكات ومواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين أسفرت عن وقوع إصابات بجانب اعتقال العشرات.
فهل تستمر عمليات التصعيد بين الطرفين، على الرغم من النداءات الدولية والعربية بضرورة عودة الهدوء.
الرقب: سلوك الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني سيكون معيار الهدوء أو التصعيد في المنطقة
قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ هجومه على مخيم جنين أول أمس كان الشرارة لإشعال الأحداث في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التحريض المستمر من قبل حكومة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ضد الشعب الفلسطيني يؤسس لتوسع دائرة العنف، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام جرائم الاحتلال ولن يفقد الوسيلة للانتقام منه على جرائمه، وأكبر دليل عملية القدس أمس والتي جاءت انتقاما لشهداء جنين.
وأضاف الرقب أنه من المتوقع أن تتوسع دائرة المواجهة مع الاحتلال ويقاس الأمر بسلوك الاحتلال حيث أن سلوكه تجاه الشعب الفلسطيني سيكون معيار الهدوء أو التصعيد في المنطقة.
الرقب: الإدارة الأمريكية ستحاول تهدئة الأوضاع بشكل سريع
ولفت الرقب إلى أن الإدارة الأمريكية ستحاول تهدئة الأمور بشكل سريع، موضحًا أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي معدة مسبقًا قبل تصاعد الأحداث ولكنها قد تسهم في تهدئة الأحداث في الأراضي الفلسطينية.
وتابع الرقب: "على الأمريكان لعب دور مهم في الضغط على الاحتلال لوقف اعتدائه على شعبنا ومقدساته وعودة الأمل للعملية السياسية من خلال إقرار الاحتلال بحق شعبنا في قيام دولته المستقلة، ودون ذلك ستستمر دائرة الدم حتى لو هدأت تارة فإنها ستعود للاشتعال من جديد".
وأوضح الرقب أنه لمصلحة البيت الأبيض تهدئة الأمور وعودة التنسيق الأمني لسابق عهده وهذا أعتقد ما سيحمله بلينكن في جعبته.
فهمي: بلينكن لن يقدم جديد للجانب الفلسطيني لكن سيطرح رؤية للتنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي
قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لن يقدم جديد للجانب الفلسطيني لكن سيطرح رؤية لإعادة التنسيق الأمني بين فلسطين وإسرائيل على أعلى مستوى بما يخدم أمن إسرائيل، لافتا إلى أن هذا اتضح من ردود فعل الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي جو بايدن فيما جرى مع عملية القدس مساء الجمعة.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن وزير الخارجية الأمريكي سيطلب عدة أمور منها استئناف التنسيق الأمني، محاولة إقناع حكومة الاحتلال بعدم تصعيد الموقف وإبقاء الوضع كما هو عليه، والضغط على السلطة الفلسطينية بالقبول بالأوضاع وعدم تدويل الشأن الفلسطيني في هذا التوقيت ونقله إلى محكمة العدل أو إلى الجمعية العامة تحت صيغة متحدون من أجل السلام.
وأوضح فهمي أن الإدارة الأمريكية ستسعى فى إجراءات لكن هل تملك الإرادة لفرضها على الجانب الإسرائيلي، كما ستقدم الإدارة الأمريكية حزمة تحفيزية للجانب الفلسطيني سواء فى استئناف ضح المساعدات او برنامج المساعدات على مراحل، لافتا إلى أن الفلسطينيون سيطالبون بمزيد من الاجراءات ولن يكتفوا بذلك.
وتابع فهمي: "بتقديري الإدارة الأمريكية لا تريد أن تطرق الملف الفلسطيني وستسعى بطبيعة الحال إلى بلورة رؤية تقوم على التهدئة والتركيز على أمن إسرائيل وعدم تعرض الإسرائيليين إلى أى مخاطر والضغط باتجاه وقف التصعيد بين الجانبين".
ولفت فهمي إلى أنه لابد أن تطرح الإدارة الأمريكية فكرة جديدة لكن في النهاية الأمر سيكون محكومًا فيما ستقبله إسرائيل، مضيفًا أن إسرائيل تركز على موضوعات وملفات أهمها توفير عنصر الأمن وتوفير المعلومات وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية، فيما تركز الإدارة الأمريكية على إشكالية أمن إسرائيل أولًا وأخيرًا، وهو ما يؤكد تباين في الرؤى بين الطرفين سواء الفلسطيني او الإسرائيلي في هذا التوقيت.
صافي: زيارة وزير الخارجية الأمريكي لن تسفر عن أي نتائج فعلية وواقعية
من جانبه، قال الدكتور ماهر صافى الباحث الفلسطيني، زيارة وزير الخارجية الأمريكي الإثنين المقبل إلى إسرائيل، هي لإجراء محادثات مع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، وأخرى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأضاف صافي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، محادثات وزيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة لن تسفران عن نتائج فعلية و حقيقية للجم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بقدر ما ستكون قادرة على ضبط إيقاع الرد الفلسطيني المستمر والذي تمثل أمس وصباح اليوم بعمليات داخل القدس للرد على مجزرة جنين.
وأوضح صافي أن الزيارة كانت محددة منذ وقت طويل، وسبقتها زيارتان لكل من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الأسبوع الماضي، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، الذي وصل إلى إسرائيل الخميس، بعد ساعات من المجزرة، لكن الزيارة كانت ضمن جولة إلى المنطقة.
وأضاف صافي أن هذه الزيارة لا تحمل أي بوادر لحل مرتقب أو لضغط أمريكي حقيقي وفاعل على إسرائيل، أو لمصداقية للتصريحات الأمريكية المتكررة بشأن خيار "حل الدولتين" ويمكننا أن نتوقع من اليوم، التصريحات القادمة لبلينكن سواء في تل أبيب أو في رام الله، وهي شجب واستنكار شديد للعمليات التي حدثت في القدس وشيء من التعاطف مع الفلسطينيين، وكثير من الكلام حول حقهم بالعيش بحرية، مقابل التزام راسخ وفعلي بأمن إسرائيل ووجودها وحقها في الدفاع عن امنها.
ولفت صافي إلى أن بلينكن، لن يتردد في الضغط بشكل مكثف على السلطة الفلسطينية، للتراجع عن قرار وقف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال، مشيرًا إلى أن بلينكن قد يحذر السلطة الفلسطينية من تبعات خطيرة جراء تطبيق هذا القرار على أرض الواقع.