هل تحسم جولة الانتخابات البرلمانية الثانية في تونس مستقبل البلاد؟
أيام قليلة تفصلنا عن الجولة الثانية للانتخابات التشريعية التونسية المقرر انطلاقها فى التاسع والعشرين من الشهر الجارى، وفقا لما أعلنته الهيئة العليا للانتخابات في تونس.
سيختار التونسيون بموجب تلك الانتخابات برلمانا جديدا، فهل تحسم جولة الانتخابات البرلمانية الثانية في تونس مستقبل البلاد؟.
فى هذا السياق، قال الباحث السياسي التونسي مصطفى عطية، إنه بعد الفشل الذريع للجولة الأولى من الإنتخابات البرلمانية السابقة لأوانها في تونس وذلك بسبب النسبة الكبيرة من المقاطعين لها والتي فاقت 90% ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، فإن الجولة الثانية لن تكون أحسن من الأولى بل قد تشهد تزايدا في نسبة المقاطعين الذين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد فشل الإصلاحات المنتظرة والتلكؤ في محاسبة منظومة الفساد والإرهاب بقيادة جماعة الإخوان وأذيالهم من الإنتهازيين والغنائميين.
عطية: مقاطعة الشعب التونسى للإنتخابات ليست استجابة لدعوات المعارضة
وأكد عطية في تصريحات خاصة لـ"الدستور، أن المقاطعة الواسعة ليست استجابة لدعوات المعارضة لأن هذه المعارضة ذاتها فاقدة هي الأخرى للمصداقية باعتبارها كانت شريكة في المنظومة التي أسقطها الشعب في الخامس والعشرين من يوليو 2021 باستثناء الحزب الحر الدستوري بقيادة عبير موسى.
وأشار عطية إلى أن أسباب المقاطعة تعود لرفض الشعب التونسي بكل فئاته لأغلب مكونات الطبقة السياسية التي تشكلت منذ سقوط النظام السابق في 14 يناير 2011، فالتدهور غير المسبوق في القدرة الشرائية للمواطن وتفاقم البطالة والآفات الإجتماعية وغياب رؤية إصلاحية مقنعة، وتمكن غير الأكفاء من مفاصل الدولة، أدى إلى إحباط شعبي شبه عام وعزوف تام عن المشاركة السياسية، لذلك فإن الجولة الثانية من الإنتخابات البرلمانية لن تغير شيئا بل ستزيد الأوضاع ضبابية وتوترا.
وبلغت نسبة المشاركة في الدور الأول من الانتخابات 11,22%، وهو رقم لم يسجل منذ انطلاق مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد بعد ثورة 2011.
وبلغ عدد الناخبين الذين صوتوا مليونا و25 ألف ناخب من مجموع تسعة ملايين و136 ألف ناخب مسجلين.