برلمانى يستعرض طلب مناقشة عامة بشأن سياسة الحكومة تجاه ظاهرة هجر المدارس
استعرض النائب عاطف علم الدين عضو مجلس الشيوخ، طلب المناقشة المقدم منه لاستيضـاح سياسـة الحكومـة بشـأن هـجـرة الطـالـب والمـدرس للمدرسـة طـوال الـعـام الدراسـي مـن أجـل الدروس الخصوصية.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ والمنعقدة الآن برئاسة المستشار بهاء أبوشقة.
وقال إنه في بداية عام دراسي جديد نتوجه إلى الحكومة بالاستفسار عن الإجراءات التي تم اتخاذها لإصلاح كثير من الأوضاع الحالية في كل مراحل التعليم وأولها هجرة الطالب والمدرس للمدرسة طوال العام من أجل الدروس الخصوصية وتحولت بسببها كثير من المدارس إلى مبان لا فائدة منها، مع أن أهم دور للمدرسة هو التربية والتثقيف والتوجيه والإرشاد، وبناء الشخصية ثم التعليم.
وأشار إلى أن المدرسة فقدت هذا الدور طوال السنوات الماضية، وأصبح لدينا شباب ينقصه الكثير في بناء شخصيته بعد أن تحولت العملية التعليمية إلى تعليم مواز في البيوت والسناتر من أجل الدروس الخصوصية التي دمرت التعليم لدينا، وجعلت القضية الأولى لدى الطالب وولى الأمر هي البحث فقط عن درجات واهية وعن كيفية شراء شهادة للانتقال للمرحلة الأعلى خاصة للجامعات - ولو كان هذا التعليم الموازي هو الحل وتحول التعليم إلى تعليم مواز في البيوت والسناتر.
وقال عضو مجلس الشيوخ، إنه وجد حالة من الصدمة الكبيرة أحدثتها تصريحات الطالبة الحاصلة على المركز الأول علمي علوم في الثانوية العامة بشأن عدم ذهابها للمدرسة واعتمادها بشكل مباشر على الدروس الخصوصية، وأن ذهابها للمدرسة بعد تضييع للوقت فى ضوء حرصها على التواجد في دروسها الخصوصية، لافتًا إلي أن تصريح الأوائل بالاعتماد على الدروس الخصوصية بديلًا عن المدرسة يستحق وقفة من قبل وزارة التربية والتعليم، حيث اعتبروا أن الالتزام بالحضور بالمدارس بمثابة تضييع للوقت في الوقت الذي يتابعون فيه دروسهم من خلال الدروس الخصوصية، سعيًا لنتائج أفضل في التحصيل الدراسي.
واستكمل النائب عاطف علم الدين، أن هذه الرؤية التي عبر عنها أوائل الثانوية العامة تمثل إشكالية كبيرة، وبحاجة إلى دراسة ومعرفة سياسة الحكومة تجاه هذا التوجه، خاصة فى ضوء الحديث المتواصل من جانب الحكومة بشأن تطوير التعليم وعمل منظومة تعليم جديدة أن النظرة التي عبر هنا أوائل الثانوية العامة إذا استمرت بهذا الشكل ستكون الدروس الخصوصية بديلًا للمدارس بشكل كامل، وهذا أمر يهدد منظومة التعليم بالكامل، مؤكدًا أن عودة المدرس والطلاب إلى الفصل والمدرسة ضرورة لا جدال فيها وأن سنتر الدروس الخصوصية لا يجوز أن يكون بديلًا للمدرسة بأي حال من الأحوال من أجل أن نكون أمام نظام تعليمي متطور قائم على الفهم والتفاعل بين الطالب والمدرس وليس قائمًا على الحفظ والتلقين الذي تعتمد عليه الدروس الخصوصية.
وأكد أن المدارس أصبحت خارج الخدمة ودون طلاب في حين تولى الحكومة اهتمامًا كبيرًا بتطوير وبناء المدارس التي تمت هجرتها.