لماذا تعنى صفقة «قندوسى» دخول الأهلى عهدًا جديدًا؟
على مدار شهر وأكثر عاش جمهور الأهلي يحلم ليلًا نهارًا بصفقة المهاجم الجديد الذي طالب به مارسيل كولر، المدير الفني للفريق.
وفي مراوغة للجميع، باغت فيها محمود الخطيب، رئيس القلعة الحمراء منافسه الزمالك، وجمهور ناديه، تفاجئنا باقتراب أحمد قندوسي لاعب وسط وفاق سطيف من الانضمام إلى القلعة الحمراء.
ماذا تعني هذه الصفقة؟، وهل يحتاج الأهلي لـ«قندوسي»؟، وما الأثر الذي يمكن أن يحدثه على شكل الفريق؟، وهل كان الأفضل ضم مهاجم؟، هذه وغيرها من التساؤلات نجيب عنها في التقرير التالي:
يجيد «قندوسي» في كل مراكز الوسط، فهو بالأساس لاعب وسط هجومي يلعب في مركز 8 ، وهنا يمكنك توظيفه في طريقتي اللعب الاعتياديتين للأهلي :« 4/2/3/1، و 4/3/3».
في الطريقة الأولى سيكون إلى جوار لاعب ارتكاز وحيد يلعب في الدفاع، على أن يبادر هو بالأدوار الهجومية، أما في الطريقة الثانية فهو يلعب بالجهة اليسرى، كوسط أيسر.
في الأونة الأخيرة بدأ مارسيل كولر التحول تدريجيًا إلى استراتيجية جديدة من شأنها التركيز على الدور الجديد للاعبي الوسط في صناعة الفارق.
اعتمد «كولر» على حمدي فتحي الذي كان لاعب ارتكاز دفاعي بالأساس على التقدم كمهاجم ثاني يحقق الكثافة الهجومية وصنع الفارق بهذه الفكرة أكثر من مرة كان آخرها في مباراة الزمالك الأخيرة، حيث كان العامل المشترك في الأهداف الثلاثة التي سٌجلت.
كذلك لعب الأهلي في الأونة الأخيرة برسم خططي 4/3/3 أكثر من مرة، وكان آخرها مباراة البنك الأهلي، وعزز السويسري من فكرة اعتماد على لاعب الوسط بظهور مروان عطية إلى جوار حمدي فتحي لممارسة نفس الدور بل وتكثيفه.
عول كولر على تقدم لاعبي الوسط وتحقيق الزيادة الهجومية بهما بدلًا من لاعب واحد في الفترات السابقة، وكذلك حصل على محمد فخري على عدد دقائق أكبر وتكرر ظهور لرهان كولر على الطريقة الجديدة والتي تحتاج أكثر إلى لاعبي الوسط.
مع بروز اسم قندوسي فجأة فهذا الأمر يرجح بشكل كبير أن ما يدور في عقل وذهن كولر هو الاستقرار بشكل أكبر على الطريقة الجديدة 4/3/3 والتي تقوم على لاعبي وسط قادرين على لعب دور هجومي كبير.
ومن هنا تأتي قيمة القندوسي، الذي يعد أميز كثيرًا من كل الأسماء التي تلعب في الأهلي بالأدوار الهجومية وما يمتلكه من مقومات تهديفية كبيرة.
اللاعب الجزائري يجيد دخول منطقة الخصم في توقيتات مثالية ويتميز بغزارة أهدافه وقوة قدمه، عوضًا عن تميزه في الاختراق بالكرة أيضًا.
حمدي فتحي يجيد التحرك وخلق المساحة، بينما بالكرة ليس بارعًا في المراوغة والاختراق، وهذه الميزة لدى قندوسي وحده لذلك سيمنح الأهلي إضافة مهمة جدًا في الاستراتيجية الجديدة.
هل ينتهي دور عمر السولية وقفشة؟
هكذا سيبرز السؤال، والإجابة باختصار شديد أن الفريق الذي يعتمد على 4/3/3 يحتاج إلى 5 لاعبين سوبر على الأقل إن لم يكونوا 6، بفعل التدوير في التشكيل، واختلاف الخصائص بين لاعب وآخر، والإصابات التي يتعرض إليها كل منهم، وكذلك التبديلات المهمة أثناء المباريات لإجراء تحول في شكل الفريق وإضافة نفس مغاير وجديد.
إن التحول الحاصل في استراتيجية كولر قد يعني تغير في تصوره للمهاجم الذي يحتاجه، فتقدم لاعب الوسط بحاجة إلى مهاجم جيد في اللعب خارج الصندوق وحوله، لكي يسحب معه قلبي دفاع الخصم وتفريغ المساحات للقادمين من الخلف، ومن هنا سيكون محمد شريف اختيارًا مثاليًا، وربما يكون التعويل عليه كبيرًا في المراحل المقبلة خاصة مع استعادته لثقته بنفسه.
في وجود محمد شريف واستعادته لحالته الاعتيادية سيكون الأهلي بحاجة إلى مهاجم محفز يستطيع تبادل الدقائق والتدوير معه، ودفعه للبقاء في مناطق التألق واليقظة دائمًا، لكن فكرة أن الأهلي لا يملك مهاجم هي تصور خاطئ، وتقليل من شأن أفضل مهاجم داخل مصر حاليًا.
سيكون الأهلي بحاجة لمنافس قوي نعم، لإضافة جديدة نعم، لكن هذا لا يعني أبدًا أن الأهلي معيوبًا أو منقوصًا، وإذا تصور البعض هكذا فإن منافسه الزمالك قد يكون في عداد الموتى.
هي صفقة مثالية وستحدث تحولا كبيراً في شكل الأهلي، والأقرب أن نرى نسخة جديدة وعهداً جديداً للأهلي مع طريقة مختلفة 4/3/3 ، ربما يتم البناء عليها مستقبلًا وتشهد تحولًا كبيرًا في مصير الفريق.